18 ديسمبر، 2024 7:17 م

المواكب الحسينية …..منابر الفقراء واغاضة الساسة

المواكب الحسينية …..منابر الفقراء واغاضة الساسة

اعتادت مدينة كربلاء المقدسة في كل عام وفي شهر احياء مراسم زيارة عاشوراء والتي تتمثل بالمواكب الليلية والتي تتمثل بترديد شعارات وهتافات تخلد ذكرى ابي الاحرار الامام الحسين علية السلام واغلبها تجدد البيعة وتشيد بالتضحيات التي قدمها الامام واهل بيته واصحابه وانصاره في واقعة الطف ,ومع ازدياد التضييق على المواكب الحسينية طيلة العقود الماضية ومنذ انطلاق هذه المواكب كانت تحمل بعضها شعارات سياسية واجتماعية واخلاقية تنتقد كل الحالات السلبية التي يعاني منها المجتمع ومنها الجانب السياسي ,وبعد سقوط النظام زادت هذه المواكب وتعددت لكن  القليل منها الذي كان يتناول القضايا السياسية والاجتماعية من خلال انتقادها بشكل لاذع حتى اضطرت بعض الجهات الى محاول التضييق عليها او اسكات صوتها او منعها من الظهور في وسائل الاعلام خاصة في السنتين الاخيرتين لانها انتقد الحكومة التي يعتبرها البعض شيعية, وهذا يتناقض مع الواقع لان الحكومة حتى وان اساءت او اخطأت فيجب التغاضي عنها لانها شيعية وهي ليست كذلك,لانها تمثل كل الطوائف العراقية وكل المذاهب ممثلة بها ,واي اخفاق يجب ان ينتقد مهما كانت الجهة التي تقف ورائه وحصل العام الماضي ,ان تناولت المواكب مواقف الحكومة وعملها ازاء سرقة  المال العام من قبل بعض المسؤولين  من  مزدوجي الجنسية ,وقال الشاعرفيها  “سرقني ابو الجنسيتين “ودعا الذين يتولون زمام السلطة في العراق ,الى اخذ العبرة من صدام حين قال الشاعر “تالي محتل يطلعه من الحفرة” وهكذا كانت تلك الشعارات التي رددتها المواكب الحسينية العام الماضي  اغضبت الكثير من المسؤولين والجهات السياسية ,مما دفع البعض الى التضييق على المواكب التي تحمل شعارات سياسية  ومحاولة ابعادها  عن وسائل الاعلام تارة ,او ان يكون نزول الموكب في ساعة متأخرة من الليل وتارة اخرى ان يجري التعتيم عليه وعدم وجود تغطية اعلامية .وللاسف نفس الامر  تكرر هذاالعام حين انطلقت بعض  المواكب التي تحمل شعارات سياسية في اول يوم من محرم الحالي بردات سياسية انتقدت فرار مئات السجناء الخطرين من قادة القاعدة دون وجود أي محاسبة للمقصرين من خلال تميع القضية عبر تشكيل اللجان ,والمعروف في العراق اذا اردت ان تميع قضية وتنسي الرأي العام ,تأمر بتشكيل لجنة لمتابعتها وحلها والتي بدأت من حكومة الجعفري حين شكلت لمعرفة اسباب وتداعيات وفاة اكثر من الف زائر في زيارة الامام موسى الكاظم علية السلام على جسر الائمة والذين سقطوا نتيجة التدافع  في نهر دجلة وسبب غرقهم ,ميعت القضية واغلقت ولم نعرف من  المسؤول وهل تمت محاسبة المقصرين بالطبع لا,ومن الشعارات التي رفعتها المواكب هذا العام تنتقد فيها سرقة المال العام وصفقات تسليح الجيش, وكذلك موضع الخدمة الجهادية والبطاقة التموينية واموال النفط والعمليات الارهابية التي تستهدف ابناء الشعب فيما يعيش المسؤولين في رفاه المنطقة الخضراء الامنة والمؤمنة من كل دنس وتخريب وهذا ماتناولته المواكب من خلال الشعارات التالية “
 اليخدمكم انتو تشرعو واسواركم محمية
عن يا جهاد التحجون والخدمة الجهادية
جنت بيا دولة انت كاعد
والشعب المظلوم يجاهد
يحسين شفنه الما صار
0000000000000
عن يا ملف يا قانون لو ردت احجي البيه
موضوع تسليح الجيش لو على التموينية
وين حقوق الشعب الراحت
جم مليار ابطنك ضاعت
يحسين شفنه الما صار
000000000000
ان هذه الشعارات هي ماتجيش به صدور عوام الناس من الشعب العراقي وهي اشياء حقيقية موجودة ولم يتم التجني بها على احد من المسؤولين ,وعليهم ان يتأملون هذه الشعارات ويتفحصوها وان يعيوها لانه تقول لهم ان الشعب واعي لما يفعلون وعليهم ان يعالجوا السلبيات ويصححوها, قبل ان تنتقل السلطة الى غيرهم وتكون حسرة عليهم ويصبحون يعضون على اصابع الندم لان فاقد الشيء لايعطيه ,ان هذه الشعارات السياسية هي متنفس الشعب وكثير من الناس ينتظرون هذه المواكب في شهر محرم ليحاسبوا المسؤولين على طريقتهم ,فليسمع المسؤولين قبل ان يفوت الاوان ويجب ان تتسع صدورهم  لابناء الشعب ,لان هذا الانتقاد هو لتقويم ادائهم اما النفرزة والاستهانة بهم فينقلب عليهم ,لان الانتخابات البرلمانية قادمة وللاسف اصبح المواطن العراقي لايثق بالمسؤول لانه جربه في اكثر من موقع وموضوع ورغم كل الايمان المغلظة التي سوف يأتيه بها فلن يصدقه بسهولة, لانه كما نقول في المثل الشعبي “يفوتك من الجذاب صدق جثير “مما يتطلب ان نسمع هذه الشعارات ونتأملها لانها جزء من تاريخ ثورة الامام الحسين  علية السلام ومن المبادىء والقيم التي استشهد من اجلها, الا وهي الوقوف بوجه الظالم والحاكم المستبد الجائر غير العادل الذي لايحقق العادلة  الاجتماعية لشعبه ,لذا على المسؤولين ان يراجعوا انفسهم ويروا اين اصابوا واين اخطاؤا ,لان السلطة لاتدوم لاحد ولو دامت لغيرك لما وصلت اليك .