23 ديسمبر، 2024 11:34 ص

المواطن والطاقة الشمسية

المواطن والطاقة الشمسية

نحن أحوج شعب على وجه الأرض للطاقة المتجددة ، وبالذات الطاقة الشمسية بسبب أزمة الكهرباء المزمنة ، ومصدر الطاقة هذا متوفر لدينا بشكل يتمناه الغرب ، وبنفس الوقت  نحن الشعب الأقل استخداما لها على الأطلاق، والسبب هو غياب المنظمات والمنابر الهندسية والبيئية المختصة ، للتوعية وللتعريف بهذه المصادر الجديدة ، لغرض  التقليل من خطر التلوث البيئي ، وتجنب الأسراف ، وعدم الركون الى ثروة البلد النفطية كمصدر وحيد للطاقة ، خصوصا وأن هذا القطاع صاحب المشكلة رقم (1) في حياة المواطن ، بينما نرى أن هذه المنظومات منتشرة في القرى النائية المعدمة في أفريقيا ، وان كان الغرض منها دعائي على مستوى المنظمات الأنسانية أو الشركات المصنّعة .سبب آخر يتمثل بغلاء اسعار المنظومات على مقياس صغير كالمنزل ، فلغرض اقتناء لوحة شمسية تلبي الحاجات الدنيا والأساسية للمنزل والبالغة 500 واط ، على المواطن شرائها من الأسواق وهي متوفرة  بمبلغ 2 دولار لكل 1 واط ، أي أن ثمنها سيكون 1000 دولار ، وعليه خزن الطاقة في بطاريات خاصة غالية الثمن للأستخدام الليلي ، يتجاوز أحيانا سعر البطارية مبلغ 200 دولار، وعلى الأغلب لن تكفيه بطارية واحدة ، بالأضافة الى ثمن العاكس (Inverter) ، وجهاز سيطرة الشحن بالطاقة الشمسية ، وعليه لن تتمكن الغالبية من المواطنين من أقتنائها ، والحل المعقول هو تدخّل الدولة لدعم هذا القطاع ، وهذا مستحيل واقعا ، اذ أن الحكومة قد رفعت يدها عن كل أشكال الدعم ، وتحت شتى الذرائع والحجج بل اتجهت بكل ثقلها الى الجباية بعد التسبب بأفلاسها بنفسها !.بقي أن يكون الأنتاج محليا ، فلم نرَ جهودا جديّة من وزارة الصناعة (الشركة العامة لصناعة البطاريات) ، لأنتاج البطاريات ذات الأستنزاف العميق (Deep Cycle) والمختصة في مجال الطاقة الشمسية ، وبالتالي تجنيب المواطن الغش الذي يتعرض له من شراء هذه البطاريات ، فبطاريات السيارات السائلة والتي تسمى خطأ بالجافة (كونها لا تحتاج للصيانة) ، لا تفيد في مجال الخزن وتشغيل العاكس الا لبضعة شهور، بالاضافة الى شركة الصناعات الألكترونية لغرض انتاج العواكس وأجهزة السيطرة ولوحات الطاقة الشمسية ، وقد كانت هاتان الشركتان عنوان الأنتاج الجيد في السابق.وبالامكان توليد الطاقة الكهربائية على مقياس أوسع ، وبالذات من التوربينات الهوائية ، رغم ان الرياح ساكنة نسبيا في المدن وفي فصل الصيف بسبب العوائق المتمثلة بكثافة الأبنية ، لكن بالأمكان نصبها على ارتفاعات عالية ، أو في الأماكن المفتوحة ، على مستوى محافظة أو قضاء ، خصوصا وأنه من الممكن تصنيعها محليا بعد اجراء بحوث مشتركة للمهندسين المدنيين ومهندسي الميكانيك (بالذات ديناميك الهواء) ومهندسي الكهرباء وخبراء الأنواء الجوّية ، وعليه ينبغي تظافر الجهود والتنسيق بين وزارة الصناعة والكهرباء والعلوم والتكنولوجيا والبيئة لأجراء حملات توعية على نطاق أعلامي وميداني ، وأجراء البحوث وتشجيع الأبتكارات على بدائل الطاقة وتفعيل الأنتاج ، وجعل تأثير هذه الجهود يصل للمواطن البسيط ، فيعرف أن ثمّة حكومة تكترث له ، بعد طول جفاء !