أينما تأخذك الأقدار في العراق وتجلسك على باب رحمة المسؤول ، أو المؤسسة ، أو الدائرة التي قذفتك أمواج العوز والحاجة لها ، سوف تجد هدرا للوقت وللكرامة وللمال وللمزاج ، وانت خلف شباك الذل والمهانة والتوسل في سبيل إنجاز معاملة ما تسير بها شؤون حياتك!
لتجد أبطال الرشى والمستفزين والمستغلين لظروف المواطن المنهك من ألف مشكلة قد صنعها له الفساد على يد رجالات المصالح الخاصة ممن جعلوا عباد الله تعالى ضحايا وجسور تعبر عليها شهواتهم دون رحمة أو شفقة !
الأمر الذي أثقل كاهل الغني قبل الفقير ، بل وسحق كرامة الإنسان وخاصة النساء خلف نافذة تجتمع عليها أو فيها العشرات من الرجال والنساء كبارا ومعوقين ، يرتكب فيها ألوان من الحرمة الشرعية ، والمظالم التي يصنعها الروتين المقيت لدولة كل مسؤوليها تريد الاستمرار لهذه المصائب أن تستمر ، وكأنه أنتقام ودفع ضريبة وقصاص من هؤلاء الضحايا والمنكوبين !
دولة لا تشم فيها رائحة الحرص والخوف الحقيقي على المواطن القادر منهم والعاجز على حد سواء .
وتعرف ذلك عندما ترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة والتي اختزلت الكثير بل تكاد تكون قد اختزلت أكثر من 85% من المعاملات على شاشة هاتف المواطن النقال ، والذي كان اليد الطاهرة التي امتدت لتقتصر الوقت والجهد على مواطن دولة الفقيه دون استثناء ، ففي الموبايل تتم جميع المعاملات البنكية والحسابات وتحويلها وسداد الفواتير والضرائب المترتبة على المواطن ، بطريقة لا تستغرق بضع دقائق آمنة مستقرة ترفع عنك جبال من ضياع الوقت والجهد وتحافظ على كرامة المواطن بأروع أشكالها .
وفي أي عملية تحول أو أي معاملة ولو لشراء كيلو طماطم أو شراء وجبة طعام أو غيرها شراء رصيد أو تذكرة طائرة تأتي إليك رسالة عبر الموبايل فيها كل العملية ونوعها والاستقطاع والسبب والكلفة وما بقي من رصيدك في البنك ، كل ذلك بدقيقة جنبت المواطن الذهاب والتعب والوقوف طويلا عند شبابيك المهانة والذل !
عندما يحمل المسؤول هذا الحرص الحقيقي والدين الحقيقي يصبح دواء يشافي كل علة تداهم الجسد وتبرئة منها بحنان وخوف شابه خوف الأم على وليدها الصغير ..
نسخه منه إلى شباك التقاعد العامة !
نسخه منه إلى شباك الرعاية الاجتماعية !
نسخه منه إلى معاملات المهجرين !
نسخه منه إلى دائرة المرور !
نسخه منه إلى الجوازات !
نسخه منه إلى كل شباك لم يقف خلفه شريف يصون دينه وإنسانيته قبل صيانة المراجع !!!