22 ديسمبر، 2024 5:55 م

الموصل تُنعش عراقيتنا

الموصل تُنعش عراقيتنا

تتجه الأنظار الى الموصل بوصفها نقطة الحل و الربط في مستقبل العراق، فهي بداية العودة الى جادة الصواب السياسي و الطائفي، بطرد الارهاب و آخواته من سيناريوهات التقسيم و الطائفية، فالموصل موحدة يعني عراق مستقر، وليس في هذه النظرة مبالغة أو محاولة للبحث عن تفاؤل وسط حطام السنين، فالموصل بتركيبتها الجغرافية تمثل عراقا متجانسا ..الكرم الى جانب التدبير و الشجاعة بردائها العشائري و العسكري .
انهزمت الموصل في غفلة من الزمن فانحنى ظهر العراق.. تعددت أشكال المؤامرة و خناجرها لكن العيون ظلت شاخصة صوب الموصل بوصفها رأس العراق كما يقول الملك فيصل الأول، لذلك تحاول قوى اقليمية و محلية التشويش على عراقيتها كل من حساباته الضيقة ” و مكروا و الله خير الماكرين”.
لقد استجمع العراقيون قوتهم و لبسوا ثوب الوطن و تحزموا بعراقيتهم في ” قادمون يانينوى” فاهتزت أركان الارهاب و تغيرت عناوين الخطاب الاقليمي و المحلي فكل يغني على ليلاه في عقد التاريخ و الجغرافيا فيما هب ” سمر الوجوه و السواعد”لكسر شوكة داعش و أخواته بمختلف العناوين و الآلسنة، ليرسموا خارطة العراق على قلوبهم و يحملونها في عقولهم كي يبقى العراق بيتا لجميع أبنائه.لم تحدث خروقات طائفية في الموصل مثلما تمنى بعضهم ولم يهجرها آهلها بموجات بشرية حسبما توقعته الأمم المتحدة فهناك علاقة حب و تمسك بالأرض لا علاقة لها بـ” التدبير المنزلي” المتوارث في المدينة التي قول عنها ياقوت الحموي ” في الموصل ينمو الجسم و في بغداد ينمو العقل” ثنائية تعبر عن تواصل لا تفصله المسافات، بينما شكل الاعتدال حجر الزاوية في خصوصية المدينة لتتقاسم مع البصرة و النجف عنوان البيت العراقي الكبير.
ستعود الموصل و هي تحتضن أخوتنا خارج الطائفية و القومية و سيعود معها الربيع و المحبة وآيات الذكر الحكيم ..إنها موصل الجوامع والكنائس والأديرة و القوميات بتنوعها الإثني المتجانسة والمتآخية منذ آلاف السنين، لذلك سيعم التسامح و ينهزم التشدد و الغلو و تفتح مدارس العلم و دواوين العشائر أبوابها لتختفي طلاسم الفتنة من جغرافية العراق.. بعودة الموصل سيتنفس العراق برئتين كبيرتين الاعتدال و الأخوة، و بعودة الموصل سيرتفع بنيان البيت من القواعد لذلك فان تحرير الموصل ليس استعادة أرض بل هوية وطن.
ولكي يتحقق الحلم وتختفي شعارات الفتنة و التفرقة و التقسيم مطلوب من القوات الزاحفة الى الكرامة الحرص على أرواح و ممتلكات الأبرياء و عدم آخذ الناس بالشبهات فالمجرم معروف بلونه و لغته و طوله و عرضه أما العراقيون فانهم حمامات سلام تلطخت سبابات أجنحتها ببكتريا طارئة ستموت بمكانها ليحلق الطير العراقي في فضاء الوطن الجميل الخالي من آفاكي القول و الفعل.. لذلك نحتاج القفز على الاستثناء من أجل لم شمل العائلة فبيادق التشدد في المدينة بعدد  اصابع اليد الواحدة.. وهي مهمة قواتنا المسلحة التي تحمل الدم الطاهر في راحتيها للحفظ على كبرياء العراق في أشرف منازلة بين الحق و الباطل، ما يستوجب الترفع عن صغائر الأمور و الامساك بخيوط شمس الانتماء الوطني من خلال تحقيق الاستقرار وقهر النعرات و تعزيز عناصر الثقة الوطنية بين القوات المسلحة و المواطنين الذين تحملوا المستحيل و لم يهجروا الديار متحزمين بـ” حب الوطن من الايمان” وهي غيرة عراقية متوارثة.. الموصل عائدة و تعلو وجهها ابتسامة كل العراقيين فدم الجيش و الشرطة و البيشمركة و الحشد من فصيلة واحدة هي العراق + .. مرحبا بأم الربيعين في أحضان النجف و الناصرية و بغداد و كل تراب الوطن، و تبا لداعش و مؤيديه من صغار القوم!!

[email protected]