الأغلبية وأقصد الذين يدعون انهم يتظاهرون ضد الفساد فتجد هذا يصرخ وذاك يشتم وآخر يقول نحن شاركنا بالانتخابات ونحن وضعناهم على الكراسي وغيرهم يقولون نحن قمنا بواجبنا عندما شاركنا بالانتخابات ، واخرين يلعنون صناديق الاقتراع وقسم يعضون اصابع الندم ، وهؤلاء يعممون الفشل على الجميع بدون استنثاء لانهم يرون ان الجميع على شاكلة من انتخبوهم ، هؤلاء هم الذين دمروا البلد بسبب مشاركتهم بالانتخابات وتشويههم للديمقراطية ، وللأسف عيب الديمقراطية انها تجعل العاقل والأرعن سواسية وتجعل العالم والجاهل سواسية ، وتجعل ابطال السلب والنهب الحواسم والحريص على المال العام نفس المستوى وتجعل الوطني والخائن بمستوى واحد ، وهو الصوت الذي يعطيه للمرشح ، وهناك الكثير فرطوا باصواتهم ومنحوها للسراق والفاشلين وحتى للارهابيين وجعلوهم مسؤولين ، وهؤلاء الناخبين افسد من المسؤول الفاسد والفاشل .
ان ما حدث ويحدث من تراجع على كافة الصعد هو بسبب المواطن أي الناخب الذي انتخب من لم يكن اهلا للمسؤولية ، والمدهش ان اغلب المتظاهرين هم من انتخبوا الفاسدين والفاشلين ، او من الذين انتخبوا بعض المرشحين ولم يحصلوا على اصوات التي تجعلهم قوة في البرلمان ليحصلوا على مناصب ، وهناك مطالب تريد اسقاط الحكومة ليبقى البلد يعيش دوامة الفراغ السياسي الذي ينعكس على أمن العراق واقتصاده وتعم الفوضى ، كان الأجدر بالمواطن ان ينتخب الصالح الذي لم يتورط بالفساد المالي والاداري لكي يكون فعلا مواطن يخلي مسؤوليته امام شعبه ووطنه ، اما انتخاب السراق والفاشلين ومن ثم تعميم الفشل والفساد على الجميع هذه جريمة اخرى يرتكبها الناخب الذي كان السبب بوصول السراق والفاشلين واستلامهم زمام امور البلد ، وتعميم الفشل على الجميع اسلوب الحاقدين والجهلة والمنافقين ، وسبب اتهام الجميع لانهم يريدون تبرير اختيارهم الخاطئ الذي دمر البلد ، ان الفاسد الاول والاخير هو المواطن الذي جلب المآسي بسبب مشاركته بالانتخابات واختاره من لا يستحق ، ان اغلب الناخبين صوتوا للجهة السياسية التي يتعاطفون معها ، او انتخبوا على اساس القرابة والعشيرة او انتهاج نفس الفكر او الانتماء العرقي او الطائفي ، والمشكلة ان انتخابهم لشخصيات عرفت بتورطها بالفساد المالي والاداري وعرفت بالفشل وتم انتخابهم .
لو كان الناخب يريد مصلحة البلد حقا لأنتخب الشخصيات المحترمة التي لم تتورط بالفساد المالي ومن ثبت نجاحه وهم كثر وهم مجربين وعرفوا بالنجاح ، لكن اللوم لا ينفع كما هو الندم الذي لاينفع ، ان من يريد ان يغير وبعيدا عن الضوضاء والمطالب الهزيلة عليه ان يطرد الفاسدين بالاصبع البنفسجي اما اسقاط الحكومة الغاية منه انهاء البلد الذي سيعاني من فراغ سياسي ينعكس على المؤسسات الامنية وستصب الاوضاع لصالح السراق والمجرمين والعصابات المنظمة التي ستظهر بقوة ، والحل الوحيد بصناديق الاقتراع وهي ثورة سلمية مشروعة تعاقب الفاشلين والسراق وتنهيهم ، وبدون هذا سيعيش العراق فوضى عارمة والمستفيد المسؤولين المتورطين بقضايا الفساد والفشل ، فعلى المواطن الذي انتخب السراق والفاشلين ان يعلم بانه افسد من السراق انفسهم .