23 ديسمبر، 2024 2:37 م

الاهمال في السلامة المهنية قد يؤدي الى الموت او الى الاعاقة والتشوه وفي اغلب هذه الحالات ولانعدام الوعي لا يعلم السبب الحقيقي للإصابة ولا نعلم لماذا لا يفعل قانون السلامة المهنية مرة ثانية هل هو اهمال لما يعانيه المواطن العراقي او هو تعمد.

يوما بعد يوم يتضح ان المسؤول الاول عن قتل المواطن العراقي هم صناع القرار بكل ما يمثلونه من سلطة و قرارات وقوانين ، فالإرهاب ممكن التغلب عليه بسهولة كما حدث في بلدان اخرى بسلسلة من الاجراءات والخطط الامنية الصحيحة واستيراد اجهزة حديثة مناسبة وكنا نتصور انه العامل الاول المسبب لقتل المواطن لنتفاجأ ان ضحايا الحوادث المرورية (الارهاب البيض) تفوق بكثير ضحايا الارهاب وهذا العامل أيضا ممكن التغلب عليه بتفعيل القوانين وربط شبكة كاميرات مرورية ويبدوا ان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي لم يقم بعد باستخدامها.

وما زاد قناعتي بمسؤولية صناع القرار اكتشافي عامل ثالث ممكن ان تتجاوز ضحاياه العاملين السابقين و لكن للأسف لا توجد احصائية دقيقة بعدد الضحايا وهذا العامل هو غياب مفهوم السلامة المهنية اثناء العمل، كان تشريع السلامة المهنية  في العراق يعتبر الاقوى في المنطقة (التشريع رقم 22 لقانون العمل ((السلامة الصحية والمهنية)) وكانت احدى بنوده تخصيص مسؤول عن السلامة المهنية لكل 50 عامل ولكن للأسف جمد هذا القانون بعد عام 2003،  وقد فوجئت خلال ندوة اقامها مركز السلامة الصناعية  في بابل ان دور هذه المراكز استشاريا فقط  حتى لو وجدت مخالفات وخطورة في مكان العمل؟؟؟ 

وكانت نتائج جولاتهم التفتيشية كارثية وهذه بعض الامثلة: وجود صهريج غاز ضخم تابع لجهة اهلية على بعد 2كم تقريبا عن الحلة ولا يعلم العاملين فيه أي شيء عن السلامة الصناعية وحسب تقديراتهم في حالة انفجاره سيكون قطر الانفجار 6 كلم أي سيشمل تأثيره كل مدينة الحلة تقريبا!!!

عمليات الحرق (المحارق) المتواجدة في المستشفيات خاصة تصدر غازات شديدة السمية لذا استبدلت في كل العالم بمنظومة تعقيم للنفايات الا انها ما زالت تعمل في العراق!!

عند تفتيشهم لمصانع الكيمياويات وجدوا ان العديد من مركبات الزئبق على الارض وفي مكان العمل وان أكثر العاملين تظهر عليهم اثار الاصابة بتسمم الزئبق من غير ان يعلموا ذلك (التسمم بالزئبق يؤدي الى الشلل الرعاشي).

هذا ما يحدث في العراق اليوم، اهمال كبير، وغض الطرف عن مشاكل متعلقة بأرواح الناس، وكأن الوضع الامني الغير مستتب لم يعد يكفي لا زهاق الارواح البريئة، تقع المسؤولية هنا على من؟ على المسؤول المباشر ام على القوانين والحكومة؟ اترك لكم الإجابة.