اعاد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من اكتوبر ورد الفعل الاسرائيلي اللاحق، القضية الفلسطينية الى ساحة الجدل السياسي داخل اوساط النخب وفي اروقة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول والمنظمات. وكغيرها من الازمات السابقة، تباينت المواقف بين الاطراف الفاعلة على المسرح الدولي وتواصلت الاحداث استنادا الى ما تحدده محصلة المصالح والقوة.
على مستوى العلاقات الدولية، لم تكن ابدا ثنائية الاخلاق (الحق والباطل ) حاسمة مثل ثنائية (المصالح والقوة) بين الدول، بشكل يقارب كثيرا ما اشار اليه الفيلسوف نيتشه (1844- 1900م) حول اهمية القوة التي تشكل حسب رأيه اساس حركة التاريخ والعامل الذي يقف وراء قيام الحضارات وسقوطها، بعيدًا عن المفاهيم الاخلاقية السائدة.
واستنادا الى ذلك يمكننا استعراض وتحليل مواقف بعض الفاعلين الدوليين وتأثيراتها على مسارات هذه الازمة التي سببت وتسبب الخسائر الجسيمة في الارواح والممتلكات.
الامم المتحدة:
النقد الواضح الذي عبر عنه سكرتير عام منظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتجاه طبيعة رد الفعل الاسرائيلي على هجوم حماس لا يلغي حقيقة عدم قدرة هذه المنظمة على تخطي دورها كمنتدى شامل لدول تتدافع في داخله استنادا الى عناصر القوة التي تمتلك كل منها .
وعلى الرغم من وجود مختلف المؤسسات الاممية داخل هذه المنظمة ( الاغذية والزراعة ، اليونسكو، العمل، صندوق النقد وغيرها ) اضافة الى المنظمات الانسانية والثقافية والبيئية واللوبيات، فان صناعة وتمرير القرارات المصيرية لا تتم دون قبول الدول القوية المؤلفة لمجلس الامن كالصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والاتحاد الروسي (١) .
في حوار بين الرئيس الفرنسي الاسبق ديغول مع ملك الاردن الراحل حسين بعد حرب حزيران، وتحديدا في ٤ تموز ١٩٦٧، اشار ديغول الى واقع القوة الذي يهيمن على مسارات الملف الفلسطيني والامم المتحدة ” نحن نظن بانه مهما يكن بيان الامم المتحدة وحتى لو خرج بهيئة قرار مطالب بسحب القوات الاسرائيلية، فان إسرائيل لن تنسحب. بعبارة اخرى، ستتخذ الولايات المتحدة التدابير كي لا تجبر إسرائيل على الانسحاب. نحن متاكدون من ذلك. وامام هذا المستوى من القوة الاميركية لا نستطيع عمل شيئا لالزام إسرائيل على الانسحاب. البديل لذلك هو الحرب العالمية وهذا سيء لكل العالم” (٢).
العدالة الدولية والمنظمات غير الحكومية:
من الناحية العملية، توصف العدالة الدولية على انها “عدالة منتصرين” وان “القرار المتوازن والعادل المتجرد من صراعات المصالح الدولية والغير خاضع الى مجاميع الضغط وارادات الشركات متعددة الجنسيات غير موجود في ميدان العلاقات الدولية” (٣).
واستنادا الى ذلك، لن تؤثر تلك المؤسسات في مسيرة احداث الصراع الجاري، اكثر مما يؤثر الرأي العام الذي يستند على مرجعيات اخلاقية يلوح فيها الضعفاء لكبح اندفاع الاقوياء حسب تعبير نيتشه.
الراي العام :
وقد اثبتت الازمات السابقة بان الراي العام لم يكن صانعا للاحداث على المسرح الدولي بقدر كونه مواكبا مزعجا لسياسات تفرضها علاقات القوة تحت تاثير عناصر الاقتصاد والامن والتحالفات لكل دولة. بدقة كبيرة، يصف فريديريك انسيل (٤) الرأي العام بانه “حقيقة متطايرة تتبدل حسب الظروف من حيث المحتوى والشكل، صعبة المسك بالنسبة للذي يسعى الى تطويعها لصالحه، ولهذا فانها لا تشكل عنصرا من عناصر القوة”.
