نستعرض وإياكم ما جرى ويجري اليوم في العراق من مكر سياسي فاق كل مكر مر ويمر على عقول السذج والبسطاء والمغفلين, لكن هيهات ان يمر على الوطنيين الشرفاء والمخلصين لوطنهم وشعبهم المعطاء. ونتحدث اليوم عن مسرحية(الاعتصام) التي خططت لها دوائر الشر وتنفذها ادواتهم كلما اقتضت الحاجة لهم!. فالعملية السياسية التي اسستها ورعتها ودعمتها امريكا في العراق وحققت من خلالها ما تصبوا له وتتمناه في تواجد دائم وإضعاف مستمر لدول المنطقة بالاستعانة بعملائها من رموز دينية وسياسية وغيرها, فبعد ان ضاقت السبل بالشعب العراقي وزادت نقمته بسبب الاوضاع والمعانات المستمرة التي جاءت انعكاسا لفساد وفشل الطبقة الحاكمة وراحت الجماهير تخرج بتظاهرات واعتصامات وطنية تطالب بالتغيير الجذري والحقيقي وسرعان ما توسعت هذه التظاهرات وباتت تهدد العملاء والمفسدين وتنذر بانهيار العملية السياسية ككل وبات الخطر يهدد(المؤسسة الكهنوتية في النجف) التي عولت عليها امريكا كثيرا في تمهيد الساحة لها ومنع اي نقمة شعبية ضدها من خلال التغرير بالشعب وحثه على الخروج للانتخابات وتأسيس العملية السياسية الحالية بكل ما فيها من محاصصات حزبية وطائفية وما فيها من انتهاكات للسيادة الوطنية وباب للصراعات والتجاذبات التي اوصلت العراق للفوضى السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها!وهنا سارعت امريكا الى خيار احتواء هذه التظاهرات ومنع تحقيق مرادها فسارعت الى عدة امور نستعرضها لكم من خلال قراءتنا للأحداث.
اولا: من اجل الحفاظ على عميلها الدائم في العراق(السيستاني) ومن اجل الحفاظ على دوره المحوري واللاعب الاساسي !وخوفا عليه من تصاعد النقمة الشعبية ضده وحملة التسقيط المستمرة عليه طلبت امريكا من الابتعاد عن الانظار في هذه المرحلة وفعلا توقف (السيستاني) عن الخطبة السياسية كل جمعة وغلق بابه بوجه المسؤولين الحاليين.
ثانيا: حركت امريكا اللاعب الاحتياطي في التشكيلة(مقتدى) وطلبت منه (قمع التظاهرات) بالتظاهرات! كونه لدية تيار شعبي كبير يتحرك بالعاطفة فقط! ووجهته للتظاهر واحتواء التظاهرات ونزع فتيلها والتحكم بها وحرف مسارها! بعد ان خرجت التيارات المدنية الواعية التي نالت تعاطف متصاعد وبذلك استطاع مقتدى من التعتيم على الاصوات الوطنية المخلصة والطامحة للتغيير الحقيقي.
ثالثا:حققت امريكا الدعم اللازم للعبادي والمد الشعبي المطلوب لتمرير التغيير الوزاري(المقترح) والذي يحتاج الى ضغط شعبي تحت السيطرة كي يمر في مجلس النواب وأمريكا لا تثق باي تيار مدني عراقي وطني وتخشى ان ينتزع منها زمام القيادة ولهذا منحت مقتدى هذا الدور لانه في متناول يدها فعلا!
رابعا:اجهضت امريكا بهذا (الاعتصام) ودعمها لمقتدى اي بادرة امل في التظاهر والاعتصام الشعبي الداعي لطرد العملاء والمفسدين ومحاكمتهم واسترداد الاموال التي نهبت من العراق
وراحت لجيوب المحتل عبر هؤلاء العملاء مقابل توفير الحماية والرعاية لهم! وبذلك بددت امريكا اي( ربيع عراقي) بوجود مقتدى وتياره الاحمق!
خامسا: ابعدت امريكا الانظار والشبهات وحافظت على عميلها الاساسي(السيستاني) وخلصته من عقدت شعار(باسم الدين باكونه الحرامية) بتقديم عمامة مقتدى واستبدال هذا الشعار بشعار اخر هو (شلع قلع)! وبذلك استطاعت امريكا من احتواء النقمة ضد(العمامة) التي حققت للمشروع الامريكي مالم تحلم به!
سادسا: ونأتي للنقطة الاهم وهي نجاح امريكا في تمرير (التغيير الوزاري) الذي يعد ضربه الى ايران التي حاولت بكل قوة منع هذا التغيير كونه يهدد مشروعها ويضعف ادواتها وحققت امريكا خطوة في اقصاء وزراء محسوبين على ايران مثل (الجعفري وباقر الزبيدي وعادل عبد المهدي وآخرين) ونجحت في زج اسماء محسوبة على الغرب مثل(وعلي علاوي والشريف علي وآخرين)
وفي الختام نتعهد لكم بالتواصل لفضح ممارسات العملاء وسنقف لهم بالمرصاد ولن يهدأ لنا بال حتى طردهم وتخليص العراق منهم ومن شرهم.