أنظمة حكم , وحكومات , والمواطن يعاني من الحرمان من أبسط حقوق الإنسان , ويُقهر في لقمة العيش والسكن وتوفير الخدمات , والمتسلطون عليه لا يشعرون به , وإن طالب بحقوقه , دفعوه إلى أتون الحروب والويلات , وما نطق صاحب كرسي بحق المواطن وكيف يوفر له أسباب العيش الكريم.
الإنتخابات لا علاقة لها بلقمة العيش وما يساهم في راحة المواطن , السياسة هدفها بعيد عن إرادة المواطن , ولا يعنيها الوطن وربما لا تملك الغيرة اللازمة عليه.
الدول القوية المتقدمة , تسعى بكل طاقاتها لتوقير ما يحتاجه المواطن , ورؤساؤها يتحدثون عن أسعار البيض واللحوم والخضراوات والنقل والسكن والخدمات الصحية وتوفير الأدوية , وتأمين الرفاهية وإدامة العزة والكرامة , وما وجدنا في دولنا من يضع حاجات المواطنين في قائمة أولوياته , فالمهم أن يتغنى المستضعفون بمقامه العالي السمين , وفي كرسيه يتباهى ويستزين.
هل رأيتم مرشحا للإنتخابات يطرح برنامجا لإسعاد الناخبين وتأمين حاجاتهم , وتوفير راحة البال والأمن الغذائي وتخفيف المعاناة , أم أنها فئويات وتحزبيات ومناطقيات ومذهبيات.
الثروات لا تلغي الفقر , لأنها ستكون عرضة للسرقات , العدل وإحترام حقوق البشر يقضيان على الفقر والجوع.
البعض يرى غياب السياسة في مجتمعات مبتلاة بالكراسي المسخرة لتنفيذ أجندات الطامعين بالبلاد , ولهذا فالمطلوب أن يعاني المواطن لكي يدوم المقام في الكرسي , وأي سلوك لصالح المواطن يكون ثمنه التدحرج المهين عن كرسي السلطة.
فلا يمكن تفسير ما يحصل إلا أن الحكومات مسنودة من أسيادها وذات إخلاص مطلق في تنفيذ المطلوب منها لصيانة مصالح أعداء الوطن والشعب.
فهل يصح في الأفهام أن دولا ذات ثراء وفيها نسبة فقر مروعة , وعناءات متراكمة وتداعيات متواصلة , والمواطن مشغول بمطاردة سراب لقمة العيش التي تزداد بعدا عنه , فيصاب بالإنهاك ولا ينظر لما يدور من حوله , وكيف تنتهك حرمات حقوقه وثروات بلاده , فالمال العام تلتهمه جيوب الكراسي المبجلة المحمية من حيتان القدرات الفتاكة.
بلادُ النفطِ في عوزٍ وقهرِ
وماءُ وجودها يسعى لهدرِ
ثراها لا يريدُ النخلَ فيها
يُجرّدها ويمهرها بفقرِ
جياعٌ من تجاهلهم لزرع
فيطعمهم غريبٌ إبنُ مكرِ