الاتحاد الاوروبي:
صوت اعضاء الاتحاد الاوروبي على قرار ادانة هجوم حماس في السابع من اكتوبر ودعوا الاطراف المتحاربة الى هدنة إنسانية وتعرض الاتحاد بعد ذلك الى انتقادات تتعلق بازدواجية معاييره بالتعامل مع الازمتين الاوكرانية والفلسطينية، وظهرت تباينات في مواقف بعض دوله.
وفي هذا السياق، اكد جوزيف بوريل ممثل العلاقات الخارجية وسياسة الامن في الاتحاد الاوروبي على الاتهامات الموجهة للاتحاد بتطبيق معايير مزدوجة في القانون الدولي بخصوص النزاع الروسي الاوكراني والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني في مقالة نشرها على موقع الاتحاد ” باننا يجب ان نبين زيف هذه الاتهامات من خلال الاقوال والافعال وان تاثيرنا في العالم يمر من خلال قوتنا الناعمة لاننا لا نمثل قوة كبرى (٥).
بصورة عامة، يرى المختصون الاتحاد الاوروبي بصورتين متلازمتين اولهما صورة “عملاق اقتصادي” وثانيهما صورة “قزم سياسي”، ويعود هذا التقزم السياسي الى عاملين اولهما اختلاف الدول الاوربية فيما بينها تاريخيا وجغرافيا وثقافيا واقتصاديا ، الامر الذي يؤثر في طبيعة المصالح المتبادلة مع البيئة الخارجية وثانيهما تجذر كيانات “الدول القومية” الاوربية لدرجة يكون معها صعبا تنازل تلك الدول عن سياساتها الخارجية لصالح كيان موحد يمثلها كالاتحاد الاوروبي .
وهذا يفسر ظهور اصوات مختلفة لدى بعض الدول مثل اسبانيا وبلجيكا والنروج وايرلندا حول الحرب الدائرة في غزة على الرغم من توافق الجميع على ادانة الهجوم الذي شنته حماس في السابع من اكتوبر وضرورة ازالتها كقوة فاعلة في المشهد الفلسطيني.
اسبانيا :
خرج الخطاب الاسباني فيما يخص المواجهة المسلحة بين إسرائيل وحماس عن سياق الخطاب الاوروبي العام منذ الاسبوع الاول الذي تلى اندلاع المواجهات كما جاء في تصريح رئيس الوزراء بيدرو سانشيز خلال اجتماع للحزب الاشتراكي في ميريدا بجنوب غرب البلاد والذي قال فيه : “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ولكن دائمًا ضمن حدود القانون الدولي الإنساني الذي لا يجيز إجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة، بحسب ما قالت الأمم المتحدة“. وواصل الخطاب الاسباني وتيرته بعد زيارة اجراها رئيس الحكومة الإسبانية برفقة رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو الى مصر وتصريحه بان “الوقت قد حان لكي يعترف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بشكل نهائي بدولة فلسطين” الامر الذي سبب برودا في العلاقات الاسبانية الاسرائيلية وردود فعل.
وبصورة عامة، لا يمكن النظر الى الموقف الاسباني بشكل معزول عن مسيرة العلاقات الاسبانية العربية والمصالح بين الاطراف. وهي علاقات اتسمت بتعقيدها وعمقها استنادا الى عوامل التاريخ والاقتصاد والثقافة والامن اضافة الى تداخلها في نواحي الارض والبشر، حيث تمتلك اسبانيا مدينتين (سبتة ومليلية) تقعان على الاراضي المغربية وتقطن فيها جالية مغربية مؤلفة من ٣٦٠ الف نسمة تتزايد بمعدل ١٣٦٪ (فونداسيون ديسينسو)، ( ٦)ويتعاون الطرفان بشكل وثيق وكفوء في مجال مكافحة الارهاب.
وقد التفتت اسبانيا الى العالم العربي اثناء حكم فرانكو ( ١٩٣٩-١٩٧٥) وفق “سياسة التعويض” في محاولة لقطع العزلة الاوربية المفروض عليها, ولم تباشر باقامة علاقات مع إسرائيل الا في عام ١٩٨٦.
