18 ديسمبر، 2024 9:58 م

المنهجَ الرسالي في إحياء ذكرى النبي.

المنهجَ الرسالي في إحياء ذكرى النبي.

وُلد الهدى فالكائنات ضياء … وفمُ الزمان تبسّم وثناءُ

نعم ولادةُ محمد ولادة ُالهدى لسحق الضلال، ولادة النور لمحو الظلام، ولادة العدل ليسحق الظلم، ولادة العلم ليمزّق عتمة الجهل، ولادة الخير ليزيل الشر.

ولادةُ محمد لينقذ البشرية من الظلمات الى النور، ولد رحمة للعالمين، ورسالة إنسانية للناس أجمعين، ولد محمد فأحيا الإنسانية قبل الدين، وحرَّره من الرقِّ والعبودية والاستبداد. لقد جسَّد صاحب الخلق العظيم أسمى معاني المثل والقيم الأخلاقية الإنسانية.

في ذكرى ولادته العطرة ينبغي على الأمة أنْ تُحييها وفق المنهج الرسالي التربوي الفعال المثمر (ولكم في رسول الله أسوة حسنة)، من خلال استحضار وتجسيد القيم والمبادئ السامية التي بُعث وضحى من أجلها محمد. الأمة اليوم بأمسّ الحاجة الى العودة الى معين محمد الذي لا ينضب لترتشف منه رحيق الهدى ومكارم الأخلاق التي بُعث ليتممها.

لنجعل من ولادة النبي –صلى الله عليه وآله- الذي أرسله الله -سبحانه- بالهدى ولادة الهدى والاستقامة والصلاح والتحرّر من كل ضلال ونفاق وفساد.

لنجعل من ولادة محمد السلام ولادة السلم والسلام والأمان ونبذ العنف والإرهاب بكل ألوانه وأشكاله.

لنجعل من ولادة النبي –صلى الله عليه وآله- الذي قال فيه الباري -تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ولادةُ الرحمة والألفة والوئام التي ذُبحَت بسكّين التطرّف والتكفير والطائفية.

لنجعل من ولادة محمد الذي قال فيه -تعالى (وانَّك لعلى خلق عظيم) ولادة الأخلاق والقيم الفاضلة التي سُحقت بتيارات الانحراف والشذوذ والشعوذة.

لنجعل من ولادة نبي الحوار والاعتدال والوسطية ولادة: ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.

لنجعل من ولادة نبي الحرية ولادة حرية الرأي والفكر والمعتقد. ولادة: (لكم دينكم ولي دينِ) وولادة: (لا إكراه في الدين).

لنجعل من ولادة نبي الأخوة والمؤاخاة، ولادة: (الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).

لنجعل من ولادة نبي الوحدة ولادة الوحدة والتلاحم حول الثوابت والمشتركات التي تجمعنا، فمحمد يجمعنا يوحدنا لأنه للإنسانية جمعاء. لنجعل من ولادة الصادق الأمين ولادة الصدق والأمانة.

وبكلمة موجزة، لنجعل من ولادة محمد ولادة الخير والقضاء على الشرور.

إنَّها دعوةُ السماء والفكر والعقل والأخلاق والإنسانية والحضارة أطلقها وجسَّدها مُجدَّدًا المحققُ الصرخي في خطابه الذي جاء فيه:

((ولنكتب الشعر وننشد ونهتف ونرسم وننقش …..للنبي الكريم وحبه وعشقه الإلهي الأبدي…لنستنكر العنف والإرهاب وكل ضلال وانحراف ولنوقف ونمنع وندفع وننهي الإرهاب الأكبر المتمثل بالفساد المالي والإداري والفكري والأخلاقي وكل فساد….. لنستنكر كل تطرف تكفيري وكل منهج صهيوني عنصري وكل احتلال ضّال ظلامي….. بالالتزام بالأخلاق الإلهية الرسالية وتوحيد القلوب والأفكار ومواصلة الإخوان مع عفوٍ ومسامحةٍ بصدقٍ وإخلاصٍ ….. نعم للوحدة الحقيقية الصادقة الفاعلة…)).

هكذا ينبغي أن نفهم ونعيش ونحيي ونترجم ولادة نبينا الأقدس -صلى الله عليه وآله وسلم- وهكذا ينبغي أن نحتفل بذكراه الوضاءة.