الخراب الكبير الذي حل بثاني اكبر المدن العراقية من جراء الاحتلال الداعشي الغاشم وخلال التحرير العظيم الذي كان غاليا غلاء الدم والشهداء والدمار الذي اجتاح المدينة ولنكن منصفين مع انفسنا وشعبنا الأبي الصابر المحتسب وبعد هذا الانتصارالكبيرالعظيم بكل معانيه وابعاده ومنطلقاته باندحار داعش وغبرائه ومبررات وجوده والاسباب الحقيقة لتسلطه على رقاب الناس في ارض الحدباء العظيمة …وانتظار عودة اكثر من مليوني مهجر ونازح وهارب من سطوة هذا العنف الدموي القاتل وجحيمه الأسود الداكن…والبدء بمرحلة مابعد هذا الخراب …وبعد استشهادعشرات الالوف من الأبرياء من ابناء شعبنا من مدنيين عزل وابطالنا المجاهدين من الجيش والحشود المتطوعة الذين دافعوا ببسالة لأسترداد الارض الطاهرة من دنس هذا التنظيم العابث الذي لايفرق بين اي احد منا و من اي مكون في تعامله اليومي وعنفه وارهابه وتفجيراته ومذابحه …وكما قرانا افعاله بالأمس القريب …واسئلتنا الحائرة اليوم تبرز شاخصة واولها …ماذا بعد دمار البنية التحتية للمدينة وانهيارتاريخها المجيد وسقوط رمز حضارتها بمنارتها التأريخية الحدباء الخالدة ونحن نقرأ من خلالها قصتها البطولية واسطورتها العظيمة وصمودهاوهي تقف شامخة عبر تسعة قرون خلت لتعلن انكسارها اليوم وسقوطها بيننا شهيدة بتفجير حاقد وجبان لايملك تبريرا غيرالسقوط و التردي والسذاجة وتصفيات ثار وتحد سافر ….فليس لنا بعد هذه الحسابات غير مدينتنا الجميلة وربيعنا الدائم(( ام الربيعين )) رمز جيشنا وقواتنا الباسلة البطلة التي قارعت عبر تاريخها كل صنوف الاعداء والمتربصين للنيل من عروبة عراقنا الاصيلة في صورة الحدباء الجميلة ووحدته و تكاتفه المصيري بكل اطيافه منذ ان كانت المدينة تحتويه بمكوناتها المتنوعة ….وها نحن نقرأ التحليلات والتوقعات عبر وسائلنا المقروءة والمسموعة ووكالات الانباء العالمية عن رصد المليارات لأعمار البنية التحتية التي خربتها الحروب كلها وبعد هذه الحرب الملعونة التي دفع ثمنها شعب مسكين آمن لاحول له ولا قوة وتعرض لظلم طائفي دنيء من قبل السلطة السابقة الجائرة المعروفه بتوجهاتها وسياساتها الرعناء واساليبها في تمزيق الوحدة الوطنية العراقية واللحمة الموصلية التي كانت على مر العصورمتجانسة بتآخيها وتمازجها وحبها لأرضها وناسها فكان لأسلوب التفرقة والتعالي والغرور والمغامرة التي كان ثمنها ضياع ثلث اراضينا وانتشار ظاهرة الفساد والفضائيين في اهم مفاصل الدولة وخصوصا الجيش والقوات المسلحة والشرطة والامن اضافة الى مرافق الدولة الخدمية الاخرى والتي كانت نتيجتها سقوط جيش جرار بيد شرذمة قليلون غائضون ونترك الاسباب للجان البرلمانية التي مازالت تتناحر بينها وتركن ملفاتها لتتحول الى ملفات ضغوط وتهديدات وتسويات سياسية ونعود لقضيتها الاساسية في امكانية بناء هذه المدينة من جديد ولعاب الانتهازيين وتجار الحروب الاهلية وسراق تبرعات النازحين ومقاولي الفساد لتخصيصات المليارات المرصودة للبناء والاعماروما دمره الاشرار…فمن هذا الذي سيضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفي هذه الظروف الصعبة التي اختلط فيها الحابل بالنابل وفوضى الخروج من هذه الازمات وتلك الحرب وقد بدأت المزايدات عليها والمساومات فضلا عن الذين كانوا سببا في احتلالها بالأمس وهم اليوم يركضون ليضعوامواطيء اقدامهم الخبيثة الضالة فيفتحوا مكاتبهم مرة اخرى في وسط المدينة المنكوبة ليعلنوا شماتتهم بأهلها وناسها الابرياء ولتلوح بالافق المعتم اول علامات الشوؤم بعودة السبب الرئيسي للصراع في المدينة وزرع بذور الفتنة من جديد فمن يلتفت لهؤلاء الذين لايريدون الخير لهذه البلاد ولا للموصل الجريحة والله الساتر …سؤال موجه الى القائد العام للقوات المسلحة والابطال الحقيقين الذين حرروها بأرادتهم وصمودهم ودماء شهدائهم الطاهرة فلهم الحق في ادارة شؤونها وبنائها واعمارها وطرد المدعين الذين يريدون سرقة هذا الانتصار العظيم بعد ان نظفوا المدينة من دولة الخرافة ليكنسوا الزيف والخذلان والادعاء والرذيلة بكل اشكالها …وعودة الناس الى منازلهم آمنين….
……..
………