وفي حوار حول تداخل العلاقات الاسبانية المغربية كتب سيريل كارسيا في مجلة الجيوبوليتيك ١٨/٥/٢٠٢١ (٧) “كنت مندهشا خلال اقامتي في مدينة الحسيمة المغربية لوجود سجن صغير اسباني على بعد ٢٠ مترا من ساحل البحر المتوسط يودع فيه سجناء منظمة الباسك الاسبانية المعارضة”٠
وتتطلع اسبانيا الى عدم اضافة حاجز جديد امام عودة علاقاتها مع الجزائر التي انقطعت خلال عام ٢٠٢٢ بسبب موقف الاسبان المناصر الى المغرب في ملف من الصحراء المتنازع عليه بين المغرب والجزائر، وهو تطلع اكتسب درجة عالية من الاهمية بسبب الاثار التي تركتها الحرب الروسية الاوكرانية على اسواق الغاز. الجوار الجغرافي بين شمال افريقيا واسبانيا يمنح الاطراف العربية القريبة منها وسيلة ضغط جيوسياسية تتمثل بضبط تدفق اللاجئين الى اوروبا عبر البوابة الاسبانية.
ويكاد ان يكون موقف اسبانيا الحالي مشابها لموقف فرنسا الديغولية اثناء حرب ال٦٧، حين ازعجت فرنسا إسرائيل من خلال تمسكها بعلاقاتها مع العرب وهو موقف مطابق لمصالحها القومية التي لخصها لقاء كوف دو مورفيل وزير خارجية فرنسا مع نظيره الالماني ويلي برواندت عام ١٩٦٧” فيما يتعلق بموقف فرنسا ، تضع هذه الازمة فرنسا امام مشكلة مزدوجة في العلاقات مع العرب واسرائيل. الموقف ليس سهلا مع الاسرائليين لانهم حصريون : اما ان تكون إسرائيليا اكثر من إسرائيل او ان تكون عدوا لاسرائيل. من الجهة العربية، فقد تحسنت علاقاتنا مع العرب بعد انتهاء الحرب مع الجزائر، ولدينا علاقات مميزة مع ثلاث دول شمال افريقية ولا يمكننا تخيل قطعها. ولا توجد مصلحة في قطع العلاقات الغربية مع الدول العربية. لا يتناسب ذلك مع المصلحة القومية الفرنسية ولا مصلحة اوروبا” (٨).
بلجيكا
يعتبر المناخ السياسي البلجيكي متحفظا بصورة تقليدية على ادارة إسرائيل للملف الفلسطيني “بلجيكا من بين اشد منتقدي إسرائيل في اوروبا (٩)لدرجة دفعت تل ابيب الى استدعاء السفير البلجيكي في شباط عام ٢٠٢٠ بسبب ” حملة ممنهجة لشيطنة الدولة اليهودية”. وفي السياق ذاته، ابدت الجالية اليهودية البلجيكية قلقها من الحكومة البلجيكية المتشكلة في عام ٢٠٢٠ بسبب “انتقادات بعض اعضائها لاسرائيل” (١٠)
في العاشر من اكتوبر العام الجاري ناقش الصحفي البلجيكى مارتان بوكسان
قضية الشرق الاوسط ومواقف احزاب اليسار واقصى اليسار البلجيكي بشكل خاص ولاحظ “تردد اليسار” في ادانة هجمات حماس على إسرائيل، مفسرا ذلك بانخراط حزب العمل البلجيكي (اليسار الاقصى) في سياسة معارضة لكل ما له علاقة بالولايات المتحدة، حيث يدعم روسيا بدلا من اوكرانيا ويدافع عن الصين في موضوع حقوق الانسان بالصين ويصطف مع الفلسطينيين في النزاع القائم بالشرق الاوسط. وفي نفس النهج، لم تدن بحزم احزاب اليسار التقليدية ( الحزب الاشتراكي وحزب الايكولو) حماس ” لقد تاخر الحزب الاشتراكي ساعات عدة في وصف هجوم حماس بالارهابي وتاخر حزب الايكولو يوم للادانة ” ، ويعزي بوكسان اسباب هذه -المواقف الخجولة- الى البيئة الانتخابية وفق الحسابات البلجيكية الخاصة ” نحن نبعد سبعة اشهر عن انتخابات حساسة ولدى الاشتراكيين والايكولو عدد هام من النواب العرب المسلمين، و لا توجد نية لهذه الاحزاب في التقاطع مع قواعدها الانتخابية من خلال اتخاذ مواقف قريبة من إسرائيل” (١١).
