من البدهيات ان يُقال لمن يتمتع بالنظر بعين واحدة “أعور”، لكن هنالك من لديه عين صحيحة لكنه لا يرى بها، ويجب ان يكون الإتهام صحيحاً، وليس تجني، وهنالك فرق بين الإثنين .
يعيش المواطن العراقي في حالة من عدم الإستقرار، نتيجة التدخلات في الشأن الداخلي للعراق، وجعله غير مستقر! وهو غاية نجهل نتائجها، لان المعارك هي من تعطي النتائج .
منذ سقوط النظام السابق، والتحول الى النظام الديمقراطي والعراق يشهد غليان، واستهداف المواطن العراقي اينما حلَّ وارتحل، والقتل هو الحالة السائدة مع إختلاف الوسائل، وفي السنة الفائتة! تصاعد العمل الإرهابي إثر سقوط الموصل، وباقي المحافظات الغربية بيد الإرهاب، نتيجة الخيانة من القادة العسكريين، إضافة للخل الواضح في رئاسة الوزراء، وجعل المؤسسة
العسكرية بيد من لا يستطيع إدارة بيته، فكيف بهذه المؤسسة المهمة والتي يقع على عاتقها حماية البلد! وذهبت على إثرها الدماء الزكية، وسبايكر أقوى جريمة شهدها التاريخ، إضافة لباقي الجرائم، التي ما زالت لحد الآن تجري بين الحين والآخر، بأساليب متعددة، لكن الذي أريد طرحه يختلف، لكنه من صميم المعركة، كون المستهدف اليوم هو كتلة المواطن! من دون الكتل
الأخرى، وهذا ما يثير العجب! والأكثر غرابة أنه ينطلي على المواطن البسيط، الذي يهرول خلف الإشاعة! بل يستميت على تكملتها من خياله الواسع، لا لشيء الاّ لإشباع نفسيته المريضة، التي تحتاج الى أكثر من علاج نفسي، لأنه اليوم أصبح لا يُمَيّزُ بين الصالح والطالح .
الكهرباء منذ بدأ اول حكومة ديمقراطية ولحد يومنا هذا لم تستقر، مع صرف المليارات من الدولارات التي ذهبت بجيوب المستفيدين، من الحكومة السابقة ولدورتين متتاليتين! وهم معروفون الأصل والنسب، إضافة لباقي المؤسسات والوزارات الأخرى، ذات الصلة المباشرة مع المواطن، ولحد الان لم نرى أو نسمع دولة القانون ومن يقف خلفها، أن تبنت خروج مظاهرة واحدة ضد وزارة الكهرباء أو غيرها، سوى التسقيط للناجحين !.
محافظة البصرة معروف لدى القاصي والداني، أنها المُصَدّر الأكثر للنفط، وعليها يعتاش كل العراقيين من نفطها، ومردوداتها المالية، وخروج التظاهرة الأخيرة التي ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر، إثر إصابته بطلق ناري، ليست لغرض الإنقطاع الكهربائي! لأن الأسلوب في الأنقطاع في الكهرباء عام، وليس للبصرة فقط، بل يعاني منه أهل بغداد العاصمة أكثر، مما يعاني منه المواطن البصري .
ماجد النصراوي أثبت نجاحه في إدارة المحافظة، ومشاريعه بدأت قطف ثمارها، كونها جديدة ولم يسبق لأحد أن فكر بها، وهذا الذي أغاظ الذين فشلوا في إدارتها من قبل، فإلتجأوا الى لغة التسقيط، بواسطة الناس الذين لا يعرفون ماهية تلك التظاهرة، إضافة أن المواطن وعلى مدار السنين الفائتة، لم يلمس أي تطور في أي مجال من مكونات الدولة .
على من خرج في التظاهرة سؤال؟ الى من كانت بيده كل المقدرات، أين كنت عندما كانت كل السلطات بيدك؟ وما هُوَ إنجازك ؟ ولماذا يتم إستهداف الكفاءات من تيار شهيد المحراب بالذات دون الآخرين؟ سؤال يحتاج الى إجابات من الجهة التي أججت الشارع البصري، ونحن أحوج الى التهدئة أكثر من قبل، لأننا نحارب الإرهاب العالمي .
النظر بعين واحدة هو ما يزعج كل ذي لب ويفهم الواقع على حقيقته، ومن العيب أن تنتقد من يريد أن يبني ويجاهد في سبيل إرتقاء الوطن، وتغض الطرف عن من سرق مقدرات العراق! وجعلها بيد السراق والمعتاشين على دماء العراقيين، ويحمي نفسه ببضعة إعلاميين يدافعون عنه، ويحركون الشارع على أهوائهم بواسطة الكذب والتدليس