23 ديسمبر، 2024 12:38 م

المهرجانات الفنية الفاسدة ؟!

المهرجانات الفنية الفاسدة ؟!

قبل أن أخوض في غمار النقد القاسي للعنوان أعلاه , أرجو أن لايفهم القارىء الكريم أني ضد الفن وأهله لكوني أحد أفراد هذا المجتمع الفني الراقي بأنسانيته في كل العالم
 وايضا لكوني فنان شامل ومعبدي وكعبتي هي المسرح أولا وقبل كل شىء ,  والبقية خيول أمتطيها حين يحتاجون لفارس في التمثيل والكتابة والتدريب على المبارزة والخيول . وأحمد الله على شهرتي في السويد التي نافست ممثلي ومشاهير السويد والعالم بالأعلان وانا أول ممثل عراقي وعربي يخوض هكذا تجربة عالمية لمن لا يعرفني .*
تقام بين الحين والحين مهرجانات فنية , ظاهرها الدعوة لخلق فن متطور في المسرح والسينما والتلفزيون سواء بدعم من الدولة أو من مؤسسات أجتماعية وشركات تجارية وأقل ما تتسم به هذه المهرجانات بأصحاب المواهب لكن أكثرها يقام على الرشوة والفساد بين أدارة المهرجان ومن يدعون أليه من أنصاف الفنانين وطالبي الشهرة , فالعلاقات الشخصية القائمة على المجاملة والمنافع المتبادلة لاعلى أحترام وقدسية الفن والأرتقاء بذوق الجمهور, فأستجداء وتوسل بفنان كبير بعدة وسائل تصل الى الرشوة هذا مايسعى أليه منظموا المهرجانات ليغطوا على فشلهم وجهلهم لكون أغلب المهرجانات مرتبطة بنظام دكتاتوري عسكري فاسد أو ملكي رجعي او ديني مغلق وكاره للفن ليجمل وجهه القبيح ,لأن بأستطاعة هذا النجم الوسيم تغطية ثغرات وفشل المهرجان بسرق الأضواء عن المشاركين الفاشلين , سيما وأن جمهورنا للأسف تعود المجىء للمهرجان لاللتمتع بالقيم الفنية للعرض المسرحي أو السينمائي بقدر مايشاهد نجمه المحبوب وألتقاط صورة معه والا مايعني دولة ترسل نفس الفرقة والممثلين طيلة ست مهرجانات متتالية بحيث يواجههم مسؤول المهرجان بوقاحة : الا يوجد غيركم ممثلين ببلدكم وكان العراق أحد تلك الدول الذي لايزال يعتمد على الفرقة القومية للتمثيل دون الفرق الأهلية التي تضم مخرجين وممثلين أكاديمين يفوقون أداء الفرقة لأنهم يعملون بهواية وحب لاكونهم موظفين فقط  .
مهرجانات المسرح بعد الثمانينيات تحديدا … شهدت عروض بائسة جدا سواء في القيمة الفنية بالأخراج او النص المعد من كتاب عالمين لأن المخرج الفاشل يلجأ دائما الى اسم عالمي ليغطي جهله وضعفه الفني وثقافته الضحلة ليتعاون مع كاتب مسرحي ليعلو من شأنه في عالم الكتابة المسرحية وهنا أقف أحتراما للراحل المخرج العظيم  أبراهيم جلال الذي ساهم بخلق الكاتب عادل كاظم , وغالبا في هذه المهرجانات لايعرف الممثل  في المشهد المسرحي , كيف يسير على المسرح يمينا أو يسارا شمالا أو جنوبا ولايعرف كيف  يتسلق مدرج أو يستخدم يديه واصابعه وجسده بالكامل ذلك لأنه لايوجد في معاهدنا وكلياتنا درس لأستخدام الجسد والسيطرة عليه كونه مادة أنسانية ناطقة فهو لايعرف كيف يجمل الحركة بالحياة لينقلها الى خشبة المسرح بجمالية أكثر وأعظم  , أما المبارزة بالسيف فهي تبعث على السخرية والهزء والضحك لأن الممثل العربي لايعرف استخدام السيف والقتال به لأنه لم يتدرب عليه بشكل علمي بل بشكل فوضوي غير مدروس أطلاقا عكس الممثل المسرحي العالمي الذي يكون تدريب المبارزة جزء من دراسته. فاذا كان ممثلنا جاهل حتى بصوته النشاز وعدم معرفة تامة باللغة العربية ومخارج الحروف خاصة بدول شمال أفريقيا العربية فكيف نصنع مسرحا عربيا على الصراخ وحده . ان عروض مهلهلة وساذجة وفارغة من