23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

يبدو ان الموازنة الاتحادية لهذا العام في طريقها الى عدم الإقرار وذلك لان الكتل البرلمانية وكأنها كتل كونكريتية (صبات)  اعتادت ومع نهاية كل عام حيث موعد المناقشة السنوية للموازنة الى الشد والجذب(نقطة واحدة تحت الجيم وليس ثلاث نقاط طبعاً والمصدر منها الجاذبية للعلم فقط ) والدخول بمزيدات  واجتماعات (روح وتعال-) ليس منها أي فائدة الا تعطيل قوت الشعب محاولين ان يثبتوا للمواطن انهم  مدافعون عن الحقوق وإنهم وطنيون ناهيك عن الاتفاق وعلى مدار الأعوام الأربعة  على موضوع المخصصات المالية والحمايات والتقاعد والخدمة الجهادية لهم(السياسيين الأعضاء وغير الأعضاء) فهذه الكتل انقسمت بين منسحب لان حصته قليلة ويريد المزيد وأخر مسافر للحصول على الدعم المالي لحملته الانتخابية وثالث ذاهب للعمرة بمناسبة فصل الربيع  مستغلا اعتدال الأجواء هناك طبعا الأجواء الطبيعية وليست السياسية، اما السيدات البرلمانيات الفاضلات (ام العباءة وام الربطة ام السفردح) فأنهن يقضين أعياد الربيع(ليس الربيع العربي بل الربيع الكوني)  مع الأسرة مستغلين هذه الفرصة من اجل تصفية الحسابات المالية لهن الوارد الكلي خلال أربعة أعوام منقوص منه الصرفيات يعطي صافي الربح مضاف اليه الخمط ( وهو مصطلح عراقي يعني المال الذي تربحه دون تعب) وهكذا تضيع الأيام المعدودة من عمر البرلمان الموقر الذي لم يجلب الينا الا المزيد من التعطيل للقوانين والأنظمة التي تكون بتماس مع حياة المواطن الفقير الذي صوته(ليس الصوت الانتخابي طبعاً) غير مسموع  الا ايام الانتخابات يصبح ذو أهمية وترى رجال الدين على المنابر ينادون بين مستصرخ يغيث الله جل في علاه  وبكل ما أوتي من قوة مناديا صوتكم أمانه لا تعطوه الا لمن يستحق(واعتقد لا يوجد احد يستحق لذا لا نعطيه لأحد) ورجل دين اخر معتليا المنبر  وأمامه من الميكرفونات ما لا تحصى ولا تعد وكأنه بمؤتمر صحفي وقد تفوق ما يوضع أمام الرئيس الأمريكي  او ناطق باسم رئيس دولة سوف تدخل في حرب عالمية وبصوت يكاد يكون اقرب للهدوء يقول يجب على السياسيين إقرار الموازنة وإلا سوف تكون النتائج غير محمودة العقبى (أي سوف يدعو عليهم الله بان لا يفوزوا في الانتخابات القادمة) لقد ابتلى هذا الشعب بكل هولاء(اسم إشارة للعاقل وغير العاقل) وهو دائما مسلوب الحق لا يجد من يغيثه او يستمع إليه فالمواطن البسيط  اينما جلس تراه يرنوا بعين الى الوطن الجريح والأخرى الى المستقبل الذي لايجد منه مفراً الا التشبث بالأيام التي ما عادت  تأتي الا بالدمار والخراب والمزيد من القتل حتى بات الفرح من الأمور التي كاد ينساها لو لا بعض الذكريات التي آبت الا ان تقف بشموخ في ذاكرته متحديتا كل شيء.