23 ديسمبر، 2024 12:11 ص

المواطن أساس التغيير

المواطن أساس التغيير

المجتمع المدني على مستوى مؤسساته ونشطاءه الآن امام تحدي كبير وامتحان صعب في اثبات الوجود والبقاء والمقاومة في منطقة الصراع مع العتاد من المفسدين وفاقدي الأهلية في التصدي للمسؤولية لا سيما ان ذلك تزامن مع حالة الاحباط واليأس لدى المواطن من امكانية اصلاح ما أفسده الساسة أو امكانية التخلص منهم مع معرفتنا بالدور المحوري للانسان في التغيير والاصلاح، والذي مازلنا مستمرين في فقدانه. فالكثير قرر تعطيل وايقاف كل مجساته في التحسس لما حوله وهذا ما أراح الساسة وأتعب المصلحين وتعقد علينا المشهد لكثرة تفاصيله وأبرزها وأهمها حاليا صدورقانون العفو والمقدرة على تحديث وتعديل قانون الانتخابات والذي أجمعنا كلنا على أهميته في انه الحل والعصا السحرية التي تبدد ما جاء به الساسة السحرة، لذا نحن بحاجة الى موسى (ع) وعصاه التي افتقدنا تاثيرهما متمثلة بالمواطنة ودور المواطن في حاضرنا. ولعل الشعور بالمواطنة يحبب لنا الوطن ويخلص النوايا في تناول همومه ومصيره حيث قال مولى الموحدين (عمرت البلدان بحب الاوطان)، فكيف بنا ان نعيد فاعلية عصانا السحرية الى سابق عهدها مؤمنة برسالتها وقادرة على اعمار الوطن واصلاح ما فسد منه، وهنا يأتي دور المجتمع المدني في البحث عن نقاط قوته ومضاعفتها وعن نقاط ضعفه وتداركها من أجل مواجهة ترسيخ منهجية مدعومة بالمال وبيع الذمم وبرجالات وقدوات تحصنوا خلفنا بالمذهبية والحزبية والفئوية لفرض اراداتهم فوق المُسن من القوانين وتكييف ما يُسن لاحقا ليتعشق مع مصالحهم ويفتح لهم ثغرات التسلط والبقاء. 
لا تنصب جهودنا في تحفيز دور المواطن والذي سيصبح في وقت ما ناخبا، فحسب وانما المساعدة في وضع الدلالات التي تشعر المواطن بصحيح ما يسلك، لانه ما فائدة ان توصل المواطن بضرورة التفاعل مع الانتخابات وهو يسير بدراية او بدونها نحو طلاب المناصب على أمل الحصول على منفعة آنية مؤقتة في زمن التزاحم على السلطة. فيجب ان نهذب سلوكية المواطن في التعامل مع مفردات تحدد مصير الوطن وترسم مستقبله. حيث ما نلمسه من دور الناخب في تبني منهجية التعصب للفئوية والحزبية والعشائرية كأساس في الاختيار دون الاعتماد على المهنية والعلمية والكفاءة والتجربة والنزاهة. ان احراز دور المواطن واعادته مؤمنا بقدرته على احداث التغيير وانه محور مهم في تحديد وجهة المسير نكون قد كسبنا قوة متنامية فاعلة ذكية متحدية، تارة ترهب ساستها وتجبرهم على الرجوع اليها لتحسس مدى قبولها ورفضها لاي مفردة تسهم في بناء البلد وتجبرهم على تصحيح بعض القوانين التي صُبت في قوالب اعدت مسبقا كما هو الحال في قانون الانتخابات، وتارة اخرى تشاركهم وتساعدهم في رسم السياسات وترسيخ دعائم النجاح. ضعف دور المواطن وتعاظم دور الساسة مما ادى الى غياب الرقيب وتفاقم الفساد الى الحد الذي حينما اختلفوا وتقاطعوا في تحقيق مصالحهم وفضح بعضهم البعض اسقطوا الطرف الضعيف ارضا دون الالتفات الى عظيم ما اقترفوه وفي ظل صمت جماهيري واعلامي مصدوم اكتفى بالاصطفاف الى احد الاطراف المتصارعة، ليتنا استثمرنا هذا المعول في تحطيم تلك الاصنام، بل لم نرتقي في ادائنا كمجتمع مدني في احراجهم او توبيخهم كون ما جاؤا به يسقط جميع ادعائاتهم ويسوقهم الى حيث يرمي التأريخ نفاياته. لذا يا قادة المجتمع المدني عليكم بالمواطن الذي سيصبح بعد ايام ناخبا احموه من مكر وحيلة ودهاء من يرغب في السلطة لتحقيق ما تفرزه انفسهم المريضة من خلال تعرية تلك الوجوه المختبئة خلف حب الوطن وخدمة ضعفاء الامة ومستضعفيها وتحقيق احلام الناخب في ممكنها ومستحيلها. لابد ان تكون لكم آليات وانشطة لحماية الناخب توازي انشطتكم في التوعية الانتخابية المتعارف عليها. لاتجعلوا اليأس يدب الى قلوبكم وانتم تمتلكون الارادة والمبادرة فالحياة قد تتعثر لكنها لا تقف والامل قد يضعف لكنه لا يموت والفرص قد تضيع لكنها لاتنتهي، سيما بعد ان سقطت الكثير من الاقنعة فوثائقكم في الادانة واضحة وذات برهان عظموا من شأنها لان شأنها عظيم في تمييز الطالح من الصالح، فنحن بحاجة الى اعادة دور الانسان في البناء وتحمل المسؤولية وهذا محور اساسي في متبنياة المجتمع المدني الذي يسهم في صناعة الانسان.