قيمة أخراجية وفكرية هو مانشاهده في عروض مسرحنا الذي لايحترم من قبل مسارح العالم بدليل لاوجود لمسرحية عربية ذات ثقل فكري وفني عرضت في أي دولة متقدمة بلغة أهلها ولابلغة أرضها , والا مايعني  أن هناك مسرحية لكاتب موهوب بالخارج عرضت في أكثر من دولة أوربية وباللغة العربية و منعت في أكثر من دول عربية لأنها تحارب الظلم والقمع للأنسان الفقير وتحارب الأحزاب والنظم الديكتاتورية وتدعو للحرية واسمها أحدب بغداد منعت من العرض بالعراق لجرئتها  بأسم -حمال بغداد -التي حاول أخراجها بشجاعة الفنان صبحي الخزعلي  رغم أجازتها من لجنة مختصة وبلاشك منصفة  وهو شىء يوسف له من قبل وزارة الثقافة العراقية التي تنشد التجديد والتطور في زمن أختفت فيه النظم الدكتاتورية  ببلداننا العربية ؟!.
مهرجانات السينما : أتسمت هذه المهرجانات بالطيبة والحماس للقائمين عليها الا أن أغلبها اساء للسينما العراقية , فقد شاركت في كل الهرجانات التي تقام بأوربا , أفلام غاية في القدم ومنها من مضى عليها 25 عاما تعرضت فيها أنذاك لنقد عادل كما أن هناك أفلام تعرض غاية في البؤس الأخراجي أن قلنا عليها أخراج ظلما وعدوانا لأن مخرجيها لايحسنون العمل وليس لديهم خبرة في المونتاج السينمائي وممثلين ضعفاء في الأداء السينمي الذي يختلف عن الأداء المسرحي بكثير , ناهيك عن فقر الأجهزة المستخدمة كالأضاءة والصوت  ونوع الكاميرا والعدسات وحساسية الصورة الفلمية  والديكور والأزياء والمكياج وغيرهم , و السيناريو الضعيف وفكرته  والحقيقة المرة الشجاعة التي قيلت على لسان المخرج والممثل السينمائي العراقي –  جمال أمين – في مهرجان لندن للسينما العراقية : لاتوجد لدينا صناعة سينما عراقية بل محاولة أنتاج فلم عراقي منذ أكثر من 100 عام  , وكذلك الأفلام العربية التي غالبا ماتسوق للمهرجانات عبر المجاملة والعلاقة  وتلاقي الفشل لعرضها خارج المهرجان  وهذا مايحدث مع فشل مهرجانين فقيرين للأفلام في السويد لسؤوء التنظيم ذاته وفي دول أوربية أخر, ورغم أن  مهرجانات القاهرة بأمكانياته الكبيرة التي تحاول الحذو لتقليد هوليوود وهو شىء جميل بلا شك أن كان يقوم على الخبرة والثقافة الفنية  ومن المخجل  أن يدعو المهرجان من لاعلاقة لهم بالمسرح والسينما أطلاقا , أن اداري المهرجانات الفنية العرب من ضعاف النفوس هم أصل البلاء ومن يساهم عن جهل وبلا وعي فني في أجهاض أي محاولة للأبداع الشبابي الأكاديمي أن تجد لها مكان في الفضاء الفني وهي عملية ضد الحضارة والتطور الأجتماعي معاوسوف نظل لمائة عام أخرى ونحن ليس لدينا لامسرح عربي ولاصناعة سينمائية حقيقية , بل مقلدين لما يقدمه الغرب لنا من أبداع لنسىء أليه بتقليدنا المنحرف فنيا , فقد أثبتت بعض الدول الأسيوية والأفريقية أنها أكثر من العرب أبداعا في المسرح والسينما والتلفزيون بفعل أصالتها وثقافتها وتراثها الثري وصدق فنانيها .
أن بناء الفني المسرحي والسينمي والتلفزيوني لايقوم على علاقة مع دولة أو مؤسسة وربما يقوم تحت خيمتها ولكن بقيادة رجال فن موهوبين وخبراء بجنب ثقافتهم العالية , ولا علاقة صداقة وكأس مع مسؤولي تلك المهرجانات الفاسدة , فالتأريخ الفني لايرحم وسيأتي أخرون ليبحثوا في ملفات الفنانين في كل الميادين وحينها سيسحقوا التافه بشتيمة قاسية ويحرقوا ملفاته ويهتفوا بأسم الفنان الأصيل ويحيون ذكراه , لأنه خلق فن حضاري .

للمزيد من الأطلاع أكتب مايلي في اليوتيوب: *
Qomviqkarim –