18 ديسمبر، 2024 9:45 م

المنطقة بحاجة للتأقلم مع التوجهات الدولية ضد طهران

المنطقة بحاجة للتأقلم مع التوجهات الدولية ضد طهران

منذ إنتهاء عهد الرئيس الامريکي السابق، باراك أوباما، الذي مهدت سياساته أجواءا إيجابية لإيران على صعيدي تدخلاتها في المنطقة و الاستمرار في برامج صواريخها البالستية، تتسارع الاحداث و التطورات المرتبطة بالاوضاع في المنطقة بخطى غير إعتيادية و تشهد الکثير من المتغيرات و عمليات إعادة الحسابات، خصوصا بعد أن صار واضحا بأن الرئيس الامريکي دونالد ترامب ليس يرفض نهج سلفه وانما يسعى و بإصرار لإتباع نهج معاکس له تماما.
بلدان المنطقة التي لم تتخذ لحد الان خطوات عملية مٶثرة على الارض ضد الاطماع و التدخلات الايرانية المتزايدة، وکانت تتذرع دائما بأن السياسة الامريکية غير واضحة أو إنها تميل الى إيران أکثر و تغض النظر عن تدخلاتها في المنطقة و تماديها في الکثير من الامور، لکن السياسة الامريکية تجاه إيران ازاء إيران ولاسيما بعد إعلان استراتيجية الرئيس ترامب والتي وضعت قضية التصدي للتدخلات الايرانية في المنطقة أحد منطلقاتها الاساسية، فإن الکرة قد صارت في ملعب دول المنطقة.
الوصف الذي قدمه مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) يوم الخميس 19 أکتوبر2017، في كلمة أدلى بها في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات من إن النظام الايراني مركز التهديدات في الشرق الأوسط وقال ان واشنطن تريد من خلال الضغط على قوات الحرس وقوة القدس أن تتصدى لأعمال النظام الايراني المخربة، مضيفا بأن: أعمال النظام الايراني بعد الاتفاق النووي ليست مرضية. ويعلم الرئيس الأمريكي الآن أن النظام الايراني يشكل مركز التهديدات والمخاطر في الشرق الأوسط. كما ان تواجد النظام الايراني في العراق وسوريا يشكل جزءا من أعمال النظام الايراني المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وهذا الکلام هو بمثابة رسالة أکثر من واضحة لبلدان المنطقة بأن واشنطن قد حسمت و حزمت أمرها تجاه طهران التي لعبت و ناورت و خدعت و غدرت بالمنطقة و العالم کثيرا.
العبث الايراني لم يقتصر على الامن و الاستقرار في وضعه العادي في المنطقة، وإنما تعدتها الى العبث بالبناء الديموغرافي للمجتمعات في بلدان المنطقة و السعي لزعزعتها من أجل إيجاد ليس مواطئ أقدام وانما قواعد و مرتکزات لطهران فيها، وهذا ماکان يعني إن طهران قد تجاوزت الخطوط الحمر أکثر من اللازم و وصلت الى الحد الذي تقوم فيه بتنفيذ مخططات تمس سيادة و إستقلال بلدان المنطقة، وليس هناك من شك بأن ذلك قد وصل الى هذا الحد بسبب التجاهل و التغاضي و الصمت و الدفاع السلبي الذي مارسته دول المنطقة ازاء هذا النظام الذي لايفهم سوى لغة الصفع و الضرب على أخمص رأسه، وهنا لابد من أن نورد مثالا بسيطا ولکنه ذو قيمة و معنى إعتباري عميق جدا، إذ أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و من خلال إمکانياته المتواضعة جدا قياسا الى إمکانيات بلدان المنطقة، نجحت من خلال حرکة المقاضاة التي تقودها زعيمة زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي منذ سنة من إيصال مجزرة صيف عام 1988، التي إرتکبها النظام الايراني بحق 30 ألف سجين سياسي إيراني، الى الامم المتحدة ومن المنتظر أن يصدر مشروع قرار من جانب الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر2017، يدين النظام و يدعو لتشکيل لجنة تحقيق دولية بشأن تلك المجزرة، فهل إن بلدان المنطقة عاجزة عن إتخاذ خطوة بنفس السياق و تقوم من خلاله بتدويل جرائم هذا النظام على صعيد بلدان المنطقة؟ ذلك إن هناك أکثر من حاجة ماسة للتأقلم مع التوجهات الدولية الجديدة ضد إيران، ومن الضروري أن تکون هناك خطى عربية خالصة ضد هذا النظام للتأکيد للعالم على حقيقة ماإرتکبه من جرائم و إنتهاکات ضد بلدان المنطقة.