من المعلوم ان للظلم والعدوان والبؤس والجور ستكون نهايته على يد ذلك المصلح العالمي الذي وعد الله تعالى له بالنصر المؤزر على جميع قوى الكفر والظلام والظلال وهذا الوعد ألهي ومتحقق حتماً كما قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) الانبياء ، ولا يوجد أصلح وافضل من الامام المعصوم الذي يحقق ذلك الوعد لكن المصيبة هي في الأمة الاسلامية والتي تعرف هذا العنوان(المهدي) لكنها في غفلة عنه وكأنها لا تريد تحقيق تلك الطلعة البهية بعد ان تجاوز عدد المسلمين المليار مسلم والروايات التي تقول ان أنصار المنتظر كما في الرواية : عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام ): (قال أبو عبدالله (عليه السلام ): لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف…) (غيبة النعماني320)
اذا ًكيف سيحقق الأمن والأمان ويقضي على الجور والطغيان في دولته العادلة ؟؟ اتّفق المسلمون على ظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم، والجور، ونشر أعلام العدل وإعلاء كلمة الحق، وإظهار الدين كلّه ولو كره المشركون،
فهو بإذن الله ينجي العالم من ذلّ العبودية لغير الله، ويلغي الأخلاق والعادات الذميمة، ويبطل القوانين الكافرة التي سنّتها الأهواء، ويقطع أواصر التعصّبات القومية والعنصرية، ويمحو أسباب العداء والبغضاء التي صارت سبباً لاختلاف الأُمّة وافتراق الكلمة،
وتشهد الأمّة بعد ظهوره(عليه السلام) عصراً ذهبياً لا يبقى فيه على الأرض بيت إلاّ ودخلته كلمة الإسلام، ولا تبقى قرية إلاّ وينادى فيها بشهادة «لا إله ألاّ الله» بكرة وعشيا.
واعلموا ايها الاخوة إنّ الهدف العام لتحرك الإمام المهدي(عليه السلام) في فترة الغيبة الكبرى، هو رعاية مسيرة الأمة الإسلامية وتأهيلها لظهوره والقيام بالمهمة الكبرى المتمثلة بإنهاء الظلم والجور وإقامة الدولة الإلهية العادلة في كل أرجاء الأرض وتأسيس المجتمع التوحيدي الخالص.