بدأ العد التنازلي ليوم الاقتراع والذي سيحدد مصير المواطن العراقي فالحديث عن الخارطة السياسية في الانتخابات القادمة بعد ايام بدأ حماسه يتصاعد الى ذروته الكبرى باتجاه معرفة ما قد يحصل من متغيرات في الساحة السياسية ، فالاهتمام متزايد بالمواطن بنسبة تصل حد الاشباع هذا حسب ما تفرضه المعطيات الحالية في الساحة وطبيعة الحراك السياسي الدائر بين الكتل ومسلسل الازمات التي رافقت هذا الحراك بدون ان تغمض له عين او يهتز له جفن فرغم النزاع تجد الساحة تشهد صدام مسلح وتفجيرات وقتل وتشريد فهم لا يأبهون لما يدور المهم عندهم هو السيطرة والاهتمام الكامل بالكرسي فالحرب الان هي حرب الكراسي بين القوى السياسية فمن كان منها مهتما بالسلطة والمصالخ الشخصية ومنها من يهمه المواطن والمصالح العامة ، فلا بد ان لا تتكرر اخطاء المرحلة السابقة عندما اتسم اداء السابقين بالعاطفة والاناماءات الفئوية والمصالح الحزبية فقد كان اغلبهم لا يعينون الا من كان من حزبهم او يعلن الولاء لهم وكأن العراق ملكا له ولحزبه .
نحاول من خلال التعبير عن مدى حرص واهمية المواطن على انتخاب من هو افضل لتمثيله في البرلمان المقبل وايصال رسالة هادفة لاشعار جميع الاطراف باهمية تعديل الاخطاء وتصويبها من اجل خدمة المرحلة المقبلة ولاشعار جميع الناخبين باهمية الاختيار السليم وتغليب الحس الوطني على العواطف القبلية والمصالح الشخصية وعدم خضوعهم للمؤثرات العاطفية والانتمائية من اجل ان نسهم في تقليص المدة الانتقالية التي لا تصب في صالح عوامل التنمية والتطور والنهوض لدى المواطن .
فللمواطن الدور البارز والكبير في اختيار من سيمثله في الدورة المقبلة لذا يجب ان يكون هنالك برنامجا يحدد مسار المواطن لاختيار الافضل واعتماد القوانين الراسخة لتغيير الخارطة القديمة والاعتماد على طاقات جديدة يمون همها الاكبر هو التغيير الحقيقة لا مجرد شعارات رنانة تملأ صورة المرشح او الصحف والمجلات والفضائيات ، فربما من سيتغير في المرحلة المقبلة هي الصور والشخصيات وليس كلها طبعا وهذا ما سيستخدمه العديد من القوى الحاكمة خصوصا وان المستوى متدني بالنسبة للمواطن من ناحية الوعي الانتخابي وان دور الناخب في المجتمع لا يزال دون مستوى الطموح بالاضافة الى حجم التحالفات خارج قوى السلطة غير كبير وغير مؤثر على المرحلة المقبلة مع عدم اتخاذ اي تعديل على صعيد الدستور واقرار قانون الاحزاب الذي ربما لو تم تشريعه لاسهم وبشكل ملفت للانتباه في تغيير الخارطة السياسية تغيرا حقيقا ، ولا ننسى ان معظم الاحزاب والقوى السياسية ليست لها رؤى مستقبلية لبناء قواعد الدولة الحديثة وعادة ما تتشابه افكارها النظرية والخلاف في مرحلة التطبيق .
ان نتيجة الخذلان الذي اصابت الناخب عبر السنوات الماضية وتراجع الخدمات وعدم تحقيقها له سيحصل عزوف منه لاعطاء صوته بسهولة خاصة على صعيد النخب المثقفة اما الجناهير فربما لم تتوجه الى الصناديق لا تحت ضغوط معينة والاعيب مكشوفة وباتت بالاحرى معروفة للناظر ، فالحذر ابحذر من هؤلاء الذين لايرون المواطن الا حينما يحتاجوه ليغمس اصابعه خدمة لهم ولاعتلائهم كرسي الرئاسة والمنصب .