23 ديسمبر، 2024 11:00 ص

المنتخب الوطني والأهداف العراقية ..!

المنتخب الوطني والأهداف العراقية ..!

سرني ان اشاهد الأخ الدكتور صالح المطلك يجلس في مقاعد المشجعين للفريق العراقي بمبارياته المهمة مع المنتخب الاردني الشقيق ، ودافع المسرة ان ينقل المطلك بعضا من جماليات الانتماء للروح العراقية بينما هو ينتمي لفريق سياسي يمثل قمة الحكومة وهذا الفريق يشكو من عدم التماسك والتناسق في تحقيق الاهداف العراقية التي اصبحت موضع احتياج وتداول العراقيين جميعا ، ولااريد ان اطمس فرحتي بفوز منتخبنا الوطني بالحديث عن العقم السياسي المترشح عن الحكومة لكن تجربة معايشة الفوز سواء أكان في الانتخابات ام في المباراة الدولية هي حالة من الولادةللنجاح الذي تعذر على السياسيين تحقيقه للمواطن العراقي الذي عبر عن شحيح المطر بالفرح السياسي باطلاق مطر الرصاص في تعبير جاهلي عن فرحة وطنية يشترك الجميع في البحث عنها ،بعد ان اصبح الفرح اشبه بنكتة او سخرية بلهاء ..!
 هنيئا لنا جميعا في تأهل مبكر للاشتراك بكأس العالم ، ولكن دعونا ان نبحث عن تأهل وطني كي نتصافح بحب  دون ان نزرع الموت في راحة الآخر ، وهنا اقصد الفرقاء السياسيين الذين أمعنوا للاسف في أهمال مطاليب الأمة بهدف استلابهم الموقع او المال او النفوذ والهيمنة ، وتناسوا ان ثمة اهداف وطنية ينبغي ان يلتقي حولها السياسيون العراقيون مثلما استطاع الرياضون العراقيون ان يعيدوا بهائهم وتألقهم حين التقوا بهدف الفوز الذي يزيح عنهم غبار الحزن والمتاعب والخسائر ..! وكم يحتاج السياسي ليتعلم من الرياضي البسيط الذي يتآمر على قلبه كي يواظب على الفوز وتحقيق الفرح لابناء وطنه ثم نفسه..!
 مشجعون عراقيون دفعوا بعضا من كرامتهم وتعرضوا للأذى وهم يتفاخرون لان فريقهم قد فاز في منعطف رياضي مهم ، ودموع الفرح كانت تمطر من كل العيون العراقية في البصرة وأربيل وبغداد والكوت وكربلاء والانبار وفي عمان والقاهرة ودبي وكل مكان فيه عراقي يتابع هذا الانجاز الكروي الجميل الذي جاء بالفرحة كما يقول الشاعر كريم العراقي الذي عادت مايحرض على خسارة الآخرين وهو يوجه النداء الى اللاعب العراقي بصيحته المشهودة ؛ جيب الكاس جيبه ..!
 ايها السياسيون متى تتعلمون ان الوطن هو المعيار لنقاءكم وحليب الامهات والمبادئ ، نعم هو الوطن وليس الحزب او الطائفة او العشيرة ، فما معنى ان تكون بلا عراق وبلا نصر ؟ مامعنى الطائفة بلا وطن يحرز الأهداف والفوز والنجاح ، وتلك هي ذروة المجد والخلود ؟
هل حقا فشل العراق بأنجاب فريق من السياسيين يسعى لتحقيق الفوز للعراق مثلما حقق الفريق العراقي المآثر تلو الأخرى ..؟ وماذا عن حمورابي وأور والدنيا التي تأسست في مملكة بابل وآشور ..؟ كيف لنا نحن موطن الحضارة العباسية ومدارس الفكر والفقه ننتظر من يدلنا على مشروع او مبادرة لحل خلافات وجودنا ..؟
 هل يوجد مدرب يمكن ان يرشد الراشد لمسكنه او الطيور لأهمية السماء..؟ او الرضيع لثدي الأم ..؟ اذن كيف يهتدي السياسيون لمعرفة اهداف الوطن والناس ؟ هذه قضية ينبغي ان تحل منذ ان فاز العراق بمنتخبه الوطني في بطولة آسيا قبل خمس سنين .. ولكن لاحياة لمن تنادي بل هي الاجندات كما قال المدرب الوطني ..!
 هنيئا للوطن العراقي وشكرا لكل سياسي شارك بهذا الفرح او التصفيق ومراجعة النفس ، وشكرا للجمهور الذي عاش فرح الوجود وتأكد ان لافرح وطني الا من خلال { الطوبة } وما عدا ذلك فهو حرب وخراب .