لنبحر في شط تساؤلات، علنا نجد جرف نرسي اليه، فنطمئن بعد توهان دام احد عشر سنة، وننطلق من مبدأ، أن يأخذ كل عراقي نجادة، ويركن نفسه في ركن من أركان السفينة، ويطرح بضع أسئلة، أولها من أنا؟ وماذا أريد؟ وهل حكومتي ستحقق لي ما أريده؟ في الوقت ذاته، يجلس السيد المسؤول على عرشه الزائل لا محال، ليسأل نفسه، هل أنا جدير بتحقيق ما يريده المواطن؟
على متن السفينة مواطنون محرمون! وساسة مرفهون! تعدت أسمائهم وأشكالهم وغاياتهم، وحتى ننصف في تحليلنا لأدائهم، فبعضهم خدم وأكثرهم سرق.
ماذا يريد المواطن؟ سؤال سيؤخذ محتواه ويشمر عن ساقيه وذراعيه ليبحث عن أجابه وافيه، من المواطن أمرها، وعلى الخادم تنفيذها، وهذا يتطلب دراسة جادة لسيرة المرشحين الذين سيخوضون المنافسة الأنتخابية، المرتقب أجرائها في الثلاثين من نيسان عامنا الجاري.
ماذا يريد المواطن؟ سؤال يجب أن يطرح الآن على ممثلي الكتل السياسية, ليدلي كلاً بدلوه، ويعمل بمقتضاه، وينفذ محتواه، وفاءاً للعهود التي يقطعها على نفسه، أمام ربه، وأمام الشعب العراقي، الذي سأم الكذب والخداع على مدار السنوات المنصرمة.
ماذا يريد المواطن؟ المتفحص لهذا السؤال سيجد أن مطالبه لم تجد نور التنفيذ، ومضى عليها احد عشر سنة، ربما نفذ منها البعض، لكن لم تكن بمستوى الطموح مقارنة بحجم المليارات التي تسرق، والسنوات العجاف التي مضت، وحجم التضحيات التي قدمها الشعب العراقي، من أجل أنجاح العملية الديمقراطية، وضمان التداول السلمي للسلطات.
ماذا يريد المواطن؟ هو مدخل لالتصاق الكتل السياسية بالمواطن، لتجمع تلك الكتل اكبر قدر من آراء المواطنين، بعد أن عجزت السلطة التشريعية، والتنفيذية عن تحقيقها لشعبها الذي انتخبها.
ماذا يريد المواطن؟ الأمن، العدالة، الرفاه الاجتماعي، التعايش السلمي، الخدمات، والازدهار، والأعمار، والقضاء على البطالة، والتداول السلمي للسلطة، كل هذا لم يكن سراً على الجاثمين على صدورنا، والمتشبثين بكراسيهم، بل أعلنه المواطن بمختلف الوسائل، “أسمعت لو ناديت حيا لكن حياة لمن تنادي”
المواطن يريد.. “التغيير” ولا شيء سوى “التغيير” فمن عجز عن تلبية طموحات المواطن، في السنوات الأحد عشر الماضية، لا يستحق أن يعود، ولذا أفتت المرجعية الرشيدة، بعدم تجربة المجرب، وحثت على التغيير في أكثر من خطبة واكثر من محفل.