23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

الموصل ضحية  قوى الأطماع الداخلية والخارجية

الموصل ضحية  قوى الأطماع الداخلية والخارجية

مدينة  نينوى التأريخية عاصمة الاشوريين  أرض سومر العريقة في حضارتها وتأريخها الممتد  كموطنا للأنبياء، مركزها الموصل وتقع في الجزء الشمالي الغربي من العراق تحدها من الغرب سورية، تتمتع بظروف مناخية متميزة حيث تنفرد من بين محافظات العراق بطول فصل الربيع فيها حتى سميت أم الربعين.
تمتد مدينة الموصل على الضفة اليسرى لنهر دجلة وتوجد بجوارها أطلال مدينة نينوى المشهورة في التاريخ والتي كانت عاصمة للآشوريين.
كما تقع بجوارها كذلك مدينة يونس عليه السلام.
ويتكون سكان الموصل من خليط من العرب والأكراد والتركمان إلى  الطائفة الايزيدية والديانات الاخرى وهذا ما يعكس الدور التاريخي الذي أداه إقليم المدينة كمنطقة حدودية. كما يدين معظم سكان المدينة بالإسلام،ومع ذلك يعيش في نينوى وقراها أكبر تجمع مسيحي في العرا، ولا زال اغلبهم محافظين على لهجات مشتقة من اللغة السريانية العراقية.
تتميز مدينة الموصل بموقعها الذي يمثل عقدة جبلية مهمة في أقصى شمال العراق، تتجمع فيه طرق المواصلات المختلفة القادمة من الشمال وتلك المتجهة نحو الجنوب.
اشتهرت نينوى منذ القدم بأهميتها كمركز تجاري مهم بسبب موقعها الجغرافي كبوابة شمالية للعراق وتتصل المدينة بتركيا وحلب بواسطة خط حديدي بناه الألمان قبل الحرب العالمية الأولى إلى جانب وجود مطار صغير للخطوط الداخلية. أدى اكتشاف النفط في إقليم الموصل منذ الثلاثينيات من القرن العشرين إلى اكتساب المدينة أهمية كبيرة في الأسواق الدولية سواء من حيث المادة الخام أو المنتجات المكررة من النفط.
كما اشتهرت المحافظة بإنتاج الأقمشة القطنية وازدهارها بالمجال الزراعييوجد في الموصل أيضًا أهم مصانع السكر بالعراق.
كما يعد موقعها الجغرافي  بوابة العراق الشمالية إلي جانب توسطها منطقة حقول النفط المهمة في شمال البلاد مما يجعلها أكبر مدن العراق الشمالية وعقدته الرئيسية.
المراحل التاريخية :
تعتبر مدينة نينوى احدى أهم المدن التاريخية لكونها عاصمة للامبراطورية الاشورية في اوج توسعها وفيها تاسست اولى المكتبات (الالف الثاني قبل الميلاد) التي عرفتها الانسانية  نشأت في العهد الآشوري على الضفة اليسرى لنهر دجلة، تأريخيا سكان الموصل الأولون كانوا الاشوريون ومن ثم اختلطوا هؤلاء بالكلدانيين الآتيين من بابل واعتنقوا الديانة المسيحية ، وكان إلى جانب المسيحيين اليهود الذين جاء بهم شلمنصر الثالث عندما غزا واسقط مملكة السامرة اليهودية وكان هذا في عام 721 قبل الميلاد. وكان اهلها المسيحيون في القرون من 2 إلى 6 للميلاد انتقلوا إلى الضفة اليمنى من نهر دجلة لكي يأتمنوا على ارواحهم من غزوات الفرس الساسانيين
بعد السيطرة العربية الاسلامية في القرن السابع للميلاد سكنها العرب أيضا بجوار المسيحيين واليهود ولكن اليهود تم تهجيرهم من الموصل نهائيا بين 1948 و 1955 وذهب أغلبهم إلى إسرائيلكانت الموصل أهم مراكز انطلاق للغزوات الاسلامي المسماة بالفتوحات بعد استقرار القبائل العربية فيها. ولعبت دورا في التاريخ الاسلامي ابان الدولة الاموية وتاسست فيها دويلات خلال العصر العباسي الثاني مثل الحمدانيين الذين تصدوا للروم ثم الزنكيين والايوبيين المقاوميين للغزوات الصليبية الاوربية.
كانت من أهم مدن الدولة العثمانية. صمدت مرتين بوجه جيوش نادر شاه الصفوي الذي غزاها في القرن الثامن عشر عندما كان واليا عليها حسين باشا الجليلي وفشل نادر شاه الصفوي في احتلالها تاركا بعض من فلول جيوشه حول المدينة في قرى متناثرة اصبحت جزءا من مدينة الموصل الان.
