ان ما يحدث في العراق والبلدان الاخرى المضطربة كسوريا واليمن وليبيا اصبح موضوعا معقدا جدا وهو من المواضيع التي يكتب فيها الكتاب يوميا الكثير ,فالانسان العربي اصبح محبطا جبانا تائها فمن تخبط الى تخبط ومن حفرة الى حفرة والامل لا يكاد يرى له بريق في نهاية افق .
في مصر قد تكون الظروف افضل منا في العراق وبلدان أخرى لعدم حدوث حرب أهلية ولا تواجه سوى المشكلة الدكتاتورية ولكن لديهم طبقة جيدة من المثقفين والاكاديميين والتي تشكل حسب رأيي صمام الأمان للمجتمع لتحميه من الانزلاق في الحروب والصراعات الاهلية.الحروب الاهلية اخطر ما يواجه المجتمع ويجب حماية المجتمع منها وهي مهمة الطبقة المثقفة لان السياسيين والعسكر لا يفهمون هذا الموضوع ولا يستطيعون حماية المجتمع منه بل قد يكونون هم السبب في تاجيجها ونحن مررنا في العراق بالحرب الاهلية الطائفية ونعرف معناها .
الأنظمة الدكتاتورية في الوقت الحاضر هي المسيطرة والتخلص منها ليس سهلا لان الناس اعتادت أن يحكمها الدكتاتوريون ,والخروج من عباءة الدكتاتورية بشكل ثورة او احتلال كما حدث عندنا قد يفتح أبواب جهنم ان لم تكن الطبقة المثقفة والأحزاب السياسية على وعي كامل بخطورة مرحلة الخروج من الدكتاتورية والدخول في فترة الفوضى(الفترة الانتقالية) لان النتيجة تسلط شراذم الأرض من الجهلة والمرتزقة والعملاء والمخابرات الأجنبية على الشعب وفقدان الاستقرار, واعتقد ان الطبقة الواعية لن تستطيع مقاومة انزلاق المجتمع لأن الموضوع قد يخرج عن السيطرة ,لكون الصراع سيكون بين جبهة من الاشقياء والفتوات واولاد الشوارع وجبهة متعلمة وهو صراع غير متوازن والمجتمعات العربية غير مستعدة له وقد رأينا ذلك بأعيننا كيف ينزلق المجتمع الى الفوضى والجميع يتفرج ولا يستطيع فعل شيء, لذا الموضوع ليس بالسهولة التي نتصورها من ان الأنظمة الدكتاتورية ستسلم وتترك الحكم وتبدأ الديمقراطية .
الديمقراطية ليست الانتخابات, الديمقراطية هي تغيير حياة الناس ووعيهم الى طور جديد من المشاركة والوعي والفهم لما يدور حولهم واعتقد ان من عاش في أمريكا ودول أوروبية أخرى ورأى الانسان الغربي وما لديه من حقوق وعليه من واجبات ونظر نظرة متأنية على الجانب الاخر سيرى أن المسيطر على المجتمع هي سلطة رأسمال المال متمثلا بالشركات الكبرى ,و مع توفير الرفاهية للمواطن في نهاية الاسبوع او الويك اند بحدود معينة وما يعتقده هو من نيله الحقوق ولكنه يعيش في دوامة بسبب قسوة المعيشة وخصوصا للانسان العادي, اما المتفوق والموهوب فهو فقط المسموح له بالصعود والتنافس لان الطبقة الحاكمة في الغرب تحتاج لامكانيات المتفوقين والموهوبين كجزء من استمرار الدوامة فالأعلام والفنون والفضائيات والاعلانات والاستهلاكيات والموديلات والموضة واليانصيب هي التي تشكل الحياة اليومية للمجتمعات الغربية ,مع شدة العمل الجدي الذي هو عمود الدوامة .
الديمقراطية الغربية قد لا تشكل الهدف الاسمى لمواطننا ولكن الحياة الحرة الكريمة بما فيها من حقوق وحرية وكرامة وعدالة ومع أن هذا يبدو بعيدا حاليا ولكن واجبنا هو التوعية نحوه واعتقد ان مواجهة الأنظمة الدكتاتورية بطريقة استفزازية قد لا تؤدي الى النتيجة المطلوبة ,المطلوب ان نعيش ضمن مجتمعاتنا ونستخدم كل الوسائل من الإذاعة و التلفزيون و الصحف ووسائط التواصل وهي الأهم لتوعية الناس بحقوقها واهمية الحرية والكرامة واحترام الرأي الاخر. وقد راينا ان أربعة بلدان عربية دخلت حروب أهلية بسبب محاولتها التخلص من الدكتاتورية ولم تستطع ان تصل الى الاستقرار لحد الان .وعلى الجانب الاخر لنا مثال مهم في دول الخليج فهذه الامارات لا توجد فيها مؤسسات ديمقراطية او حتى انتخابات ولكن بسبب الرفاهية التي تعيشها استطاعت ان توجد نظاما سياسيا واداريا واجتماعيا مستقرا يضمن للمواطن رفاهيته مقابل التنازل عن حقوقه الديمقراطية ان صحت التسمية والمواطن الخليجي يعيش حياة افضل بكثير من حياة المواطن الغربي من ناحية الرفاهية والسعادة والكرامة لان الانسان يحتاج الى الديمقراطية لتحقيق السعادة والرفاهية فاذا تحققت بطريقة اخرى على غير طريقة الغرب وهو ماحصل انتهى دور الديمقراطية الغربية بشكلها التقليدي وحضر شكل اخر من العلاقات الاجتماعية والسياسية. المواطن العراقي والديمقراطية والدوامة
احمد مغير
ان ما يحدث في العراق والبلدان الاخرى المضطربة كسوريا واليمن وليبيا اصبح موضوعا معقدا جدا وهو من المواضيع التي يكتب فيها الكتاب يوميا الكثير ,فالانسان العربي اصبح محبطا جبانا تائها فمن تخبط الى تخبط ومن حفرة الى حفرة والامل لا يكاد يرى له بريق في نهاية افق .
