19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

المواطنون الأعداء!!

المواطنون الأعداء!!

البعض يرى أن العيب في الشعب , ويتخذ من دولة وأخرى مثالا ودليلا يستند عليه , ليؤكد بأن مواطني هذه الدولة أو تلك هم السبب فيما أصابهم , وغيرهم يقول بأعلى صوته ” أنى تكونوا يولى عليكم” , والحقيقة الغائبة أن السبب الاساسي في الكراسي التي هي ليست ملكا للشعب.
الكراسي تعود ملكيتها للطامعين بالوطن وما فيه وعليه , والعديد من دول المنطقة منقوصة السيادة والأخرى مستباحة بالكامل , والقليل منها إستطاعت إمتلاك نسبة ما من تقرير مصيرها وإدارة ثرواتها.
الشعب سليل قدرات حضارية ألمعية , وفيه طاقات ذكاء عالية , يبرهنها أبناؤه في مجتمعات الدنيا المتنوعة , خصوصا في الدول المتقدمة.
فالعلة في الذين إستعبدتهم الكراسي , وهم أنواع , ينتمون لفئات وطوائف ترى أن على الناس أن تتبع شخصا ما وتضفي عليه قدسية فائقة , فهو الممثل الأصدق للدين ولرب العالمين , خصوصا عندما تسيست العمائم وتاجرت بالدين.
فالكراسي في العديد من الدول المنكوبة , تُعطى بوكالات للذين عليهم أن يؤدوا الأدوار المطلوبة منهم , فينفذون لا غير , ولا يعنيهم الشعب , فلا قيمة له ولا إحترام , فما يهمهم أنهم يؤدون دورهم ويكنزون الذهب والفضة , ويذهبون من حيث أتوا , بعد أن أصبحوا من أصحاب الملايين والمتاجرين بالدين والوطن والناس أجمعين.
البعض يصفهم بالغباء , وحقيقتهم أنهم خونة بلا ذمة ولا ضمير , ويدنسون الشيطان الرجيم.
هؤلاء يتم إصطفاؤهم بعناية ودراسة شاملة , لتكون شخصياتهم وما عندهم من نوازع مطمورة على توافق مع المطلوب إثباته وتحقيقه رغما على أنف الشعب.
فهم أعداء الشعب وأنفسهم , ولا يمكن لأحد منهم أن يعبّر عن يقظة ضمير ويصرخ بإسم الشعب , لا بإسم الكرسي , وإذعانا لعمامة ذات سطوة وتضليل وتدمير.
ومَن يأتي بهم هي القوى المُستعمرة لتلك الدولة , والمهيمنة على مقدراتها , والمستحوذة على ثرواتها , فنهب الشعوب يتحقق بأعوان السرّاق والطامعين من أبناء البلاد الذين تم تأهيلهم نفسيا وسلوكيا , وتمويت ضمائرهم , لينجزوا مهمات الإستلاب والتنكيل.
فهل يعقل في بلدٍ متخوم بالثراء , لا يجد التلاميذ رحلة في مدرسة ذات بناية تشير إلى قيمة الإنسان , وإحترام البشر ورعاية المستقبل؟!!