23 ديسمبر، 2024 7:53 ص

المناضل الشيوعي العراقي ناصر عبود ( ابو خالد ) في ذمة الخلود

المناضل الشيوعي العراقي ناصر عبود ( ابو خالد ) في ذمة الخلود

انتقل الى جوار ربه يوم الاثنين 20 / 7 / 2015 صباحا المناضل الشيوعي ناصر عبود المعروف حزبيا باسم ( ابو خالد )، ويذكر ان الفقيد ابو خالد من مواليد 1927 في مدينة البصرة ومن عائلة كادحة لذلك تحسس ما تعاني منه الطبقة العاملة العراقية وتبنى مشروعها التحرري من خلال الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي وهو في ريعان الشباب في اواسط الاربعينات من القرن الماضي، وبالتالي فهو يعتبر من الحرس القديم من قيادات الحزب الشيوعي حيث عاصر قادة الحزب الاوائل الشهداء الخالدين فهد وحازم وصارم من خلال العمل الحزبي وفي السجون والمعتقلات واختير في وقت مبكر ليكون
عضوا في اللجنة المركزية .
* عمل بنشاط في التنظيم الحزبي في مدينة البصرة لا سيما الخط العمالي وقاد وساهم في الكثير من الاضرابات والاحتجاجات العمالية فيها واشاد بنشاطه كل من عمل في تنظيمات المنطقة الجنوبية في تلك الفترة .
* عرف عن الفقيد ابو خالد انه كان الساعد الايمن للشهيد الخالد سلام عادل خلال توليه قيادة الحزب في عام 1955 وقد اثار دوره في ابعاد الفقيد حميد عثمان عن القيادة جدلا واسعا ولا يزال مستمر لحد اليوم ، حيث سافر ابو خالد الى مدينة الموصل للإحضار حميد عثمان للمشاركة في اجتماع اللجنة المركزية واجراء استبدال حميد عثمان بالشهيد سلام عادل، فمنهم من يعتبر انها جرت بهدوء وبشكل طبيعي واخرون يرون انها جرت تحت تهديد السلاح ويصف ذلك بان حميد عثمان قد سلم القيادة تحت فوهة المسدس الذي يحمله ناصر عبود، قد لا يروق هذا الكلام للبعض ولكنه للأسف يقترب من
الحقيقة والتي غالبا ما تكون مرة تقترب في مرارتها من الحنظل وقد نوه الفقيد ابو خالد في سنوات عمره الاخيرة الى تلك الحقيقة .في احد اللقاءات الصحفية التي اجريت معه .
* قبل انقلاب 8 شباط الاسود 1963 كان الفقيد ابو خالد في خارج العراق لغرض الدراسة الحزبية ضمن خطة وضعتها قيادة الحزب لإبعاد ما يقارب من ثلث القيادة الى الخارج تحسبا لحالات الطوارئ وخصوصا بعد ان قلب الزعيم عبد الكريم قاسم ظهر المجن للحزب واعطى الضوء الاخضر لخصوم الحزب والمناوئين له للحد من دوره في الساحة السياسية العراقية من خلال التصفيات الجسدية والدعاية المضادة ومحاولة تشكيل حزب شيوعي اخر مناوئ للحزب الشرعي، وبذلك نجى ابو خالد من التصفية والاعتقال على يد اوباش 8 شباط الاسود .
* في خارج العراق نشط ابو خالد كبقية القادة في اعادة لملمة صفوف الحزب وتضميد الجراح وفضح الممارسات الاجرامية للحكم في العراق، وشارك في اجتماع اللجنة المركزية لقادة الحزب المتواجدين في الخارج المنعقد في اب 1964 والذي انبثق عنه ما يسمى بخط اب، وكذلك في نفس الاجتماع تم اختيار عزيز محمد سكرتيرا مؤقتا للحزب ضمن توافقات تتلائم مع وضع الحزب والقيادة على ان تجري عملية انتخاب اللجنة المركزية ومكتبها السياسي وسكرتير الحزب في اقرب اجتماع كامل للجنة المركزية او مؤتمر للحزب، ولكن عزيز محمد استغل هذا الاختيار وظروفه ليتمسك بمركز السكرتير
