19 ديسمبر، 2024 9:32 م

المناضلة سهاد الخطيب .. شمس تشرق في ظلمات سماء العراق

المناضلة سهاد الخطيب .. شمس تشرق في ظلمات سماء العراق

السيدة سهاد الخطيب عضوة لجنة مركزية في الحزب الشيوعي العراقي.. لكنها من حصة كل العراقيين ، وتناضل من أجلهم ، خرجت من رحم الوجع والقهر والحروب ، ووطن يتداعى وينهار أمامنا جميعا ، سهاد عراقية أولا وآخرا، وخصائصها الذاتية هي العامل المؤثر الأول في دفعها الى حب الناس والنضال من أجلهم ما جعلها تقدم صورة مشرقة للمرأة العراقية ، وليس إنتمائها الحزبي ، فقد مر على العراق الكثير من الأحزاب وللأسف جميعها كانت سببا في مشاكله ومآسيه وآخرها الأحزاب الإسلامية ، وكان نادرا ما يبرز من تلك الأحزاب من هو وطني حقيقي ناضل في سبيل الوطن وليس بدوافع حزبية ، فالنشاط الحزبي بشكل عام في الحياة السياسية في كافة الدول هو نشاط متعصب يشوبه الصراعات بمختلف أشكالها مع الآخرين .. و بروز الشخصيات الوطنية يعود الى العامل السيكولوجي ، أي الخصائص الفردية الذاتية هي من يوجه الشخص ويحدد خياراته وسلوكه ويكون التنظيم الحزبي حالة طارئة على الذات قد تنسجم مع أصالتها أو تفترق عنها والمناضل الحزبي ليس بالضرورة يكتسب شرفة صفة المناضل الوطني ، مؤكد ان السيدة سهاد رغم ظروف العراق ومدينتها النجف والمخاطر التي تتهددها من ضغوطات المجتمع والقوى الظلامية ، عملها في مثل هذا الظرف والبيئة .. يدفعنا لليقين ان الدوافع الإنسانية والوطنية هي من يحركها للتحام بأوجاع العراق والتضحية من أجله مما يجعلنا نفخر بها .

سهاد الخطيب شمس تشرق في ظلمات الحياة السياسية في العراق .. والسياسي الوطني الحقيقي ليس من يثرثر على المنابر والفضائيات ويردد الجملة الجاهزة ، بل هو من ينزل الى الشارع ويقترب من الناس ويعيش همومهم ومعاناتهم ويعبر عنها مثلما تفعل السيدة سهاد ، ومن هنا إستحقت لقب مناضلة بالمعنى الوطني وليس الحزبي الضيق ، فهي تتحرك في بيئة النجف الصعبة على المرأة .. تجدها تطوف كأنها ملاك سماوي .. تارة تتظاهر من أجل مرضى السرطان ، ومتواجدة في ساحات الإحتجاجات تصرخ من أجل حلم نبيل ومقدس وهو رؤية وطنها العراق بأفضل حالا ، وتارة تربوية تمارس التعليم ، وتجدها تعمل بيدها من أجل توزيع مساعدات غذائية على الفقراء بيد كريمة وقلب حنون .. بإختصار هي إمرأة تعمل في الميدان .. وتحديها لكل المصاعب وتواجدها بين الجماهير دليل على حبها لشعبها وشعورها بما يعانيه .

هي لديها حلم .. وما أجمله من حلم .. رؤية العراق دولة مدنية تطبق فيه قوانين المواطنة والمساواة ويسوده السلام ، وكانت تحاول ان تقدم شيئا مفيدا للناس من خلال البرلمان ، لكن يُرجح ان يد التزوير سرقت أصواتها ومنحت الى مرشح آخر وخُطف مقعدها منها في الإنتخابات الأخيرة .

السيدة سهاد الخطيب ولدت عام 1967 في بيت السيد والدها أحمد صبحي الخطيب وهو ناشط قديم ضمن صفوف الحزب الشيوعي، وتعمل في مجال التعليم ، ولديها العديد من نشاطات المجتمع المدني ، ومهما إختلفنا مع توجهاتها السياسية في تحالف حزبها مع سائرون الطائفي الظلامي المرتبط بإيران وخيانة الحزب الشيوعي لمباديء العلمانية وقيم المدنية بهذا التحالف ، وكذلك علاقة التبعية الذيلية للحزب الشيوعي مع الكورد ضد مصالح العراق، وتمنياتنا لو كانت مستقلة بعد فشل كافة التجارب الحزبية في العراق ، لكننا لن نختلف معها على حبها للعراق ونشاطها المتواصل من أجله ، هي بنت العراق ، ومشاعرها العراقية أكبر من الإنتماء الحزبي .. انها حصتنا ننتمي إليها وتنتمي هي الى أبناء شعبها .. هي فخرنا نزهو بها في ان يكون لدينا في العراق نساء رائعات يعملن بروح وطنية نبيلة من أجل الشعب والمستقبل ، وأعتذر من السيدة سهاد لممارستي حق الإختلاف في نقد الحزب الشيوعي .

نريد السيدة سهاد نجمة وقمر وشمس كي تضيء حياتنا السياسية .. نريدها بعقلها المتنور وروحها الإنسانية المعطاءة ، نريدها وجها عراقيا مشرقا نبيلا ، فهي بنت هذا البلد وحصته بعيدا عن أي إنتماء آخر.. نتمنى رؤيتها في منصب حكومي أو عضوة في البرلمان مستقبلا رغم كل سلبيات البرلمان والحكومات ، لكن وجود شخصية وطنية مثلها مؤكد سيقلل الضرر .
تنويه : لم يسبق لي التشرف بمعرفة السيدة سهاد الخطيب بشكل مباشر .. وإطلعتُ منذ إسبوع فقط على نشاطاتها من خلال وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ، وددت بهذه المقالة توجيه التحية لها بوصفها إمرأة عاملة في خدمة شعبنا ، وأن ظهر الأمر غريبا إهتمام كاتب ليبرالي بناشطة شيوعية ، فإن الموضوعية وحس العدالة هي من جعلنا نفرز ما بين الإنساني والوطني والحزبي لدى السيدة الخطيب ونعرب عن تقديرنا لها رغم الإختلاف السياسي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات