فشل “ثلاثي” الأبعاد: جنيف “السوري” و”الإيراني” والسلام الفلسطيني- الإسرائيلي..؟!
فجأة تتبدل معاني الكلمات والأمل بحلول سحرية لأزمات الشرق الأوسط. من تفاؤل مفرط أصابنا بالتخمة. إلى يأس محبط أصابنا بالوهن.
القوات الأميركية المرابطة في المنطقة ترفع حالة التأهب القصوى تحسباً لهجمات تتوقعها. أعقبها قيام العاهل السعودي الذي لم يمنعه المرض من لقاء قائد الجيوش الأميركية، ولو كانا يناقشان عقود التسليح لأناب “الملك” ولي عهده وزير دفاعه للقاء نظيره الأميركي، لكونها تخص “البنتاغون” والقرار- الصفقة سياسي وليس ميداني. طائرة سعودية قادمة من إيران تتعرض لهبوط إضطراري في إحدى مطارات المملكة بسبب خلل فني. إستبدال الحلول المدنية والسلمية بعسكرية أمنية ترافقها حشود مليشياتية بقيادة “فيلق القدس” الإيراني لمهاجمة “الأنبار” بحجة القضاء على “داعش” التي إعترف وزير عدل المالكي إنهم حرروها هي وشقيقتها “جبهة النصرة” من السجون لتضخيم دورها واستدراج التدخل الأميركي لدعم المالكي في القضاء على خصومه السياسيين وضمان ولاية “ثالثة” تحت عنوان “المالكي صمام أمان العراق” مضمونه إخصاء المالكي مدعوماً أميركياً وإيرانياً لرجالات العراق وإستنابتهم في وظائفهم بالنساء. دعم ذو حدين: ليس كل من دعمته واشنطن زادت شعبيته في الأوساط الجماهيرية والسياسية، فمن الحب ما قتل، فلم تغادر للآن مسامعنا تصريحات المستر كيري وزير الخارجية الأميركية الداعمة حتى وقتٍ قريب للرئيس المصري المعزول مرسي، المتدين الذي ينتمي لحزب إسلامي ورئيس شرعي ومنتخب وهي نفس المواصفات التي تنطبق على المالكي. الدعم الأميركي للإسلاميين تحديداً- بمذهبيهم- هو لحرقهم وإذابة جليد سلطتهم الهشة وليس إبقاؤهم فيها. تهديد إيران باستئناف تخصيبها اليورانيوم بالتزامن مع تخصيبها الطائفية في حال فرض الكونغرس حزمة عقوبات جديدة والإجهاز على إتفاقية تجميد أنشطتها النووية الموقعة في جنيف نوفمبر 2013. تفجيرات إنتحارية مزدوجة في “روسيا” صاحبة أكبر جهاز أمن وجغرافيا في العالم وموسكو تتهم “الرياض” بالتمويل وتهدد بضربها- وفق نشرة أوروبية-. الدعوات المفتوحة لجميع المتورطين والمهتمين بالصراع السوري تضيق إلى حدودها الدنيا- حسب الرغبة الأميركية الروسية- على نقيض رغبة طهران والرياض وأنقرة. واحتمالية الإعتذار عن تأجيل مؤتمر “جنيف2” إلى إشعارٍ آخر أو إختزاله بالتقاط الصور والإنتصاب أمام الكاميرات وطي الألسُن والتمنع عن التصريحات. والإكتفاء بالصفراء من الإبتسامات لحين إقرار موعداً جديداً لجنيف 3 و4 و5، والجوار الإسرائيلي هو الذي يحدد تاريخ عقده وفاعليته من فشله، واكتفاءه بتفتت جاره المزعج المتعب سورية الذي تعب وأتعب وعليه أن يستريح من مهمته ودوره الإقليمي بسبب إنشغاله بإعمار البشر والحجر والشجر لعقود. فشل جهود التوقيع على إتفاقية سلام جديد- حسب المقاسات الأوبامية- بين الفلسطينيين والإسرائيليين سعى اللوبي اليهودي النافذ في الولايات المتحدة في إفشاله، واستئناف نتنياهو بقرارٍ فوري لبناء المستوطنات التي جمدت مؤقتاً لضمان نجاح المفاوضات والإتفاقية. ونختم- نقلاً عن المصادر- بوضع خلايا نائمة وفاعلة لمساتها الأخيرة على مخطط تفجير أهداف حيوية في “الأُردن” و”مصر” و”تركيا” على يد مافيات وأحزاب وقبائل وتيارات دينية معادية ومعارضة لأنظمة الحكم فيها، قام بتمويلها “نوري المالكي” وبقرار إيراني، وكالعادة ستتبنى تنظيمات “القاعدة” وأخواتها- داعش والنصرة- ببيان رسمي تلك العمليات الإرهابية، بعد أن ضاعف المالكي أسعار التبني من (150 ألف $) إلى (ربع مليون) وأحياناً يتجاوزها في حال كان الهدف والتفجير “مزدوج”. مقابل توسيع جبهة القضاء على الإرهاب ومظافرة جهود الدول المستهدفة منه ووضع يدها بيد المالكي وتأييد حملته التي ستقضم تاريخ إجراء الإنتخابات العامة فيتم تأجيلها دراماتيكياً ويتم إبقاءه كسيحاً لولاية ثالثة أو لمدة عامين- تصريف أعمال- بحجة تفعيل المصالحة وإعادة الإعمار.