18 ديسمبر، 2024 11:22 م

الموروث الأسلامي بين الأنهزام والأنسلاخ !!

الموروث الأسلامي بين الأنهزام والأنسلاخ !!

* أذا بقى الموروث الأسلامي على وضعه ، متضمنا كل نصوص ” الجهاد ، والسبي ، الجزية ، حور العين ، الولدان المخلدون .. ” ، وكل أحاديث وسنن الرسول التي أصبحت خارج نطاق الزمان والعصر ك ” لقد جئتكم بالذبح ، زواج محمد من مريم في الجنة ، أرضاع الكبير ، شرب أبوال البعير ، عذاب القبر .. ” ، أضافة الى تعبئة المسلم عقليا بثقافة ” ألغاء الأخر ، التكفير ، الكراهية .. ” ، فأستعد أيها المسلم ( للأنهزام ) من الحياة – لأنك ستبقى منعزلا ! . نعم أنت ولدت وارثا لكل هذا التراث ! ، لأنه تراث أباءك وأجدادك ، ولكن أذا بقى الحال على حاله ، دون تمحيص وتنقية – ألغاء أو حذف الغير مواكب منه للعصر الراهن ، فأن لم يجري ذلك : سيضعك هذا التراث في هوة عميقة مظلمة ، لا تستطيع الأنفلات منها ، وستجعل وعيك الفكري يعوم بالماضوية القبلية وبالجهل المطبق تاما ! وسوف تبقى ” منهزما ” من الحياة المجتمعية ! .
* تأسيسا على كل ما ذكر في أعلاه – أرى أن الأمر يبدو شبه مستحيلا / أي تنقية الموروث ، بمعنى أن الموروث سيبقى على ما هو عليه ، وسيظل الشيوخ والدعاة يتاجرون به / أي بالدين ! ، ولكن فسحة الأمل موجودة في عملية متقاطعة لفعل ” الأنهزام ” من الحياة المجتمعية الى حركة ” الأنسلاخ ” من التراث الماضوي بذاته المخالف لقوانين الحياة ، أي حراك لألغاء مقولة ” أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان ” ، أي لا بد من ” الأنسلاخ ” من هذا التراث وعزله ، ومن ثم الأنتماء للحياة الأنسانية بكل أطيافها المجتمعية .
* هذ الأمر / أي ” الأنسلاخ ” من التراث ، لا يتم ألا بثقافة ووعي النخبة التي ستقود المجتمع فكريا ، والمطلعة على المخفي والمستور من التراث الأسلامي ، العارفة بكل طرق ونهج الشيوخ والدعاة والمؤسسة الدينية بتشكيلاتها المذهبية المختلفة – الذين يخافون على بضاعتهم من الفساد ! ، هذه النخبة هي المسؤولة عن كشف وفضح المستور ، وذلك من أجل بناء أجيال مثقفة وواعية ، في ظل حياة متألفة مجتمعيا ، بعيدة عن الأنتماء الديني والمذهبي .