22 ديسمبر، 2024 6:29 م

الموصل .. العودة لعراقيتنا!!

الموصل .. العودة لعراقيتنا!!

هل خسر العراقيون الأمل الأخير في الحياة الكريمة؟ و هل صحيح أن دولتهم المدنية باتت من الماضي التليد؟ و هل من الانصاف وصفهم بالشعب المهزوم؟ وما حقيقة أن بلاد الرافدين باتت أرضا مستباحة للتقسيم و العنف الطائفي؟هذه التساؤلات هي أشبه باجابات تعجبية عن اقلام عربية تنعى العراق ليل نهار بالاستفادة من حناجر عراقية تصف المواطنة بالترف السياسي لأنها تعودت العيش بلا وطن، أو لأن التواصل مع العراق و الخوف على مستقبله تحول الى وظيفة غير مدفوعة الثمن، في وقت يتناسى العرب قبل غيرهم أن العراق ضحية كبيرة لنزواتهم الصغيرة، شعب تلقى الضربة الأولى من ” اشقائه القوميين” منذ  حملة” نفط العرب للعرب”، التي دفع العراقيون ثمنها و تنعم بعوائدها غيرهم من الذين يواصلون الشماتة بالعراق لأنه كان و سيبقى الباب العالي في المنطقة.
اليوم و مع بدء عمليات تحرير الموصل، التي تمثل المعركة الأكبر لاستعادة سيادة العراق ارتفع صوت التشكيك العربي بالاستفادة من حناجر عراقية لا تناسبها مخرجات حروف المواطنة، التقى الفريقان عند مهمة التشكيك بقدرة القوات العراقية على استعادة الموصل بدون تدخل تركي عربي، وكأن المنظمات الارهابية التي يجتهد الجميع” بنسب حماسية مختلفة” هبطت علينا بالمظلة لا بأموال و تسهيلات عربية، نقول ان هذه المنظمات المتطرفة حتى في أساليب العمالة و شهوة المال و السلطة لم تلد من رحم العراق المتسامح، فحتى النظام السابق تمت تبرئته من تهمة دعم تنظيم القاعدة لان العراقيين و ببساطة شعب يكرهون الغلو و التطرف، بينما تستخدمهما دولا في المنطقة وسيلة للحصول على موطيء قدم في صناعة القرار قبل أن ينقلب السحر على الساحر، وعناوين ذلك تحفظها ذاكرة العراقيين جيدا، من دول أوصدت أبوابها بوجه معاناتهم وآخرى تقاسمت معهم لقمة العيش الشحيحة أصلا.
لا يتحمل العراقيون مسؤولية ما يدور من صراع دولي على أراضيهم لأن أشقائهم العرب و آخوانهم المسلمين تخلوا عنهم مبكرا، فلم تلتفت الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الاسلامي للعراق الا بعد اشتداد وطأة الحرب في سوريا عام 2011 ، ولم يتقدم العرب بمبادرة سلام للمحافظة على وحدة العراقيين بل اختاروا تصفية الحسابات السياسية مع ايران على ظهر آخوة العراقيين، و الخطاب الطائفي نتيجة لما تم انضاجه بمشورة الجميع الا مخافة الله.. و ما يجري من محاولات لاشاعة المخاوف من مرحلة ما بعد الموصل هو صفحة جديدة من أساليب الرفض سيء الصيت لوحدة العراق أرضا و شعبا.
الموصل على بعد أمتار من العراق الذي تتنفس معه برئة المواطنة، و التهويل الاعلامي من امكانيات الارهابيين مفارقة عجيبة ، لأنه تمت تجرية هذه ” الكذبة الكبيرة” في الفلوجة و النتائج معروفة لأصحاب العقول و الضمائر لا مثيري الشغب مدفوع الثمن، الذين يسوقون لمغالطات كبيرة في انتهاء الشراكة في الوطن و تقسيم العراق على مزاج أسيادهم، بينما تقول التقارير المتخصصة أن الموصل معركة العودة الى البيت العراقي الواحد، فالقوات التي تحتفل بالقضاء على داعش تحمل أسم العراق و ان اختلفت تسميات توزيع القطعات، حسب مقتضيات المواجهة، الموصل عائدة بارادة الله و دعوات الصالحين، لذلك  فان العفو عن ارهابيين لم يتورطوا بدم العراقيين هو آهون على نفوس عوائل الضحايا من مسامحة الأصوات التي بُحت في الترويج الطائفي لتقسيم العراق، وهنا أقتبس للدلالة قول أحدهم” في ظل قيام دولة مدنية في العراق هو أمر مستحيل. اما اشاعته فهي محاولة لنسيان الحقيقة والكذب على الذات، وهو ما اعتادت الشعوب المهزومة القيام به”.. لا سيدي العراق سينتصر على حرب الأشقاء قبل الغرباء!!
[email protected]