15 نوفمبر، 2024 9:43 م
Search
Close this search box.

المناصب والمواكب

المناصب والمواكب

-1-
في العراق الجديد اتسعت مظاهر البذخ والترف الى حدّ بعيد ، وتجاوزت الحدود المعقولة والمقبولة ، بحيث أثارت سخط المواطنين وتبرمهم ، واستياءهم ،
انه الاستنكار المزدوج – اذا صحّ التعبير – :
استنكار للنزعة النرجسية التي يتسم بها السلطويون في تحصين أنفسهم بالمصفحات والحمايات ، وترك صدور المواطنين وظهورهم عرضة لعمليات الارهاب والارهابيين …
واستنكار لتبديد الثروة الوطنية، والافراط في انفاقها، بعيداً عن الحسابات الصائبة .
ان كاتب السطور شهد بنفسه موكباً سلطانياً لاحد اولئك السلطويين المستغلين للمنصب، وكان يشتمل على عشرات المصفحات ذات الشكل الواحد، الأمر الذي قد لا يتفق لأكبر مسؤول في العالم ..!!
وترّن في الآذان ، عبارة مشهورة تقول :
{ إنّ الشيء اذا زاد عن حَدِّهِ ، انقلب الى ضِدّهِ }
وهذه المقولة شديدة الانطباق على معظم أصحاب المواكب من اهل المناصب .
والعجيب في أمر هؤلاء النرجسيين، انّ معظمهم تركوا عوائلهم خارج

العراق ، حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم ، وهم يواصلون مشاويرهم في السفر اليهم باستمرار …
اننا ندعو الى إلزام المسؤولين العراقيين كافة ، باحضار عوائلهم ، بدلاً من تركهم خارج الوطن .
وهذه الخُطوة ستضاعف – بالتأكيد – من جعلهم أكثر حرصاً على تأمين سلامة المواطنين جميعاً ، حيث تضمن سلامة عوائلهم أيضاً ..!!
ان تكسير حواجز الذات ، والاحساس بهموم المواطنين ، من أصعب المهمات على كثير من السلطويين، الذين تستهلكهم هموم الذات والعائلة والأقارب والأتباع ، دون الآخرين ..!!
-2-
لقد تناقلت وكالات الأنباء اخبار رئيس الوزراء المصري المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في مصر (ابراهيم محلب) ، الذي قرر :
(إلغاء المواكب الخاصة)
وقال عن حكومته انها ستكون :
 (حكومة مقاتلين من أجل صالح المواطنين )
ان ذلك هو معنى الإحساس بالمسؤولية ،
وهو مقتضى الأصل – كما يُقال – :
ان (ابراهيم محلب ) لم يُضِفْ شيئاً جديداً، للقاموس السياسي ومفرداته الأصيلة، وانما سارع الى اعلان عزمه على الالتزام بما ورد في ذلك القاموس ….
والسؤال الآن :
لماذا لايسارع السلطويون العراقيون الى الالتزام بما يعرفونه من مفردات
القاموس السياسي والوطني ؟
اننا بحاجة الى أفعال صادقة، بعد ان ملّت الأسماع من الخُطب والتصريحات المنمقة التي لم نلمس لها أثراً على الاطلاق …!!!
ونقول هذا ، ونحن على أبواب الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في نهاية نيسان القادم ، والتي سيدفع فيها الذين انغمسوا بتحقيق مآربهم وشهواتهم السلطوية الثمن ، وسيدركون أنهم أساؤوا الى أنفسهم قبل ان يسيؤوا للمواطنين العراقيين المتطلعين الى انبثاق فجر الخلاص .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات