15 يوليو، 2025 10:18 ص

المنظمات الدولية وفقدان المصداقية

المنظمات الدولية وفقدان المصداقية

من الواضح والتي كشفتها الأحداث منذ تاسيس المنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة ، ان المشاكل التي تعاني منها تعددت بتعدد الميادين التي عاهدت فيها المجتمع الدولي منذ تشكلها وعند إنشاء هذه المنظمة والمؤسسات التابعة لها عجزت على تحقيقها من إحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترام القانون الدولي و أي تقدم إقتصادي و إجتماعي خلال إنشاء البنك الدولي في مساعدة الدول النامية من خلال المساعدات المالية و تواجه تحديات وسقطت في تحقيق أهدافها، خاصة في ظل التوترات السياسية والعسكرية والاخيرة وليس آخرها ‘الحرب الروسية الاوكرانيا وحرب غزة وإدانة الاعتداء على ايران ‘والاقتصادية العالمية وأن عجز المنظمات الدولية، وتحديداً الأمم المتحدة، ليس بالشيئ الجديد، وأن محطات الانهيار والخروج عن الخدمة تراكمت على مدى عقود، إلا أن الحرب الإسرائيلية التي شنت على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 شكّلت، محطة مفصلية على طريق تثبيت عجزها وقلة حيلتها وعدم قدرتها عند حدوث التوترات والاحداث، مما تشكل هذه التحديات فقدان المصداقية بها، يتطلب تعزيز دورها ومصداقيتها والالتزام بمبادئ القانون الدولي، والعمل على تحقيق التوازن بين مصالح الدول المختلفة والتدخلات السياسية، وتعزيز قدرتها على فرض قراراتها ،و حتى و إن كانت البعض من المنظمات تابعة للأمم المتحدة نسبيا الى أنها تخضع للولايات المتحدة الأمريكية بفعل مساهمتها المالية التي أثرت و بشكل كبير على سياسة المنظمات الاخرى الدولي . و عليه فإن الثابت ، والذي لا يخفى منذ نهاية الحرب الباردة تكاثرت بؤر التوتر في مناطق مختلفة من العالم ، و لعل أبرزها تفاقما تلك الازمات التي نشبت في إفريقيا التي تواجه العديد من المشاكل والتحديات التي تعيق تقدمها وتنميتها في الصراعات والحروب الأهلية، والفقر والجوع، وتفشي الأمراض ، والتصحر وتغير المناخ، وضعف البنية التحتية، والاعتماد على المساعدات الخارجية، وعدم الاستقرار السياسي والفساد، وكذلك أوروبا التي تعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي في هذه الايام نتيجة السياسات التي تحاول الولايات المتحدة فرض الضرائب عليهم و العالم العربي في تداخل وتتفاقم عوامل داخلية وإقليمية ودولية مؤثرة عليها كذلك ، و آسيا اليوم ترى ان الازمات اشدتد ومنها ازمة غزة وعدم الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار وحل المشاكل الانسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في هذه البقعة وكذلك الخلافات بين النهد وباكستان مما يعني ان هذه المنظمة قد فقدت مصدداقيتها وتدور في دوار الضياع وفقدان المسؤولية بسبب ازدواجية المعاييروكشفت العورات التي كانت تغطيها شعارات هذه المنظمة سابقا في هذه الايام الحالكة بظلام الحروب ، و قد تمثلت نسب تلك الازمات في تحميل الشعوب التي هي تواقة للحرية الكثير الكثير من الازمات والتاخر، و من ثم جاءت و فشلت دعوات الاصلاح و تطوير في هذه المنظمة و تواجه تحديات في تنسيق الاستجابات العالمية حيث تنهشها انياب القوى الكبرى المتسلطة على تنفيذ قوانينها مما لا تساهم في حفظ السلم و الامن الدوليين و تحقيق التنمية المنشودة للجميع بل اصبحت جزء من المشاكل التي تحدث في العالم وخذ مثلا ما قامة اسرائيل في التجاوز على كل القوانين بدعم من الولايات المتحدة في اعتدائها على الجمهورية الاسلامية الايرانية بدعم مباح من الولايات المتحدة في ضرب المفاعل النووية والمعروفة بعلميتها وتعمل وفق القوانين الدولية التي تسمح بها وبأشرف المنظمة الدولية للطاقة الذرية بوجود مفتشيها الدائمين في تلك المنشاءات ، فقد عجزة من اصدار حتى بيان رسمي يدين هذا الاعتداء الخاشم والمخالف لكل القوانين الدولية واصبحت المنطقة على شفى حفرة من النار، وقد ذكرت صحيفة لوفيغارو بالمخاوف التي عبر عنها الدبلوماسي المخضرم ووزير الخارجية الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان، عندما دان بشدة الضربات الأميركية ‘غير القانونية’ على إيران ودعا إلى إطلاق آلية دبلوماسية لتجنب ‘الدخول في هذه المنطقة الخطرة التي تصبح فيها القوة هي المبدأ الوحيد للعلاقات الدولية’ ويرى البعض ومنهم أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس جان فينسان هوليندر أن تجاوز الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي لهذه المؤسسة دليل واضح على تفككها، مهما كان ‘القلق حول مشروعا بشأن امتلاك إيران أسلحة نووية..ان التحكّم، وفق المدرسة السياسية الأميركية، لا يتحقق إلا من خلال إغراق الأمم المتحدة بالفساد ومنع أي هامش للاستقلالية، وهذا ما حصل، من فضيحة ‘النفط مقابل الغذاء’ إلى الفضائح الأكبر في معالجة الأمم المتحدة الرعناء لمأساة البوسنة وعجزها في رواندا وعدم اتخاذها أي إجراء بشأن دارفور والعراق وليبيا والسودان ( فقط اصدار البيانات) الغير ملزمة وغيرها من المآسي التي حلت بعدد من دول العالم وشعوبها. كما تبنت مؤسسات الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة إلى حد بعيد الخطاب واللغة والبرامج التي تتناسب وأهداف الولايات المتحدة الأميركية و الرهان عليها لا تولد إلا السراب، وأن متابعة القوة في العالم وفي المنطقة هي الشرط الأساسي لاستعادة الحقوق وإرساء العدالة وحماية المظلومين.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات