23 ديسمبر، 2024 4:59 ص

الموصل…مسرحية جديدة ام ركوب للموجة

الموصل…مسرحية جديدة ام ركوب للموجة

زيارة الثنائي رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي “بالتزامن” الى اربيل والاجتماع بعراب تقسيم العراق رئيس ما يسمى بإقليم كردستان مسعود بارزاني ” لبحث اخر التطورات على الساحتين السياسية والأمنية، بالإضافة الى اخر الاستعدادات لبدء معركة تحرير الموصل ” على حد قول مكتب رئيس البرلمان، هل تُعد هذه الزيارة محاولة لتجميل الوجوه الكالحة ولركوب موجة الانتصارات والتغطية على انتصارات فصائل المقاومة التي باتت تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وتمثيل دور الابطال بعد بروز الابطال الحقيقيين في ميادين الجهاد والمواجهة ضد تنظيم داعش الاجرامي وخوفا من بروز قيادات سنية منافسة جديدة والايحاء لجماهيرهم التي اوصلتهم الى هذه المناصب وخصوصا للنازحين الذين تمت المتاجرة بهم وبدمائهم وبأعراضهم اننا ما نزال نمتلك القوة والموقع المتقدم والقدرة على التأثير وقيادة المعارك فضلا عن التخطيط لها.

لا يمتلك السادة الثلاثة السيد مسعود البرزاني والسيد سليم الجبوري والسيد اسامة النجيفي الامكانية والقدرة على التخطيط العسكري ووضع الخطط العسكرية الاستراتيجية وليس ذلك من اختصاصهم ابدا، وادعاء بحثهم لهذا الموضوع تدخل آخر في وظيفة ومهمة السيد رئيس الوزراء الذي نص الدستور العراقي على انه هو القائد العام للقوات المسلحة وكذلك هو تدخل في مهام ووظائف وزير الدفاع العراقي ما يعني استمرار فوضى التصريحات والاجتماعات والتدخلات في مهام ووظائف الآخرين وادامة ارباك الوضع السياسي العام بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

فهل بدأ الجناح السياسي الممتعظ من نجاح الجهود العسكرية العراقية المشتركة ودور فصائل المقاومة الاسلامية الوطنية والانتصارات الكبيرة المتحققة بمباشرة نشاطه المناوئ، في الوقت الذي تواردت فيه الانباء عن ان امريكا قد غيرت سياستها وستبدأ بمرحلة جديدة لتوقف تقدم فصائل المقاومة والقوات العراقية المساندة لها وموازنة الامور وتقوية جانب داعش عبر مده بالأسلحة والمقاتلين وتقوية الجناح السياسي للدواعش في داخل الحكومة العراقية من ساسة ومسؤولين يدافعون عن الدواعش.

الانتصارات المتحققة في صلاح الدين اربكت الادارة الاميركية وفاجأتها ومواصلة هذه النجاحات والانتصارات يعني سقوط المشروع الاميركي السياسي في العراق وسقوك مشروع أدواته التكفيرية وتقوية مشروع المقاومة في المنطقة ومن الطبيعي جدا حصول ردات فعل ومحاولات للتغطية والتعمية على هذه الانتصارات فضلا عن محاولات تشويه صورة هذه الفصائل والاساءة اليها سواء من ادوات سياسية محلية ام جهات اقليمية طائفية ام اميركية صهيونية.

 أم ان هذه الزيارة هي مجرد لقاءات واستعدادات للتحضير للجزء الثاني من مسرحية استلام الموصل من داعش بعد فشل تحقيق اهداف الجزء الاول من مسرحية تسليمها اليه والتي تزامنت مع افتراء البغدادي كذبا ان النبي (ص) أمره بترك الموصل!!!!

ادوات الجزء الاول الذي عُد مسرحية الموسم الاولى كانت جاهزة من سيناريو صهيوني محبوك واخراج اميركي جذاب وممثلين دواعش متأهبين وساسة عرب واكراد بارعين، نجحوا في اتمام الاستعدادت واكمال المقدمات وتهيئة الاجواء والتأثير في الرأي العام لكن فتوى المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي والحضور الفاعل والمؤثر لفصائل المقاومة الاسلامية قلب عليهم الطاولة وخلط الاوراق واربك الحسابات ليضطروا مجبرين على كتابة سيناريو جديد والتهيئة لعرض آخر لا يبدوا ان ادواته متوفرة وقدرة الممثلين على اداء الدور حاضرة ولا امكانية جذب الرأي العام  والتأثير فيه متوفرة فهؤلاء كلهم افلسوا وانكشفوا وبات من الصعب حياكة وفبركة مثل هذه القصص والتصديق بها من قبل الناس.