وفي عهد عبد الكريم قاسم جاءوا الأكراد أيضا ليقطنوها ولكن في زمن صدام حسين تقلص عدد الأكراد في المدينة وكان نظام صدام يجبر كل مقيم في مدينة الموصل بتسجيل قوميته معتبرا أياها عربية والا فما كان له الا ليرحل قسرا هو وعائلته. بقيت مدينة الموصل حسب تلون طيفها الديني والقومي واهميتها  التاريخية والاقتصادية والاستراتيجية  محطة  للاطماع الداخلية والخارجية  لما تشكله هذه المدينة من اهمية  لدى كل القوى والتيارات والطوائف في المدينة  محليا واقليميا
بعد احداث غزو العراق من قبل القوات الاميركية تدخلت القوات التركية بشكل مياشر على الحدود ومما مكنت لها الظروف مجددا لابراز مطامعها ونفوذها على مدينة الموصل فهي تتصيد كل فرصة ضعف للدولة العراقية  بغية التدخل في الشان العراقي بغية السيطرة والهيمنة مجددا على مدينة الموصل  المتنازع عليها حدوديا . استثمر الجانب الكردي  هذه الحرب ووقف حليفا قويا مع الاميركان ووصول طلائع ميليشيات البيشمركة الكردية المشاركة مع القوات الاميركية إلى مشارف مدينة الموصل في يوم ١٩ نيسان ٢٠٠٣ مدعومة من بعض القوات الأمريكية وفي يوم ٢١ نيسان احتلت قوات البيشمركة مدينة الموصل بالكامل بعد استسلام الفيلق الأول الذي كان مسؤولا عن الدفاع عن محافظة نينوى وقام هذا الفيلق بتسليم أسلحته بالكامل إلى القوات الكردية ضمن صفقه كان الأمريكان على علم بها ومع بدأ دخول القوات الكردية بدأت عمليات السلب والنهب للدوائر الحكومية ومن بينها البنوك وحرق الكثير من الدوائر ونهب محتويات جامعة الموصل من قبل الغوغاء وكما قامت القوات الكردية بالاستيلاء على كافة العجلات الحكومية والحزبية  ودخلت القوات الكردية مع الأحزاب إلى مقرات حزب البعث واستولت عليها وحولتها إلى مقرات لها وتقاسمت الأحزاب الكردية هذه المقرات وحاولت بعض البيشمركة بالدخول إلى الساحل الأيمن الا انه حدثت مواجهات بين أبناء المدينة العرب وغيرهم من الأقليات والبيشمركة وعلى أثرها انسحبت هذه القوات إلى الجانب الأيسر من المدينةجذبت واشنطن المزيد من ميليشيات البيشمركة إلى داخل المدينة خلال عامي ۲۰۰٤ و۲۰۰٥. عندما أزداد سوء الأوضاع الأمنية في المدينة طُلب من الميليشيات الكردية ترك مدينة الموصل. ورغم خروج الكثير من مجاميع البيشمركة، فإن ما يقدر بـ ٥۰۰۰ مقاتل من فيالق النخبة الكردية بقوا في شمال المحافظة. وقد أثارت جميع هذه الإجراءات الغضب داخل الموصل إزاء الأميركيين والأكراد.
وخلال سنة ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨ فقط بدأت الحكومة العراقية تفهم الأهداف الغير الوطنية للأحزاب الكردية وعمليات التكريد المخيفة وبدأت تدرك خطورة سياسة التكريد في الشمال العراقي وفي محافظة نينوى وبدأت بإجراء تغيير في بعض أمراء الألوية والأفواج  وسحب قوات من البيشمركة من الموصل واستبدالها بلواء من وسط وجنوب العراق ولكن القيادات الكردية ترفض انتشار المزيد من القوات العراقية التابعة للحكومة المركزية في مناطق الحمدانية البعشيقة والشيخان وسنجار وزمار ونمرود وتلكيف وتلعفر باعتبار ان هذه المناطق هي مناطق متنازع عليها وأبناء هذه المناطق واقعين تحت سلطة الأحزاب الكردية
 أن أبناء الموصل ارتكبوا اخطاء فادحة حيث  شاركوا الأكراد بشكل غير مباشر في تعزيز سيطرة الأحزاب الكردية على المنطقة وبسط نفوذهم وتسهيل مخططاتهم واطماعهم  من خلال رفضهم التطوع في الجيش والمشاركة في العملية السياسية  او انخراط الكثير من ابناء المحافظة  في فصائل المقاومة المسلحة ضد الاحتلال وما تبعتها من نتائج وتداعيات خطيرة على مستقبل وامن المدينة  وتفاقم في حدة انتشار المجاميع المسلحة الإرهابية  حيث استمرت تدهور الاوضاع الأمنية والسياسية  في المدينة واصبحت مدينة الموصل ساحة للتصفيات السياسية والطائفية والقومية  وما شهدتها المدينة  في الاعوام الاخيرة من حملة احتجاحات