مباراة “الطحير”،التي مثلت وصفاً دقيقاً على لسان احد المتابعين،لما جرى من أحداث في لقاء ليلة أمس بين المنتخب العراقي وصاحب الأرض منتخب البحرين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وآسيا.
كنت عازف عن متابعة أخبار الكرة العراقية منذ فترة ليست قصيرة،بسبب وضعي الصحي الذي لا يتحمل ضغطه و”القولون العصبي” انتكاسات مضافة لما يجري في العراق الديمقراطي.رغم أني كنت أتنفس يوماً ما “كرة القدم” ،فقد كانت معللتي في عراق البعث وصدام “ثلاثيتي” المعروفة (العتبات المقدسة ـ كرة القدم ـ الشاي) التي لا أتصور دونها كيف تكون الحياة.
بينما أتصفح مواقع التواصل،دون علم حتى بموعد مباراة منتخبنا،ظهر أمامي بث مباشر للمباراة عاد بي الحنين،فدخلت دون شعور على المباراة.
وجدت لوحة المباراة تشير إلى تقدم المنتخب البحريني بهدف في الدقيقة الثامنة من المباراة،زادني الفضول في معرفة الطريقة التي سجل بها منتخب البحرين هدفه بتلك السرعة.
انتهى الشوط الأول كأنه دهر بسبب رتابة طريقة أداء منتخبنا ابتداء من المعلق إلى نقل الكرة ألبطي إلى طريقة نقلها بذات الدائرة.أداء يشير الى تقدم الفريق العراقي رغم خسارته،وهو يحاول قتل الوقت وكسب نقاط المباراة الثلاث!.
مع صافرة الحكم بنهاية الشوط الأول،شاهدت هدف المباراة الغريب،الذي يكشف لك عن حجم الغرور الذي يعيشه “محمد حميد”،بفعل الضغط الإعلامي الكبير الذي سبق على حراس مرمى المنتخب.
لم ينتهي “الطحير” حتى انتقلنا إلى “الأستوديو” التحليلي للمباراة الزميل “هشام حسن” وضيوفه الكرام،تحدثوا عن “الثلث الأخير” وسوء الخاتمة،استغربوا كما نحن عدم تفعيل الإطراف،سيما ونحن نملك على حد زعمهم أجنحة كانت فاعلة و و و….جميع أرائهم تطابق مفاهيم كرة القدم على الورق،بيد أنها لا تصلح على أديم الملاعب،بغياب شروطها(الإعداد ـ التخطيط ـ التنفيذ).
بعد “اللتي واللتيا” خلصوا جميعاً أن دور المدرب يترجم في الثلث الأخير،وهذا ما غاب في أداء منتخبنا الوطني ما يعني أن لاعبينا يلعبون بطريقة “الاجتهاد الشخصي”.
عرفت حينها أن “كاتنيش” يلعب بطريقة ” توكلوا بالله وروح أمي تغلبون”!.
عشت دقائق الشوط الثاني طحير مضاف.أوقفه هدف الغائب “ميمي” قبل نهاية المباراة.
أقول : “حتى الماء أذا ترك مدة يصبح آسن ولا يصلح للشرب،فهل تشهد الكرة العراقية تغيير البركة الراكدة سنين”.