عاش ألمواطن ألعراقي فترات زمنية مظلمة لا يحمد عقباها , أبان حكم ألنظام المقبور ألهدام , وقد عانى ما عانى من ظلم وقتل وتشريد وإبادة جماعية , وأستعمل حتى المواد النووية المحرمة ضد العراقيين في شمال ألعراق , ومورس بحق ألمواطن كل أنواع ألظلم و ألتعسف و ألاستبداد , وبعد سقوط ألصنم في بغداد , ودخول ألأمريكان بالرغم من أنه أصبح محتل , إلا إن ألآمال كانت كبيرة بتحول العراق إلى أفضل بلد في الشرق ألأوسط , وكان ألمواطن ألعراقي متحمسا” جدا” ليرى ما سيفعله أبناء هذا ألوطن لوطنهم ألمظلوم لمدة 35 سنة , وبدأ مفهوم ألديمقراطية يتغلغل إلى روح ألمواطن ألعراقي , بما انه تخلص من ألدكتاتورية ألتي كانت تحكمه طوال عقود من الزمن.
وبدأ الحكم في ألعراق على مبدأ الديمقراطية , و ألشراكة الوطنية , وبالرغم من التغييرات ألتي حصلت في ألعراق منذ سقوط ألنظام إلى ألآن , وتعاقب دورات ألحكم فيه إلا إن ألعراق لم يتغير فيه شيء إلا ألشخوص! , ألقتل موجود , ألفقر موجود , ألبطالة موجودة , ألأرامل في تزايد بسبب ألقتل ألعشوائي في ألشوارع بالمفخخات و ألكاتم وغيرها , الخدمات في تردي إلى الأسوأ , ألبنى ألتحتية في تدهور ملحوظ , وخصوصا ألكهرباء ألتي أصبحت كالمصاب (بسرطان ألتدهور) , وبشكل عام ألواقع ألخدمي متدهور جدا” , أما عن سياسة ألحكومات فهي أيضا سياسة غير ناجحة من خلال تخبطها ألواضح جدا” في خلق ألأزمات ألتي تزيد على ألمواطن همومه , وتعيق تقدم ألبلد , و ألأدلة على تخبط ألحكومة وسياستها كثيرة جدا” , أهمها أزمة كركوك , وإلغاء ألبطاقة التموينية , ومظاهرات ألأنبار ألتي استغلها البعث و ألإرهاب ليتغلغل داخلها ويدعمها , وتفجيرات بغداد ألأخيرة وعدم اتخاذ ألإجراءات أللازمة بحق ألمقصرين , دخول مشعان ألجبوري إلى ألعراق بمساعدة نواب عراقيين وهو مطلوب للعدالة !!.
إهمال ألدستور ألعراقي بشكل ملحوظ جدا” , وعدم ألجوء إلى طاولة ألحوار و ألتهدئة , بالرغم من إن هناك عدة رجالات وأطراف يدعون للتهدئة والحوار دائما , ولكن بدون جدوى , وإتباع التصعيد دائما من قبل ألحكومة العراقية ألحاكمة , وغيرها الكثير من ألتخبطات , أما ألمواطن العراقي أصبح موقفه أيضا لا يحسد عليه لأنه خرج من ظلم صدام , ولكنه لم يتخلص من الظلم أبدا , فهو إلى ألآن يعاني من ألظلم والتهميش والفقر الحاد حتى وصل به الحال تحت خط الفقر.
بعد كل هذا هناك سؤال يطرح نفسه , ماذا يريد ألمواطن ؟ ألجواب واضح جدا وهو : إن ألمواطن يريد خادم يخدمه لا يريد حاكما” يحكمه , هل هذا كثير على هذا ألمواطن ؟ لا أعتقد ذلك , ألمواطن ألآن اكتفى من الذين يحكموه , ألمواطن ألآن يبحث عن ألخدمة , يبحث عن من يسأل عنه , يبحث عن من يحتضنه ويقول له ماذا تريد , و ألمواطن يريد إنسان من رحم هذه ألأمة , يعيش معه ويتعايش , لا يريد إنسان متسلط حاكم , وإنما يريد ألخادم, وعلى ألمواطن أن يمعن ألنظر جيدا بمجريات ألأمور في الواقع العراقي , ولكي تتضح أمامه ألصورة , ويعرف من هو هذا الخادم !! وعليه أن يسعى إلى أن يضع ثقته بهذا الخادم لكي يوصله إلى بر ألأمان , عليه أن يفتش عن هذا ألشخص ألذي يسعى بكل جدٍ واجتهاد لخدمة ألمواطن قبل كل شيء , عليه أن يذهب بفكره وتفكيره إلى شخص لا يملك منصبا” حكوميا” ولكنه يبادر بتقديم ألخدمات للمواطن , شخص لا يملك ألسلطة ولكنه يطالب السلطة بخدمة المواطن , لأنه ألإنسان الوحيد الذي عرف ماذا يريد ألمواطن , و ألمواطن يريد ألخدمة لا غيرها , لكي ينعم كبقية ألدول ألأخرى بخيرات هذا الوطن ألغني , هذا الوطن المظلوم من قبل حكامه , هذا الوطن ألذي يمتلك من الخيرات والطاقات ألكثير.
يجب أن نسعى إلى وضع ألرجل ألمناسب في ألمكان ألمناسب في ألأيام ألقادمة , لأنها مسؤوليتنا جميعا (كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته) يجب أن يفهم ألمواطن هذا ألحديث الشريف , يجب أن يفهم ألمواطن قوله تعالى ( قفوهم إنهم مسؤولون ) , يجب أن يقول ألمواطن ( كلا للحاكم نعم للخادم ).