23 ديسمبر، 2024 4:32 م

المنهج القيادي الانساني في رعاية الخريجين

المنهج القيادي الانساني في رعاية الخريجين

من الأمور التي اهتم بها الدكتور المهنس عبد الكاظم الياسري عند توليه رئاسة هيئة التعليم التقني , ولم يجد أحدا حلولا ناجعة لها من قبل, ما يتعلق بإيجاد فرص عمل لخريجي الكليات والمعاهد التقنية , فسنويا يتخرج الآلاف من أبنائنا الطلبة , ولكن قليلا منهم يتعين ( خريجو التخصصات الطبية والصحية ) أما الآخرون فمعظمهم ينظموا إلى صفوف العاطلين عن العمل , ولغرض تفعيل هذا الجانب فقد بادر رئيس الهيئة بزيارة معالي وزير الكهرباء ( وكان احد العاملين في تشكيلات الهيئة سابقا ) واتفق معه على تعيين الثلاثة الأوائل على أقسام الكهرباء والأقسام المناظرة لعمل الوزارة للعمل في المشاريع القائمة والجديدة للكهرباء, وقد تم بالفعل تعيين الأوائل منهم وعندما تتوافر الدرجات الوظيفية بعد المصادقة على موازنة 2014 سيتم شمول الآخرين وسيكون ذلك سياقا سنويا لاستثمار طاقات الشباب .
 وبنجاح هذا الأسلوب دعا إخوانه العمداء في المحافظات التي تتواجد فيها الشركات الأجنبية ومنها شركات النفط لتسويق الخريجين للعمل فيها من خلال توقيع مذكرات تفاهم بهذا الخصوص , وقد اثبت هذا الأسلوب نجاحه من خلال سريان العديد من هذه المذكرات, ولم تنفك محاولاته وبذل جهوده لإيجاد فرص عمل للخريجين حيث التقى العديد من المسؤولين للغرض نفسه كما وقع عقودا مع بعض المنظمات الدولية لتقديم الدعم اللازم لبلوغ الهدف المنشود , وفي المؤتمر الثالث للعمداء الذي انعقد نهاية سنة 2013 طرح فكرة نقل التدريب الصيفي لطلبة المعاهد من الصف الثاني الى الصف الاول لكي يتخرج الطالب مبكرا ويتاح له الوقت لايجاد فرصة عمل وانتهى هذا المقترح بتصويت المؤتمرين عليه بالايجاب وقد تم تطبيقه بالفعل ابتداءا من العام الدراسي الحالي.
 والمنهج الجديد الذي تم ولوجه لخلق فرص عمل حقيقية للخريجين هو رعايته لفكرة الحاضنات التكنولوجية التي تقوم على أساس احتضان الطلبة والخريجين لتشجيعهم على إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المنتجة , وتكون الحاضنة هي المنتج أو المساعد لإنتاج الأفكار والراعية معنويا وماديا لأي مشروع بالتنسيق مع الوزارات والمنظمات الداعمة لتوفير متطلبات التشغيل من التمويل والتسويق وتصحيح الانحرافات وتقديم المشورة وغيرها بحيث يبقى الخريج على علاقة أو اتصال مع الحاضنة وينفصل عنها بعد نجاح مشروعه لكي يعتمد هو على مايحققه فيما بعد من نجاحات , وبتاريخ 11/ 3 / 2014 تم الشروع بالحاضنة التكنولوجية للتخصصات الهندسية في حين سيشهد الأسبوع الحالي ولادة حاضنات تكنولوجية في التخصصات ( الإدارية , الفنون , الزراعية ) وبذلك حققت الهيئة السبق على جميع الجامعات العراقية في الولادة الصحيحة لهذه الحاضنات .
إن الاهتمام بتشغيل الخريجين وإيجاد فرص عمل لهم لانتشالهم من مخاطر البطالة وعدم إبقاء أفكارهم متجهة نحو التعيين الحكومي أو الضياع , يشير إلى إن ضمير الياسري يعيش مع هموم وتطلعات الجميع ومنهم أبنائه الطلبة فهو يرفض فكرة أن يكونوا داخلين وخارجين ويمرون على الكليات والمعاهد التقنية مرور الكرام , وهذه الأفكار لم تكن وليدة تسلمه المسؤولية في هيئة التعليم التقني , وإنما كان سباقا في إطلاق وتطبيق فكرتها وتقدم على بقية تشكيلات الهيئة بخصوصها منذ كان عميدا لمعهد النجف التقني , حيث أسس مؤتمرا للخريجين ومن فقراته المهمة متابعة أحوال الخريجين في أسواق العمل ومحاولة إيجاد الفرص التي تتناسب مع الاختصاص في القطاع الحكومي أو الخاص ونشر الأفكار والمقترحات التي يمكن أن تحولهم من عاطلين إلى قوة العمل .
 وبذلك تسجل إضافة جديدة للدكتور المهندس عبد الكاظم الياسري في سنته الأولى في معالجة واحدة من اكبر المستعصيات التي تواجه الخريج وهي إيجاد فرص عمل للشباب , وصحيح إن هذه الخطوة ستساهم في تحسين سمعة التعليم التقني وزيادة الإقبال عليه , لكن هذه الخطوة لا تندرج ضمن تبويب الواجبات الموصوفة لرئيس الهيئة ( أو الجامعة ) وإنما تندرج ضمن الواجبات الشرعية والإنسانية والمهنية , بمعنى انه أضاف واجبا ثقيلا عليه رغم انه غير ملزم بهذه الإضافة إلا من باب التسويغ الأخلاقي الذي يحرص على الاضطلاع به بمهارة القائد الإنسان والانسان القائد .