يكثر الحديث عن التاريخ.. دروس وعبر.. فهل يوظف لصناعة المستقبل؟؟
نعم يمكن أن يكون كذلك حينما نفهم الواقع من خلال التاريخ ونحلل المستقبل من خلال المعرفة بالاولوليات المناسبة لقياس القدرات على هذه الصناعة.
ربما هناك من يتمسك بدورة الحضارة التي تعتمد منهج الغزو واستفحال القوة.. هكذا كانت دورة حياة ممالك المدن في الحضارات العراقية القديمة. ثم المصريه فالاغريق وصولا إلى روما الإمبراطورية الكبرى… ثم الحضارة الإسلامية بدولها المعروفة.
لكن..
الحضارة الرأسمالية بمختلف أشكال دولها تبدو اليوم امام استحقاق إعادة تدوير القدرات من أجل ديمومة السلطة الاممية من خلال إدارة المعرفة الإنتاجية التي تدر الأرباح في مؤسسات رصينة تمثل الموارد الاعظم لسلطان الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية او دول الاتحاد الأوروبي وصولا إلى التنين الصيني والعملاق الناهض في النمور الاسيوية لعل الهند أبرزها.
كل هذه الدول تفهم التاريخ منذ العصور الحجرية حتى غزو الفضاء.. ولكن لم تتوقف عجلة ابتكار وإدارة المعرفة عند مناقشات غير مجدية في ترسيخ قيمة الإنتاج المعرفي يوميا لصناعة المستقبل.
هكذا انتهت حروب العصور الوسطى ثم تأقلمت الكنيسة مع دوران عجلة الاقتصاد البرجوازي للدول القومية التي حولت عصر الإنتاج بالبخار إلى مستعمرات تنهب ثرواتها.. ومازال عصر الإنتاج بالذكاء الاصطناعي يفتح أبواب العقل الرأسمالي باليات وأساليب متجددة في استغلال ثروات الأمم.
مقارنة كل ذلك بالفجوة التي تتجدد في الخطاب الاجتماعي العربي والإسلامي من عصر صدر الإسلام حتى اليوم لم التمس اي حالة اتفاق جمعي لتجاوز الاختلاف نحو صناعة المستقبل. بل يمكن القول ان الاستذكار التاريخي لاحداث مر عليها ١٤٠٠ عاما بلا نتيجة غير التوظيف المضاد لصناعة المعرفة وإدارة المستقبل.
اذا وظفت نظرية المؤامرة.. يبدو من الممكن الانطلاق من حيثيات كتاب أعمدة الحكمة السبعة بقلم لورانس العرب ضابط الاستخبارات البريطاني الاشهر وصولا إلى السفير البريطاني الحالي في بغداد لتحليل نماذج من آثار التدخل والتأثير الأجنبي.!!
السؤال.. هل ثمة ادراك لما لا يمكن ادراكه في تجاوز خلافات تاريخية من دون الوقوع تحت ضغوط التأثير الإقليمي والدولي في عالم الذكاء الاصطناعي الذي يتقدم بسرعة فيما تنعكس الخلافات التاريخية علينا بالسير نحو الخلف وليس الأمام؟؟
تساؤلات متعددة.. تبدأ بأهمية وجود مرجعيات دينية من جميع المذاهب الإسلامية لبحث تلك الحلول الفضلى.. ولا تنته عند نخب سياسية منتمبة لتراب الوطن قد تتفق او تختلف مع الحكومات لكنها لن تخون الوطن!!
أيضا دراسات أكاديمية تناقش اليات تحويل المنهج التاريخي إلى وسائل لصناعة المستقبل.
يضاف إلى ذلك ظهور برجوازية وطنية مخلصة لإنتاج المعرفة خارج نطاق سلطة الحكومة.. لان الابتكار الإبداعي من دون انتظار السيولة المالية من الحكومة.. تجعل القيادات السياسية والمجتمعية امام استحقاق اللحاق بهذه الخطوات الابتكارية لصناعة المستقبل.
هذا غيض من فيض.. والنقاش مفتوح للجميع..
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!