22 ديسمبر، 2024 11:53 م

في البداية يجب التذكير بانه لاتوجد حالة مثالية ومتكاملة يمارسها الانسان مهما بلغ من درجات الوعي والثقافة والاتزان وهذا الامر من المُسَلَمات التي لاخلاف عليها بين العقلاء لذلك يؤلمني جدا ان اسمع واقرأ لبعض الاشخاص وهم يهاجمون (الشعائرالحسينية) وينعتونها بأوصاف لاتتناسب مع ادبيات الحوار وثقافة النقد البناء وكأنهم عالجوا كل الامراض التي فتكت بجسد المجتمع العراقي ولم يتبق سوى الشعائر الحسينية فانبروا لإنتقادها بهذه الطريقة القاسية .
لذلك اقول لهم مع كل الحب والاحترام يا اصدقائي : ان لغة التعميم لاتتناسب مع الانصاف فليست جميع المجالس الحسينية مزعجة ولا اغلب الخطباء جهلة ولا جميع الطقوس العاشورائية مرفوضة
ان كل شيء في الحياة نسبي وقابل للنقاش واعتقد ان تعميم السلبيات – والتي اعترف انها موجودة في كل ميادين الحياة وليست في طقوس عاشوراء فقط- يجافي المنطق ولذلك فان تصويب سهام الانتقاد بهذه الحدة لن يساهم في علاج الممارسات الخاطئة هنا وهناك بل يتسبب في إحداث فجوة اجتماعية نحن في غنى عنها سيما اننا اليوم بأمس الحاجة لبناء جسور تواصل حقيقية بين افراد المجتمع بكل انتماءاتهم .
اصدقائي : كل شعوب العالم لديها طقوس نختلف مع اغلبها ولكن ليس من حقنا مهاجمتها وتسفيهها والنظر لها بسخرية واستهزاء فهذا مناف للذوق على اقل تقدير.
اتركوا القدح بالشعائر فلستم مجبرين على الاندماج في طقوسها ولا تهاجموا- بهذه القسوة – الذين يعبرون عن حزنهم بما يشاؤون ان كنتم تؤمنون بحرية الفكر والمعتقد .
نحن بلد التنوع بكافة اشكاله ولسنا شعب اللون الواحد والقناعة الواحدة .