22 ديسمبر، 2024 9:27 م

المنقبة الاولى سقط ثلث العراق ماذا يسقط بالمنقبة الثانية.؟

المنقبة الاولى سقط ثلث العراق ماذا يسقط بالمنقبة الثانية.؟

لا شك إن جميع العراقيين يعلمون بورقة الإصلاحات؛ الذي قدمها السيد العبادي في الايام الأولى لانطلاق المظاهرات، وتحذير المرجعية للساسة وأصحاب القرار، قد تمت المصادقة عليها بغالبية أعضاء مجلس النواب العراقي، وهذه الورقة شملت الغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء؛ وإمتدت قليلاً إلى بعض مفاصل الدولة الغير مهمة، والتي لا تشكل وأحد بالمئة من الترهل الكبير في مؤسسات الدولة.
هذه الجولة الأولى لمحاربة الفساد والترهل في مؤسسات الدولة، وحدها لا تكفي ولا يمكن للشارع العراقي أن يقتنع بتغيير طفيف؛ أو محاربة خجولة لا ترتقي إلى مستوى طموح الشارع العراقي الغاضب، الذي يريد أن يقتلع المفسدين والفاسدين والخائنين ومحاكمتهم بصورة علنيه، لكي يعلم الجميع إن الشعوب هي مصدر السلطات، وتذوب أمام إرادتها جميع العناوين والمسميات، وتسقط في ثوراتها أحزاب وعروش وتنحني لها قامات وملوك.
مررنا بعدة حكومات إنتقالية بعد سقوط البعث من 2003- 2006، حتى بدأت أول إنتخابات عراقية لاختيار أعضاء مجلس النواب؛ الذي ينبثق منهم الرئاسات الثلاثة والكابينة الوزارية التي تقود البلد، حيث بنيت الحكومة على إتفاقات وترضية للأطراف المعارضة، من أجل دفع عجلة الحكومة وترسيخ القانون وتطبيق الدستور، والحفاظ على مكتسبات الشعب الذي دفع ضريبة قاسية، سنين من الحصار والحروب والإرهاب، من أجل أن يتنفس الحرية والأمان والعيش الكريم.
يبدو إن المتعطشين للسلطة والتسلط إستغلوا مشاعر الجمهور؛ المدافع عن العملية السياسية الفتية في العراق، التي أنهكت قواه الدكتاتورية، وركبوا موجة التدين وحماة المذهب وشغلوا هذه المساحة الواسعة، التي كنا نطمح أن نمارس شعائرها بحرية وسلام بدون ملاحقة أو تضيق، ونهرول خلف كل من رفع شعارها بدون قرائه أوراقه السابقة، ومعرفة مشاريعه التي جاء من أجلها بشكل واقعي، وهذه الطامة الكبرى التي بقينا نرزح تحتها ما يقارب العقد.
مناقب لا تعد ولا تحصى رسموا صورتها وزينوها بريشة فنان؛ تتغازل مع واقعنا الذي بعده ينظر لصاحب السلطة معصوماً، ويفتقر إلى أبجدياتها ويعشق المتهور بالخطاب والمتكلم بلغة الحرب، ويعد كل منجزات الشعب والقوى الأخرى له؛ كمنقبة توقيع الإعدام الذي بت به القضاء بموجب القانون العراقي، وعدت هذه منقبة وسلاح يحتمي بها بيد أنصاره، ونرجو أن لا تعد ورقة الاصلاحات التي رسمتها المرجعية والشعب، منقبة بيد السيد العبادي” فالمنقبة الأولى سقطت ثلث مساحة العراق”؛ فماذا يسقط في المنقبة الثانية.؟