18 ديسمبر، 2024 10:12 م

المنطقة بحاجة الى هکذا قرار

المنطقة بحاجة الى هکذا قرار

الجدل الکبير الذي يدور في مختلف الاوساط السياسية الاقليمية و الدولية بشأن کيفية التعامل و التعاطي مع ملف النظام الايراني يصل دائما الى طرق مسدودة او مفترقات طرق لاتؤدي الى محطات نهائية واضحة و معروفة، ومع ان الجهد الدولي المبذول بشأن التحديد من شرور و مخاطر النظام الايراني کبيرة لو تمت بمقارنتها مع نظائر لها، لکن لايبدو أن النتائج المستخلصة منها تتناسب مع ذلك الجهد.
التعامل مع ملف النظام الايراني وفق القنوات السياسية و الاقتصادية و وضع سيناريوهات لما يجب او يکون في إيران، يعتبر من رؤية موضوعية و علمية و عملية بمثابة تعامل بصورة فوقية و إنتقائية مع واحد من أهم و أخطر و أکثر الملفات الاقليمية حساسية، وان المشوار الکبير الذي قطعه هذا النظام مع کل أشکال الضغوط و العقوبات السياسية و الاقتصادية و تأقلمه معها، يمکن إعتباره بمثابة نوع من الالتفاف على تلك السياسات و النجاح في إمتصاص تأثيراتها المرجوة، ذلك لأن التغيير من الخارج من دون تهيأة أرضية مناسبة و خصبة لها في الداخل، يعتبر بمثابة بناء قصور و عمارات في الهواء او کمن يصيد الهواء بشبك، ولذلك فإن ضرورة قيام المجتمع الدولي بمراجعة حساباته و المحصلات و النتائج التي حصل عليها من وراء إنتهاجه لتلك السياسات التي تعامل بها مع ملف النظام الايراني، صارت مسألة ملحة جدا و تطرح و تفرض نفسها بقوة خصوصا وان هناك بدائل موضوعية مناسبة جدا يمکنها أن تعوض عن تلك السياسات و تحل الاشکاليات و الالغاز و الاحاجي من دون لف او دوران و بکل إنسيابية، وان طرح مسألة الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للمعارضة و الشعب الايراني و کونها البديل الوحيد المناسب لهذا النظام الديني المتطرف القمعي، تأتي بمثابة أکثر المسائل قوة و حيوية و تأثيرا في المشهد السياسي الايراني و دفعه بإتجاه مخاض التغيير الحقيقي الاجدى.
السياسة الخبيثة التي إنتهجها النظام الايراني تجاه القوى المعارضة لها بصورة عامة و تجاه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و لاسيما رأس حربته و رکيزته الاساسية منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة، سياسة تمکن من خلالها و للأسف البالغ من خداع دول المنطقة و العالم على أساسها و نجح في تحجيم و تحديد و محاصرة المعارضة الايرانية و تصفيتها و القضاء عليها الواحدة تلو الاخرى او إقصائها و الحد من قوتها و تأثيرها، سياسة کتب لها النجاح مع مختلف فصائل المعارضة الايرانية ماعدا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي ظل ينتقل من موضع الى موضع نضالي آخر و من مواجهة شرسة الى أخرى أشرس منها ضد هذا النظام، حتى تمکن أخيرا من الحاق الهزائم السياسية المنکرة به على الاصعدة الدولية و فضح سياساته العدوانية المشبوهة الموجهة ضد الشعب الايراني و ضد دول و شعوب المنطقة و العالم، وان دور المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يبرز على عدة محاور أهمها:
1ـ تسليط الاضواء على قضية إنتهاك حقوق الانسان و الحط من شأن المرأة و سعيه من أجل إيصال ملف إنتهاك حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي و طرحه هناك، خصوصا وان هناك أکثر 63 إدانة دولية للنظام في مجال إنتهاك حقوق الانسان.
2ـ نجاح المجلس الوطني في کشف الحقيقة العدوانية لملف النظام النووي و تنبيهه للمجتمع الدولي کي يستيقظ من غفوته و يبادر الى إتخاذ إجراءات عملية مستعجلة قبل أن يفوت الاوان، ولايمکن للمجتمع الدولي أن ينکر أبدا الدور الکبير الذي لعبه المجلس الوطني في کشف و فضح حقيقة البرنامج النووي للنظام حتى بعد الاتفاق النووي.
3ـ تمکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من فضح حقيقة الدور المشبوه الذي لعبه و يلعبه النظام في المنطقة و کشف بالارقام تدخلاته الفظيعة في الشؤون الداخلية لمختلف دول المنطقة و کيف أنه يقوم بتصدير الارهاب الى هذه الدول تحت عناوين شتى، وان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية هو الذي فضح دور النظام المشبوه في العراق و لبنان و سوريا و دول الخليج و اليمن و مصر و غيرها.
ان التفات المجتمع الدولي الى الدور الهام و الحساس الذي قام و يقوم به المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على صعيد الملف الايراني و کونه الطرف الاکثر خبرة و دراية و تمرسا في التعامل و التصدي لملف النظام الايراني، مسألة أکثر من ضرورية بل ويکن إعتبارها ملحة جدا لکونها تمثل المفتاح الذي بإمکانه فتح البوابة الايرانية بوجه التغيير و وضع حد نهائي لهذا النظام القمعي و إنهاء شروره، وسيرى المجتمع الدولي کيف أن إعترافه بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية سيؤدي الى إحداث زلزال سياسي في إيران و سحب البساط من تحت اقدام النظام، وان مبادرة المجتمع الدولي للأخذ بسياسة جديدة تعتمد رکيزتها الاساسية على الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للمعارضة و الشعب الايراني، سيکون بداية الطريق الذي سيختصر الکثير من الجهد و الوقت.