لما يقارب من ثلاثة عقود من خلال التعصب القومي، كونه كردي وبناء البطانات على هذا الاساس والبدء بحملة خفية وسرية لتكريد قيادة الحزب، يذكر ابو خالد في لقاء صحفي معه انه كان المعارض الوحيد لاختيار عزيز محمد لمنصب السكرتير لضعف امكاناته القيادية ، وقد اضمر عزيز لناصر عبود موقفه هذا وليصفي الحساب معه وينتقم منه لاحقا .
* بعد عودة ناصر عبود الى العراق شارك في اجتماع اللجنة المركزي للقادة والكوادر المتقدمة المتواجدة في داخل العراق الذي عقد في أواخر 1965 في بغداد / حي جميلة ( اطلق عليه تسمية اجتماع الـ 25 نسبة الى عدد المشاركين به ) والذي عقد على اثر تداعيات ومواقف منظمات الداخل المعارضة لخط اب والبلبلة الفكرية والسياسية المصاحبة لذلك، وتم الاتفاق خلاله على اجراء انتخاب لجنة مركزية على ان يحتفظ الاعضاء غير الحاضرين بمراكزهم ، ولم يحصل ناصر عبود على العدد الكافي من أصوات الناخبين واستبعد من اللجنة المركزية، ويذكر ان قادة الحزب في الخارج وعلى رأسهم
عزيز محمد كان لهم الكثير من التحفظات على هذا الاجتماع وطريقة عقده وتوصياته وانتخاباته لذلك عملوا على تهميشه والتقليل من اهميته ولكن سرا وبهدوء حفاظا على ما حققه من تهدئة وامتصاص لنقمة القاعدة الحزبية في الداخل، وقد ساعدت المشاكل والتمردات في منظمة منطقة بغداد وانشقاق القيادة المركزية 1967 بهذا الاتجاه .
* شارك الفقيد ناصر عبود في اعمال المؤتمر الوطني الثالث للحزب في عام 1976 كمندوب عن المنطقة الجنوبية وانتخب عضوا في اللجنة المركزية .
* في المؤتمر الرابع 1985 ( سيء الصيت ) ابعد ناصر عبود عن القيادة ضمن حملة التصفيات التي قادها عزيز محمد وبطانته للتخلص من خيرة القادة غير المرغوب بهم بعد ان قال قولته الشهيرة ( اجتمعنا ليلغي نصفنا النصف الآخر ) ومن خلال حسابات وضوابط مشبوهة وذاتية وتعميقا لنهج تكريد الحزب، وليلقى بهم خارج التنظيم مع حملة تشهير وطعن وتهميش وتجميد وتجويع .
* بعد تلك الموجة من الاجراءات التعسفية والتشتت والتشرذم الذي عانى منها الحزب وخصوصا بعد تعري موجة عسكرة الحزب والانصار رغم الدماء الزكية التي سالت وراح ضحيتها خيرة شباب وكوادر الحزب، وكذلك حملات الانفال المشبوهة لنظام صدام في كردستان العراق، كل ذلك دفع بمن تبقى من الحزب الى التشتت واللجوء الى دول مختلفة ولا سيما الاسكندنافية وبريطانيا والمانيا وكندا وبعضهم استقر في سوريا او أوربا الشرقية وعلى طريقة ( دبر حالك رفيق ) ، عاد عدد من القادة والكوادر ومن ضمنهم ناصر عبود الى العراق في النصف الثاني من عام 1989 وما بعده للتخلص من تبعات
الانحرافات والتجاوزات التي حصلت في قيادة الحزب، ليستقر في مدينته البصرة ( ابو الخصيب ) بين اهله وذويه وهو الرجل المريض والكبير في السن وبعد ان غدر الغادرون وتسلق المارقون الى قمة الهرم القيادي في الحزب .
المجد والخلود للمناضل الكادح ناصر عبود ( ابو خالد )
والصبر والجلد والسكينة لأهله وذويه ومحبيه