العراق وطن الجميع ,شعار طالما تغنى به السياسيون الذين يديرون شؤون البلد حاليا وطالما سمعناه ايام الحملات الانتخابية المتعددة التي مر بها العراق منذ التغيير ولحد الان ,ولكن أي وطن واي مواطن نتكلم عنه الان ونحن نرى ونلمس ان الحراب تتوغل باصابة الجسد العراقي الغض بنصلها الحاد القاسي والذي ادمى وبشكل رهيب جسم البلد وجعله خائر القوى منهك الحركة لايقوى على مقاومة ابسط الجراح وهو المعروف عنه القوة والصلابة وشدة البأس .
ان هذا الشعار وغيره مما جاد به سياسيي القرن الحادي والعشرين على العراق هو ةعبارة عن برقع يتستر به رافعوه ليوهموا الناس بانهم حريصين عليهم اكثر من غيرهم ولكن ملايعرفه هؤلاء الزائفون ان الحقيقة لابد لها ان تنكشف ولابد للزيف ان يظهر ولابد لعقوبة الله تعالى والتاريخ والشعب ان تنفذ وتكون مستحقة ولاتغفل احد من الظلمة والمنافقين .
لقد دفع العراق اكبر ضريبة من اجل الخلاص والحرية وعانى ماعانى طيلة الفترات السابقة املا من ان ينال حريته ويحيى كغيره من الدول والامم التي يعيش معها في الحياة الانسانية ولكن ما الذي جناه مقابل هذه التضحيات ؟
لقد جنى كل آلام الحياة وتعبها ولم يلتفت احد من ابناءه لما يعاني اللهم الابعض المصلحين العارفين بخفايا الامور وحاولوا جاهدين ايقاف الاذى وتوجيه الناس للبناء والعمل ولكن غلبت روح الانانية والتآمر وضرب القيم الدينية والاخلاق وروح المجتمع على ذلك الامر الذي كان المواطن هو الضحية ,واليوم وفي ظل كل التزاحم السياسي والخلافات الحادة بين عباقرة الحكم نرى ان مكان المواطن غير موجود على الخريطة السياسية بل استخدم المواطن سلما للصعود عليه ونيل المكاسب والمغانم والسيطرة على عجلة قيادة المجتمع ومهما كان نوع القيادة ,اننا نلمس من هذا كله ان الوطن والمواطن وضعا في آخر ترتيب اولويات سياسيي اليوم وان الغلبة هي للتطرف والتعصب والطائفية والعرقية المقيتة وللمصالح الفئوية وبعد ذلك للتبعية لدول الجوار والتي لها جميعا روح الثأر من العراق نتيجة تصرف قادته السابقين تجاه هذه الدول .
انا اسال هنا هل للمواطن العراقي البسيط حصة في كل مايحدث ام ان عليه دفع الثمن فقط ؟؟
الاجابة تبدو واضحة جدا حيث ان المواطن العراقي هو العلامة المميزة في كل هذا وهو العباءة التي يرتديها الجميع لنيل الحوافز وهو المظلوم الذي عليه دفع الثمن ايام الرخاء والاستقرار هذا الثمن الغالي يدفعه حين يطالب بابسط حقوقه من المواطنه فالخدمات لايحصل عليها وعليه العيش في اصعب صور الحياة ليرضي القادة وهم لهم النعيم والترف وعليه النوم الطويل وعدم المطالبة بحقوقه لانه يعصى الله تعالى ويخالف الاية القرأنية التي تقول (واطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم )حسب التفسير الحنبلي الذي يرجعها لرئيس الدولة ,واذا اراد المواطن الحركة والعصيان يستصدرون له فتاوى تمنعه من ذلك باعتبار ان الدولة قاسمها المشترك الحكم الديني ,ثم اين الله تبارك وتعالى من كل هذا وذاك الم يعرف من امتهن الدين والسياسة بان الله رقيب عادل وانه يجب مخافته في امور الناس وان عقابه ليس له راد ولا وسيط وان ظلم البشر لايقبل به وباي شكل من الاشكال ,واين الموعظة الدينية التي يطلقها ويؤكد عليها رجال الدين الافاضل والتي توصي بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات .
انا ارى ان الوضع الحالي فيما لو استمر على حاله هذه فان عقوبة الله آتية لامحال وان الآية القرأنية الشريفة واقعة(بسم الله الرحمن الرحيم اذا اردنا ان نهلك قرية اامرنا مترفهيا ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )
الى كل المخلصين الشرفاء من ابناء العراق اعملوا جادين واعين لاستخلاص حقوق الشعب واجعلوا الله نصب اعينكم فهو الملاذ الحصين لكم وهو الموجه الذي لايخطىء واعلموا ان اغاثة ملهوف وايتاء مسكين واقامة الحق لهو اغنى واحسن من الدنيا وملذاتاها واقرب الى الله من عمل آخر .