لطالما تبجّح المارقة بأنهم هم حملة القرآن وأتباعه والعاملين به، وأنهم لا يحيدون عنه قيد أنملة، وأنه حجّتهم الدامغة على صحة عقائدهم، بَيْدَ أن الحقيقة والواقع خلاف ذلك تماما فمن يطلع على أدبياتهم وأفكارهم وآرائهم وعقيدتهم وسلوكياتهم، يجد المخالفة الصريحة الواضحة للقرآن الكريم ولضروريات الدين وسنة النبي الأمين واله الطاهرين وصحبه المنتجبين، والشواهد كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومنها إنكارهم للوصية ووجوب تنصيب الخليفة من قبل الله تبارك وتعالى على الرغم من وجود النص القرآني الواضح والصريح،كما كشف عن ذلك المحقق الصرخي في بحثه ” الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ” حيث قال:
((قال تعالى: {{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}}البقرة30
قال ابن كثير: {{وقد استدل القرطبي وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليفة، ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه}} .
أقول : إذًا وجوب تنصيب الخليفة، وجوب تنصيب الإمام من أين؟ الوصية بالإمام من أين؟ من الله سبحانه وتعالى، إذًا لو تصدى شخص لتنصيب الإمام، أو للإشارة إلى تنصيبه أو لتشخيصه أو للوصية به ، لو أوصى بهذا هل هذا العمل إسرائيلي؟!! هل هذا العمل سبئي؟!! يهودي؟!! ماذا تقولون للمارقة عندما يأتي الحديث عن مجرد عنوان الوصية؟ ينكرون كل ما أتى من عبارات وألفاظ ومعاني قرآنية ونبوية عن الوصية!! لماذا؟ حتى لا ينصرف الذهن إلى ما يقال عن وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام الذي سيكون بعده ، إذًا وجوب نصب الإمام قد دلّ عليه القرآن. يقول ابن كثير: وقد استدل القرطبي وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليفة، ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه )).
هذا هو ديدن المارقة والمتسترين بالدين في كل زمان ومكان فهم لا يترددون عن مخالفته وضربه عرض الحائط حينما تصطدم به أفكارهم الظلامية ومصالحهم الشخصية ومشاريعهم الخبيثة وخصوصا فيما يتعلق بالملك والخلافة والزعامة والرئاسة والمنصب والكرسي فكل ذلك عندهم “عقيم” لايخرج عن دائرتهم ودونه تستباح المقدسات وتسفك الدماء وتخرب الأوطان.