عندما تذهب الى عيادة الطبيب لابد لك ان تحجز مسبقاً ويكون الكشف عليك من قبل الطبيب ضمن التسلسل الذي يعطيك اياه السكرتير وعند دخولك الى غرفة الطبيب تشعر وكأنك قد اقتربت من العلاج اللازم للمرض الذي الزمك بالذهاب الى تلك العيادة… شعور يشعر به الانسان ربما هو حالة نفسية اكثر مما هي حالة دوائية والغاية منها لتخفيف الالام….
يرافق هذا الشعور بان ذلك الطبيب سوف يقوم بإعطائك بعض الأدوية والمسكنات لإنهاء تلك المعاناة التي اتيت من اجلها… تجلس امام الطبيب وتبدا الأسئلة وفي داخلك شعور الخوف من النسيان من شيء لم تسعفك الذاكرة فيه بتلك اللحظة ان تذكره للطبيب وهنا نجد في اغلب الاحيان ان من يرافقك هو من يقوم بشرح معاناتك الى الطبيب ولكن الطبيب يوجه اغلب الأسئلة الدقيقة اليك مباشرة وعندما يرى ان الحالة تستوجب الكشف على جسدك فيقوم بإحضار السماعة الخاصة لتلامس منطقة الصدر وهو يسمع دقات القلب او اي صوت سعال في الصدر.. ليصدر بعدها توجيهاته لك بان تبتعد عن التدخين وعن المأكولات التي يوجد فيها نسبه دهون عالية وعن الحلويات وما يتبعها من قائمه ممنوعات كثيرة نعرفها جميعا وهذه كلها تسمى بالوقاية الصحية…
اما اذا كنت مصابا بأحد امراض او اعراض اصابة القلب فان الامر يتطلب في تلك الحالة الفحص بجهاز الايكو والذي يقوم بفحص كل وظائف القلب وانت تنتظر ماذا سوف يجد الجهاز من مشاكل قلبية يقولها لك الطبيب في تلك اللحظة…
هكذا كانت معي الحالة عندما ذهبت الى طبيب اختصاص بالأمراض القلبية قبل يومان بعد اصابتي بالوعكة الصحية الأخيرة وخروجي من المستشفى وكانت الغاية لتنظيم الامور العلاجية ولكن الامور يبدو انها تسير خارج نطاق الدواء فلقد اوصاني الطبيب بضرورة وضع جهاز فوق القلب قريب من الصدر واجبه معالجه ارتجاف البطين في حاله حدوث ذلك شيء عن طريق صعقة كهربائية خفيفة يقوم بها هذا الجهاز ليعود القلب الى عمله الطبيعي وعندما سالته هل هذا الجهاز موجود اجابني بان هذا الجهاز لا يتوفر في داخل العراق في الوقت الحاضر وعليك بشرائه من الخارج وان سعره مكلف…..
احمد الله واشكره وانا اتخايل ان القلب سوف يساعده بطارية شحن في عمله وهذا هو ما توصل اليه العلم الحديث في عصرنا الحالي رغم بعد المسافات بيننا نحن في العراق وبين من صنع هذا الجهاز ووضعه في خدمة الانسان ولا اريد ان اضيف شيئا اكثر الا ان المفارقة ان هذا الجهاز متوفر في اغلب الدول الفقيرة ويعطى بصوره مجانيه لكل مواطن يحتاجه الا في بلد البترول بلد الثروات الطبيعية بلد الحضارة والتاريخ فان القطاع الصحي وللأسف الشديد قد اصبح يعيش وضع مزري وصوري بعيدا عن خدمة المريض وهنا يجب علينا جميعا ان نحمد الله ونشكره لان الروح والهواء هي بأمر منه والا لأصبح لنا وضع اخر وربما في حينها يموت الفقراء في فقرهم ويعيش غيرهم بالطرق الملتوية الاخرى والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. السلام عليكم من بلد البترول ولايوجد في مستشفياته الحكومية حبة البارستول…