ما اجمل الوظيفة حين يجتمع بها الشهادة العلمية وعادات وتقاليد الاباء والاجداد..وان افضل موظف مهما يكون عنوانه الوظيفي في عصرنا هذا هو من يحمل الانسانية قبل كل شيء وكما يقول المثل فان سيد القوم خادمهم.. وما اجملها من كلمات حينما يكون القائد في المجتمع يعرف كل صغيرة وكبيرة عن عمله الوظيفي وارتباطه مع الناس وما اكبر القائد الذي يجلس بين قومه في مجالسهم وهو يستمع للصغير والكبير ولاتعنيه المسميات بشيء سوى انها القاب موجودة في الواقع سواء كانت لشخصيات عشائرية اجتماعية او عناوين وظيفية…
اليوم اكتب لكم في مقالتي المتواضعة هذه عن شخصية المهندس زيدان خلف خضر الدليمي مدير عام الشركة العامة لتوزيع كهرباء الشمال والمشرف العام على قطاع الكهرباء في المنطقه الشمالية والتي تشمل محافظة نينوى ومحافظة صلاح الدين ومحافظة كركوك .. ابن مضايف ودواوين نينوى والغربية. اصوله العشائرية من مدينة الفداء والشهداء الفلوجة العصماء. والده احد وجهاء القوم نشأ وترعرع في محافظة نينوى وبالتحديد في المنطقة الغربية منها ولديه المام كامل في الشؤون العشائرية وقد تعلم الاستاذ زيدان من شخصية والده الكثير اهمها ان سيد القوم خادمهم وان الكبير بأخلاقه وصفاته لا بمسمياته والتعاريف الاخرى في العناوين.. وهكذا نجد ان الاستاذ زيدان قام بتطبيق مفهومية المسؤولية كأمانة وترجمها الى واقع الحال وبدأ بها بنفسه قبل غيره فتجد ساعات العمل في دائرته التابعة لوزارة الكهرباء من خلال استلامه مسؤولية مدير عام كهرباء المنطقة الشمالية متواصلة منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة بعد العصر. وبدون كلل وملل يبذل كل مجهوده من اجل خدمة اهله في محافظة نينوى وصلاح الدين وكركوك وغايته ارضاء الله قبل كل شيء وارضاء ضميره ووضع خدمة العراق نصب عينيه اولا واخرا..
التقيت به اليوم في مدينة الموصل عند حضورنا مجلس عزاء الحروش الجربا ومعي الشيخ اشرف الملا منصور والاخ الشيخ هاني غانم العطاالله وحضر معنا الاخ الشيخ براق الكعود فوجدت فيه شخصية المدير العام القوية ادارياً والانسان البسيط المتواضع بين موظفي دائرته.. ووجدت لديه المام بشؤون العشيرة بكل ما تحمله روحه الطيبة من اخلاق عالية ورفعة وسمو يزهو منه عادات المضايف والدلال والقهوة المهيلة بعطر عشائرنا الاصيلة…
نعم ان نقاوة الانسان بأخلاقه وتعامله مع الناس وان مقياس الرجال في تسامحهم مع الناس وعدم التمييز بين انسان وآخر على اساس طبقي او فارق اجتماعي..
نعم انه شخصية اجتماعية تخرج من دواوين محافظة نينوى وحصل على شهادته الأكاديمية من مدارسها وكلياتها وانتقل للعمل في خدمة اهله في محافظة نينوى والمحافظات الاخرى ضمن قطاع خدمي مهم جدا هو قطاع توفير خدمة الطاقة الكهربائية وكان منصفاً ومطالبا دوما بحصة هذه المحافظات ورغم ان القرارات تكون مركزية الا ان الاستاذ المهندس زيدان يبذل كل ما في جهده من اجل الحصول على اكبر حصة لهذه المحافظات ويقف على مستوى واحد مع جميع ابناءها فكان الابن البار بخدمته للجميع.. وقد شاهدت طلبات الناس منه في كل الاوقات بحصولهم الموافقة على ايصال الطاقة الكهربائية لأبعد نقطة اوقرية تابعة للمديرية العامة لتوزيع كهرباء الشمال…
وكان قلمه المميز وحبره الاخضر يكتب كلمة((( موافق… لأجراء اللازم))…
نعم ان من تعلم وتربى على شيء صحيح لا يمكنه ان يفعل دوماً الا الصحيح…. وان عمل الخير لا يأتي من فراغ وان خدمة القوم هي دروس يتعلمها العظماء في مضايف اهلهم…. وهكذا انت ايها المهندس القدير المتواضع بأخلاقك الطيبة اثبت من خلال عملك ان الكرسي الوظيفي مهما كان عنوان من يجلس عليه انما وجوده لخدمة ابناء الشعب بكل اطيافهم ومعتقداتهم وليس من أجل التعالي على الناس… فكن كما انت وابقى على عهدنا بك واعلم ان المال والسلطة والجاه لا يستطيعان جلب محبة الناس اليك… ولكن عملك واخلاقك وزرعك الطيب هو من وضع محبتك في قلوبهم…. وفقكم الله لخدمة البلاد والعباد..
((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ))
صدق الله العظيم