مواقع التواصل الاجتماعي المستخدمة من قبل مختلف شرائح المجتمع العراقي وأبرزها(فيس بوك) تعج بمختلف النتاجات والافكار التي تدل على جزء من ثقافة واطلاع من يقوم بطرحها امام اصدقائه المستخدمين.
وخلال السنوات القليلة الماضية وعقب الازدياد الملحوظ في عدد مستخدمي هذه المواقع فأننا نشهد توجها لدى مجتمعنا العراقي بشكل عام نحو طرح الكثير من المواضيع والصور التي تبعث على الحزن والكآبة والالم كالمعارك ومشاهد القتل والتفخيخ وصور المجرمين. وهذا الامر لا مفر منه كوننا مجتمع يعيش البؤس والحروب والصراعات منذ سنوات طويلة.
والحزن وتوابعه صار سمة متأصلة من سمات هذا المجتمع, الا ان المشكلة ان البعض لم يكتف بطرح ما هو موجود من ضيم واذى في هذا المجتمع بل يصار يطرح كل مساوئ العالم ومشكلات مجتمعاته وخاصة التي تلتقي معنا في العقيدة كالبحرين وسوريا او مسلمي بورما ان صحت رواية اضطهادهم او غيرها من بلدان لم تلتفت لنا في يوم من الايام عندما كان العراق يرزح تحت ضغط وظلم نظام قمعي استبدادي حكم لأكثر من ثلاثة عقود بل وقفوا بعدها موقف المتفرج ان لم يكن مرتاحا ومؤيدا لكل الاهوال التي انهالت علينا من كل حدب وصوب بفعل مصاصي الدماء وشذاذ الافاق ومن لف لفهم من كلاب العربان.
وبعد كل ما حصل الا يكفي ما طرحناه وسوقناه من ثقافة الموت والحزن التي ننساق وراءها عن شعور او لا شعور, ونبحث بدلا عن ذلك عن الجمال والحياة وبكل اشكالهما وعن كل ما هو جيد ونبحث ايضا عن كيفية تجاوز الشعوب لازماتها وكيف استطاعت ان تنهض من جديد الا يكفينا هذا النظرة السيئة والمهينة لأنفسنا اولا قبل ان تكون مهينة للمقابل عندما ننظر مثلا لدول الخليج ونقول اهل البعران(شوف شلون صارو) فحضارة السبعة آلاف عام لم تعلمنا كيفية اختيار من يمثلنا في مجلس نيابي ولم تعلمنا كيفية التعامل مع الاخر بل حتى وصل بنا الحال ان نعجز
عن تنظيف مدننا من النفايات التي عجزت الدولة هي الاخرى عن توفير الاموال اللازمة لرفعها او تأسيس مصانع لتدوير تلك النفايات والافادة منها.
اننا اليوم امام تحد يدعونا العمل تحت شعار الآية الشريفة (عليكم بأنفسكم لايضركم من ظل اذ اهتديتم ).اذن ليبدأ كل منا بنفسه اولا ثم بالأقرب منه عندها سيتغير الحال نحو الاحسن ان شاء الله .