19 ديسمبر، 2024 2:07 ص

المنعطف السوري الخطير

المنعطف السوري الخطير

يوما بعد يوم تتجه الاوضاع في سوريا نحس المزيد و المزيد من التأزم بحيث تکاد أن تشبه قنبلة أو برکان ينفجر في أية لحظة، والاشکال الکبير الذي يمکن مطالعته بسهولة في المأزق السوري العويص هو تورط أغلب دول المنطقة و دول کبرى بحيث أصبحت الساحة السورية بمثابة ساحة صراع و تنافس لتصفية الحسابات و بسط النفوذ و أمور أخرى من هذا القبيل على حساب الشعب السوري أولا و شعوب المنطقة ثانيا.
صحيح أن هناك العديد من الدول المتورطة في المأزق السوري، لکن التورط الايراني في الاوضاع في سوريا ومنذ عام 2011، وعلى الرغم من اسلوب السرية و الکتمان الذي قد أحيط بهذا التورط، فإنه أکبر و أخطر تورط بل و يکاد أن يکون التورط الاهم من حيث دوره السلبي في تعقيد و تأزيم الاوضاع في سوريا خصوصا بعد الخسائر المادية و الروحية الجسيمة التي لحقت و تلحق بإيران لهذا السبب.
التدخل الايراني في سوريا الذي جاء من أجل الحيلولة دون سقوط نظام بشار الاسد و ماقد يٶثر ذلك سلبا على أوضاع حزب الله في لبنان، تطور و توسع کثيرا الى الحد الذي صارت طهران هي الآمرة الناهية في سوريا وهي التي تمتلك زمام الامور و إصدار القرارات في الحالات الطارئة، لکن تطور و توسع التدخل الايراني في سوريا قد أصبح في النتيجة مشکلة کبيرة لإيران من مختلف النواحي، وصار هذا التدخل”التورط”، عبئا على کاهل طهران و باتت آثاره و تداعياته تظهر على الاوضاع في إيران و بصورة واضحة.
إرتفاع أعداد القتلى الايرانيين و المرتزقة الافغان و العراقيين و اليمنيين الذين يجندهم الحرس الثوري الايراني، و الى جانب إرتفاع حجم الخسائر المادية هناك، يعکس في حقيقة الامر تصاعد روح الرفض و المقاومة و الصمود و دفاع الشعب السوري ضد التدخل الايراني و مواجهته بکل السبل و الطرق المتاحة، بل وان ماقد ذکرته العديد من المصادر المطلعة عن حالة من الانزعاج و القلق في طهران لإزدياد الخسائر الايرانية و التقدم المستمر لقوات الثورة السورية، هي في واقع الامر إثبات عملي من أرض الواقع على هذه الحقيقة حيث تکاد أن تصبح الاراضي السورية فيتناما بحد ذاتها لطهران، وهو مادفع بطهران للإستنجاد بالدب الروسي لکي تتفادى هزيمة منکرة کانت قاب قوسين أو أدنى منها.
المطلوب برأينا، هو أن تعمل دول المنطقة و العالم على تقديم المزيد من الدعم و التإييد للشعب السوري في مواجهته ضد النظام و حليفه في طهران وان يتم العل و التنسيق حتى من أجل مواقف عربية و دولية حازمة للوقوف بوجه کابوس التدخلات الايرانية و لجمها و وضع حد لها من خلال السعي لتبني خارطة عمل تسعى لحل المشکلة من بداية تعقيدها أي منذ التدخل الايراني الذي جرجر الکثير من الاقدام لهذا المستنقع، ولکن قطعا فإن التدخل الايراني لم يکن إکراما لسواد عيون الشعب السوري أو لما تسميه کذبا بجبهة المقاومة، وانما هو اساسا في سبيل الحيلولة دون التمهيد لسقوط النظام في طهران، حيث إن سقوط النظام السوري يعني التمهيد لتلاشي حزب الله و تضعضع الاوضاع في طهران، وهذا هو مربط الفرس و سر تمسك طهران بنظام يقتل شعبه على مرأى و مسمع من العالم کله.

أحدث المقالات

أحدث المقالات