23 ديسمبر، 2024 12:42 ص

ذخائر الأمة المعرفية القديمة والمعاصرة فيها الكثير من الأقوال والأشعار والحكم والخطب وغيرها , منسوبة لأشخاض بسبب شهرتهم ودورهم البارز في الحياة , ويبدو أنها من أهم وسائل النشر في العصور السوالف.
وأحيانا تجد موضوعات منسوبة لأكثر من شخص , فيقولون قال فلان وحدثنا فلان , وهي إفتراءات وفي نشرها ما ينفع للناس.
وتواصل سلوك المنسوبية في العقود السابقات , وإختلطت أقوال بأشخاص , حتى لتجدنا أمام حالات لا يقبلها العقل , فلو حسبت كمية الأقوال وقارنتها بعمر الشخص المنسوبة إليه , لتبين أنه ربما قد عاش أكثر من ألف عام.
المهم في العرف الجمعي أن فلانا قالها , ولا يجوز التحري والتدقيق لأنه ممنوع ومن المحرمات والكبائر العظام , فعليك بتصديق ما يتوارد إليك من الأقوال.
مئات الآلاف من الأحاديث منسوبة للنبي الكريم , ولو وضعتها في جعبة الوقت , لتبين بأنها بحاجة لأكثر من مئة سنة لقولها , وخطب معقدة وطويلة منسوبة لخليفة , والعديد من الأشعار منسوبة للآخرين , بل حتى الكثير من الكتب نسبت لغير مؤلفيها من قبل النساخين لترويجها , فتجدنا أمام من ألّف عدة مئات من الكتب قبل ألف عام , بتلك الأدوات والمعاناة.
وفي زمن التواصل السريع على مختلف المستويات , صار التسويق لأية فكرة يستند على نسبتها لأحد الرموز , فيقولون قال فلان كذا وكذا , وأظن معظم الذين ستصلهم الرسالة يصدقونها ويتناقلونها حتى تترسخ في الأذهان , وهكذا دواليك.
تصلني رسائل منسوبة لرموز في مسيرة الأمة , ولا يمكن الجزم بأنها تعود لهم أو نطقوا بها , لأنها تتعارض مع ما عُرف عنهم من سلوك , غير أنها تندس في وسائل التواصل وتجري على لسان الناس وبتكرارها تتأكد وتدوم.
وعليه فالمطلوب , إعمال العقل فيما يأتينا من أقوال منسوبة للآخرين , وفيها الكثير من التغفيل والتضليل والتعطيل , لغاية في نفس ألف يعقوب ويعقوب!!
فهل لنا أن نتبصر ونمحص المكتوب والمنقول؟!!