ولبلجيكا علاقات جيدة مع العالم العربي وخصوصا مع المغرب حيث تتواجد على ارضها جالية مؤلفة من حوالي نصف مليون مواطن مغربي ، اضافة الى التبادلات الثقافية والاقتصادية حيث بلغ حجم صادراتها الى المغرب حوالي ربع صادراتها الاجمالية الى الخارج، وتتطلع الى تعزيز علاقاتها مع الجوار العربي لتعويض موارد الطاقة من الغاز التي تاثرت بسبب الحرب الاوكرانية.
ولهذا يأتي الموقف البلجيكي الاخير من حرب إسرائيل مع حماس كنتيجة للمناخ السياسي الداخلي الذي تلعب به قوى اليسار واليسار الاقصى دورا هاما اضافة الى التوازنات الانتخابية المتعلقة بالوجود العربي على الساحة البلجيكية والآفاق المستقبلية لمصالح بلجيكا مع العالم العربي.
النروج :
ادانت النروج هجوم حماس على إسرائيل في الايام الاولى التي تلت الهجوم وخرجت عن الخط الرسمي التقليدي المتعلق باتباع قائمة المنظمات الارهابية التي وضعتها الامم المتحدة (ولا تندرج حركة حماس ضمنها ) ، من خلال وصف حماس “كحركة ارهابية” على لسان رئيس الوزراء النرويجي جوناس كاهر ستور ولكنها لم تتردد في التحفظ حول الحصار الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة ومحاولة تهجير سكانها كما عبرت عنه وزيرة خارجيتها انيكان هوتفيلدت” لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ولكنها لا تستطيع استخدام كل الوسائل لتحقيق ذلك”
يفسر بعض الخبراء مواقف دول اوروبا الشمالية المناصرة للفلسطينيين بزيادة اعداد المهاجرين المسلمين في تلك الدول (١٢) ،ويرى غيرهم بوجود ثفافة تقليدية في هذه البلاد لدعم المظلومين في النزاعات الدولية “هناك تركيز على القوة والضعف لدى قوى اليسار الاوربي وخصوصا في الدول الاسكندنافية.. ومنذ سبعينيات القرن الماضي ترافق هذا الشعور مع بغض لكل احتلال، ويُنظرُ الى إسرائيل كقوة من العنصر الابيض ولهذا ينظر اليها بسوء.. وتصاعد هذه النظرة السلبية منها بعد فشل اتفاقات اوسلو ” (١٣).
تعتمد الدول الاسكندنافية على القوة الناعمة في علاقاتها مع العالم بصورة عامة والمنطقة العربية بشكل خاص، بسبب صغر حجومها على خلاف الدول الاوربية الكبيرة التي تتبع سياسات القوى التقليدية الكبيرة. وللنروج خبرة مميزة في التوسط بالخلافات الدولية ( بين حماس واسرائيل لاطلاق سراح جنديين اسرائيليين سابقا ، لقاءات بين حكومة فنزويلا والمعارضة، لقاءات بين طالبان ومسؤولين غربيين، الخ ). واستنادا الى ذلك تتطلع النروج الى توظيف علاقاتها الطيبة مع إسرائيل والفلسطينيين من جهة وخطابها الناقد للسياسات الاسرائلية في الحرب مع حماس من اجل الحصول على دور الوساطة في المراحل القادمة من النزاع، وهو دور نجحت فيه لحد الان بامتياز دولة قطر الشرق اوسطية الصغيرة ( الدول الصغيرة تتنافس لحل النزاعات الكبيرة لتحقيق!).
ايرلندا :
تتسم العلاقات الاسرائلية الايرلندية بالصعوبة نتيجة لتاريخ ايرلندا الطويل في مناهضة الاحتلال اضافة الى بعض المشاكل التي حدثت بين البلدين في الفترات الاخيرة وتميزت مواقف النخبة السياسية الايرلندية عن مواقف نظيراتها الاوربية بالشدة واتخذ اكثرها شكلا مركبا، تمثل بادانة هجوم حماس من جهة والتحفظ على رد الفعل الاسرائيلي.