وتظاهرات واسعة ضد حكومة المالكي وتضامنها مع المحافظات الغربية  مما أوجد لقوى الارهاب الظلامي مسوغا للتغلغل والدخول الى مدينة الموصل عبر الحدود السورية الملتهبة بالاوضاع الفوضوية والاعمال  العسكرية  بين الحكومة والمعارضة من جهة وبين ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي والذي ساهمت عوامل كثيرة في دخوله مدينة الموصل من جراء مخطط اقليمي وتواطؤ واهمال بعض الجهات السياسية والعسكرية  في الحكومة المحلية  وبسبب سوء ادارة المحافظة  والتنافس السياسي المحفوف بالاطماع الحزبية والفئوية  والخلافات المتفاقمة مع المركز  والتدخلات الاقليمية التي  أثرت سلبا على الواقع السياسي والمجتمعي  وما افرزته من اعمال ارهابية وتصفيات طائفية وقومية  وبسبب غياب المشروع الوطني وتكالب القوى  الداخلية والخارجية  للسيطرة والهيمنة على هذه المدينة وخصوصيتها سقطت  مدينة  الموصل  فريسة للارهاب الاعمى الذي حول المدينة التاريخية الى  مستوطنة داعشية  أستباحتها  الزمر التكفيرية  القادمون من ارض العهر ارض النجاسة الممتدة للخلافة الاموية  الوقحة ارض الدعارة  الارض المدنسة التي دنست بشياطين الكفر والفسوق والاجرام  والارهاب بكل صوره واشكاله الاجرامية  التي حولت مدينة الموصل الى ركام  بعد عدم معالم حضارتها وهدم قبور انبيائها وما استخدموه من اساليب القتل وجرائم الاغتصاب  وما ارتكيوه من مجازر بحق الاقليات يندى لها جبين الانسانية
مدينة الموصل  وبعد انطلاق عمليات تحريرها من قبل القوات العراقية البطلة  والتي اسقطت كل اوراق التدخلات والمطامع الداخلية والخارجية  تستعيد اليوم  اغلب مناطقها هويتها الاخلاقية والتاريخية وثوبها الحضاري  العتيق  بعد ان ارتدت ثوب العهر  الداعشي على ايادي الزمر الضالة و يستعاد  شرفها المسلوب وحرمتها المدنسة وماذنها المدنسة  وكنائسها وشوارعها المدنسة بعد ان اريقت الدماء الطاهرة الشريفة النقية  من ابناء الشعب العراقي  بكل طوائفه تستعيد حريتها بقوة الدم والاصرار والعزيمة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله الذين اصروا وناصروا الحق وانتصروا على كل الالسن التافهة الناعقة  التي راهنت على بقاء تلك المدينة اسيرة  داعشية تغتصب نساؤها وتنتهك حرماتها ويقتل احرارها
بعد ان باعها وتاجر بها من تاجر من الزعماء السياسيون العملاء وشيوخ القباىل وشيوخ الفتنة الذين حرضوا  على الانقسام والفتن والتحريض والتامر  وسهلوا معابر للعدو في اجتياح الارض والمدن لتكون رهينة  بيد اعداءهم  الذين استغلوا من عناوين الجهاد المقدس واجهات كاذبة لخداع الناس وتمرير اهدافهم  الشيطانية للوصول الى السلطة والحكم  لغايات طاىفية وتدميرية ضد طوائف واديان الشعب الاخرىوداعش ليس تنظيماً ارهابيا فحسب، هو الإرهاب بكل تجلياته، ارهاب طائفي بغيض مدسوس في رحم الامة العربية والاسلامية  لاستئصال كل قيم ومبادئ الاسلام النبيلة وتشويه لكل مفاهيم الاسلام ومبادئه . إرهاب الفكر، وإرهاب الحقد، وإرهاب القتل، وإرهاب الاستغلال للبشر، وقد أذاق أهل الموصل أقصى ما يمكن أن يتخيله الإنسان من جرم الإنسان، علق رجالها في المشانق، وقطعت السيوف رقاب شبابها، وجردت المرأة من كرامتها،  وشرفها وسخر الأطفال لخدمة القتلة. وبعد كل ماجرى وما حصل لا يزال البعض من ساسة وشيوخ الفتنة يدافعون عن داعش بحجة الدفاع عن الفلوجة واهلها المدنيون ولا زالت اللغة البشعة التحريضية هي الخطاب الشوفيني السائد والطاغي على خطاباتهم السياسية وفتاواهم التحريضية للنيل من قدسية الحشد الوطني ودوره المتميز في تحرير مناطق العراق من براثن الفساد الداعشي
الموصل تتحرر عنوان كبير رسم بدماء المقاتلين الشرفاء العراقيين  هد مضاجع كل الاعداء والمنتفعين من ذالك الوضع القائم على الاحتلال من قبل مرتزقة  داعش ومن والاهم  وناصرهم  اذ مكروا ومكر الله والله خير الماكرين .