في مصر قد تكون الظروف افضل منا في العراق وبلدان أخرى لعدم حدوث حرب أهلية ولا تواجه سوى المشكلة الدكتاتورية ولكن لديهم طبقة جيدة من المثقفين والاكاديميين والتي تشكل حسب رأيي صمام الأمان للمجتمع لتحميه من الانزلاق في الحروب والصراعات الاهلية.الحروب الاهلية اخطر ما يواجه المجتمع ويجب حماية المجتمع منها وهي مهمة الطبقة المثقفة لان السياسيين والعسكر لا يفهمون هذا الموضوع ولا يستطيعون حماية المجتمع منه بل قد يكونون هم السبب في تاجيجها ونحن مررنا في العراق بالحرب الاهلية الطائفية ونعرف معناها .
الأنظمة الدكتاتورية في الوقت الحاضر هي المسيطرة والتخلص منها ليس سهلا لان الناس اعتادت أن يحكمها الدكتاتوريون ,والخروج من عباءة الدكتاتورية بشكل ثورة او احتلال كما حدث عندنا قد يفتح أبواب جهنم ان لم تكن الطبقة المثقفة والأحزاب السياسية على وعي كامل بخطورة مرحلة الخروج من الدكتاتورية والدخول في فترة الفوضى(الفترة الانتقالية) لان النتيجة تسلط شراذم الأرض من الجهلة والمرتزقة والعملاء والمخابرات الأجنبية على الشعب وفقدان الاستقرار, واعتقد ان الطبقة الواعية لن تستطيع مقاومة انزلاق المجتمع لأن الموضوع قد يخرج عن السيطرة ,لكون الصراع سيكون بين جبهة من الاشقياء والفتوات واولاد الشوارع وجبهة متعلمة وهو صراع غير متوازن والمجتمعات العربية غير مستعدة له وقد رأينا ذلك بأعيننا كيف ينزلق المجتمع الى الفوضى والجميع يتفرج ولا يستطيع فعل شيء, لذا الموضوع ليس بالسهولة التي نتصورها من ان الأنظمة الدكتاتورية ستسلم وتترك الحكم وتبدأ الديمقراطية .
الديمقراطية ليست الانتخابات, الديمقراطية هي تغيير حياة الناس ووعيهم الى طور جديد من المشاركة والوعي والفهم لما يدور حولهم واعتقد ان من عاش في أمريكا ودول أوروبية أخرى ورأى الانسان الغربي وما لديه من حقوق وعليه من واجبات ونظر نظرة متأنية على الجانب الاخر سيرى أن المسيطر على المجتمع هي سلطة رأسمال المال متمثلا بالشركات الكبرى ,و مع توفير الرفاهية للمواطن في نهاية الاسبوع او الويك اند بحدود معينة وما يعتقده هو من نيله الحقوق ولكنه يعيش في دوامة بسبب قسوة المعيشة وخصوصا للانسان العادي, اما المتفوق والموهوب فهو فقط المسموح له بالصعود والتنافس لان الطبقة الحاكمة في الغرب تحتاج لامكانيات المتفوقين والموهوبين كجزء من استمرار الدوامة فالأعلام والفنون والفضائيات والاعلانات والاستهلاكيات والموديلات والموضة واليانصيب هي التي تشكل الحياة اليومية للمجتمعات الغربية ,مع شدة العمل الجدي الذي هو عمود الدوامة .
الديمقراطية الغربية قد لا تشكل الهدف الاسمى لمواطننا ولكن الحياة الحرة الكريمة بما فيها من حقوق وحرية وكرامة وعدالة ومع أن هذا يبدو بعيدا حاليا ولكن واجبنا هو التوعية نحوه واعتقد ان مواجهة الأنظمة الدكتاتورية بطريقة استفزازية قد لا تؤدي الى النتيجة المطلوبة ,المطلوب ان نعيش ضمن مجتمعاتنا ونستخدم كل الوسائل من الإذاعة و التلفزيون و الصحف ووسائط التواصل وهي الأهم لتوعية الناس بحقوقها واهمية الحرية والكرامة واحترام الرأي الاخر. وقد راينا ان أربعة بلدان عربية دخلت حروب أهلية بسبب محاولتها التخلص من الدكتاتورية ولم تستطع ان تصل الى الاستقرار لحد الان .وعلى الجانب الاخر لنا مثال مهم في دول الخليج فهذه الامارات لا توجد فيها مؤسسات ديمقراطية او حتى انتخابات ولكن بسبب الرفاهية التي تعيشها استطاعت ان توجد نظاما سياسيا واداريا واجتماعيا مستقرا يضمن للمواطن رفاهيته مقابل التنازل عن حقوقه الديمقراطية ان صحت التسمية والمواطن الخليجي يعيش حياة افضل بكثير من حياة المواطن الغربي من ناحية الرفاهية والسعادة والكرامة لان الانسان يحتاج الى الديمقراطية لتحقيق السعادة والرفاهية فاذا تحققت بطريقة اخرى على غير طريقة الغرب وهو ماحصل انتهى دور الديمقراطية الغربية بشكلها التقليدي وحضر شكل اخر من العلاقات الاجتماعية والسياسية.