و في هذا السياق، ادان رئيس وزراء ايرلندا مرات عدة هجوم حماس على إسرائيل ولكنه صرح “بان رد الفعل على ذلك يشبه شيئا قريبا حالة الانتقام”كما اكد في مؤتمر عالمي لمساعدة غزة عقد من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون ” بان عدم احترام القانون الانساني لا يمكن ان يتم بلا تبعات”.
وفي نفس السياق، انتقد الرئيس الايرلندي مايكاييل د هيكينز الحكومة الاسرائيلية في مجال حقوق الانسان وصف رئيسة اللجنة الاوربية اورسولا فون دير “بالغير متأنية” بسبب رد فعلها المنحاز الى إسرائيل عند اندلاع الاشتباكات.
وبشكل عام، لم تكن علاقات البلدين سهلة خلال العقدين الاخيرين، حيث اتهمت الحكومة الإيرلندية الاسرائيليين باستخدام وثائق ايرلندية لاهداف امنية.
من الناحية الثقافية فقد اقترب الكثير من الايرلنديين من القضية الفلسطينية خلال عقود متعددة ووجدوا فيها نظيرا لقضيتهم وكفاحهم ضد عنف الدولة البريطانية. وواصلت هذه الثقافة التحررية حضورها في المناخ السياسي الايرلندي وخاصة لدى اكبر واقدم حزب مكافح من اجل الوحدة الايرلندية، كما تجلى ذلك في خطاب رئيسته ماري لو ماك دولاند حين عبرت في عام ٢٠٢١ خلال المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية امام البرلمان عن وجوب “ادانة إسرائيل بصفتها نظام فصل عنصري”.
ولكن هذه النزعة الثورية في خطاب النخبة السياسية الايرلندية لا يصل الى مستوى رفض الوجود الاسرائيلي كما يعبر عن ذلك عضو مجلس الشيوخ الايرلندي توم كلونان ” يدعم الايرلنديون إسرائيل ويعتقدون بشرعية الدولة” (١٤).
خلاصة:
تمتلك الدول الاوروبية بصورة عامة علاقات طبيعية مع اسرائيل ولديها حيز مقبول ( من الناحية الاميركية) للمناورة في مواقفها من إسرائيل خلال حرب غزة حسب ما تقتضيه مصالحها الوطنية ومحصلة التيارات السياسية الفاعلة فيها وهو حيز “مفهوم امريكيا” و”مزعج إسرائيليا”. ولكنها لا تمتلك في الجانب الاخر، الحيز ذاته للمناورة في مواقفها اتجاه روسيا في حربها مع اوكرانيا وذلك بسبب عمق تقاطعات النفوذ الاميركية الروسية واختلاف طبيعة التحديات الجيوسياسية بين الحالتين. وتنفرد الحالة الايرلندية بحدة الخطاب السياسي المرتبط بثقافة النخبة السياسية وهيمنة الماضي على عملية صنع السياسات.
المصادر :
١
les voix de la puissance – Frédéric Encel, page 220
٢
La diplomatie française dans le conflit israélo-arabe (1967-1970)- Henry Laurent pages’ 3 à 11
٣
les voix de la puissance – Frédéric Encel, page 222
٤
نفس المصدر السابق ص ٢٥٧)
٥
Ce que l’Union défend à Gaza et dans le conflit israélo-palestinien- Joseph borrel-15.11.2023- Un site web officiel de l’Union européenne
٦
مركز “فونداسيون ديسينسو” الإسباني: تعداد مغاربة إسبانيا شهد ارتفاعا قياسيا
يصل إلى 136 بالمائة
٧
L’Espagne et le monde « arabe » Entretien avec Nicolas Klein
par NICOLAS KLEIN-
Entretien réalisé par Cyril Garcia – conflits revue de géopolitique -18 MAI
٨
La diplomatie française dans le conflit israélo-arabe (1967-1970) | Cairn.info- Henry Laurens – pages 3-11
٩
الحكومة البلجيكية الجديدة في مسار تصادمي مع إسرائيل، بحسب يهود محليين – رفائيل أهرين– ,2020 أكتوبر
١٠
المصدر نفسه
١١
La gauche belge condamne- elle – plus difficilement les actes de groupes pro- palestiniens ? Martin Buxan- 10/10/2023, RTL
١٢
Pourquoi les pays scandinaves sont-ils si froids… avec Israël ? RAPHAEL AHREN’ 11 octobre 2014,
١٣
نفس المصدر السابق
١٤