يقوم السيد نائب رئيس جمهورية العراق الاتحادي الدكتور اياد علاوي باتصالات ومباحثات مكثفة لتحقيق جبهة وطنية عريضة من خلال مشروعه المنتدى الوطني العراقي لإنهاء الازمة السياسية المزمنة في العراق وبناء دولة المواطنة والعدل والمساواة وتحقيق الحد الأدنى الضروري من وحدة الخطاب السياسي والاتفاق على استراتيجية واضحة المعالم ضد قوى الإرهاب ودولتهم المزعومة.
ان مبادرة الدكتور علاوي الذي ساهم بقسط كبير في المعارضة الوطنية العراقية ضد النظام الدكتاتوري وكان رئيسا للوزراء بعد سقوط النظام وهو اليوم نائب رئيس الجمهورية وزعيم حزب سياسي وكتلة برلمانية لها ثقلها تعزز الآمال عند المواطن العراقي المغلوب على امره في مستقبل افضل ومجتمع يسوده السلام وتتحكم فيه العدالة والمساواة امام القانون ومن المتوقع ان تحظى هذه المبادرة بتأييد كل القوى الوطنية الحريصة على مستقبل البلد ووضعه على المسار الصحيح ومع انه لم تتسرب اية تفاصيل لبرنامج المنتدى الوطني الا انه من المفروض بالنظر لطبيعة الازمة السياسية ان تطرح من بين بقية بنودها ما يلي:
1 إجراء مصالحة وطنية شاملة وصادقة وفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية بين مكونات الشعب العراقي انطلاقا من مفاهيم المواطنة والمساواة والعدالة وضمان حقوق الجميع وأيضا اصدار عفو عام عن كل اللذين لم يتورطوا بجرائم ضد الشعب العراقي والاستفادة من تجربة إقليم كوردستان في هذا الصدد.
2 ضرورة ضمان المشاركة الحقيقية والفعالة لكل مكونات الشعب العراقي في إدارة البلاد ومرافقه الحيوية وفي صناعة القرار المركزي دون تهميش او اقصاء او ابعاد.
3 الغاء الطائفية السياسية ومعالجة كل المساوئ والشرور الناجمة عنها بروح المواطنة والتسامح.
4 الغاء المحاصصة السياسية وبناء مؤسسات الدولة على أسس الكفاءة والنزاهة والاختصاص المهني وفسح المجال امام مشاركة فعالة للقوى الشابة النامية في المجتمع.
5 بناء الجيش على أساس الولاء للوطن أولا وأخيرا ومنع نشوء اية قوة مسلحة خارج سلطة الدولة والقيادة العامة للقوات المسلحة ومرجعية مجلس النواب ووضع حلول موضوعية لمعالجة مشكلة المليشيات المختلفة والولاءات المتعددة.
6 الالتزام بشعار مركزي وهو : كل شيء من اجل دحر الإرهاب وتركيز كل الطاقات والإمكانات المتوفرة لذلك بالتعاون مع الجهود الدولية والإقليمية الصديقة و تخصيص الموارد المالية اللازمة لتقديم معالجة فورية لأوضاع النازحين والمهجرين والمتضررين من الحرب واللذين تجاوزت اعدادهم الثلاثة ملايين.
7 تحقيق مصالحة واتفاق قابل للحياة مع حكومة إقليم كوردستان وحل المشاكل العالقة بين المركز والاقليم بروح التآخي الوطني والالتزام بالدستور الاتحادي وضمان حقوق الشعب الكوردي.
ان نجاح مبادرة الدكتور علاوي في التحليل الأخير مرهونة بمدى تجاوب الأطراف والشخصيات الوطنية معها وهو ما يتوقعه الشارع العراقي من هذه الأطراف لوضع حد نهائي للمأساة التي يعيشها منذ قرابة عقد من الزمن والتي كلفته الاف الضحايا وضياع ثروات لا تحصى وتراجع كبير في كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية وانتشار غير مسبوق للفساد وسرقة المال العام…..الخ
القوى والشخصيات الوطنية العراقية امام اختبار حقيقي لمدى مصداقيتها في خدمة الشعب العراقي الذي يحلم بالسلام والعدالة والمساواة ولقمة العيش الكريم.
– See more at: http://elaph.com/Web/opinion/2015/6/1013204.html#sthash.qRsdv9n7.dpu