23 ديسمبر، 2024 2:09 م

المنادون.. حي على الفساد

المنادون.. حي على الفساد

بصرف النظر عن تعدد أجناسنا وأدياننا ومعتقداتنا، هناك حقيقة مطلقة نؤمن بها جميعنا، تلك الحقيقة هي الموت، فكل فرد منا على يقين انه يوما ما سيموت إن عاجلا ام آجلا! وهناك من قال: (عش كل يوم في حياتك وكأنه آخر أيامك، فأحد الأيام سيكون كذلك). ونحن كمسلمين لنا في كتاب الله ورسوله وآل بيته الأطهار، خير واعظ وأعظم مربٍّ ومعلم، بأن الموت ليس نهاية المطاف، بل هو بداية الحياة الأبدية الخالدة، تلك الحياة العليا التي كنا قد وضعنا لبناتها الأولى باختيارنا في حياتنا الدنيا، وقد صور الإمام علي ذلك بقوله:

لا دار للمرء بعد الموت يسـكنها

إلا التي كان قبل الموت بانيها

فمن بناها بخير طاب مسكنها

ومن بناها بشـر خاب بانيها

وكما قيل:

الموت ما عف عن عبد ولا ملك

كالنهر يجرف الأقذار والذهبا

لكن عجبي على من يوكَل اليه أمر قوم، وهو يعلم علم اليقين أنه سيحاسَب ويُسأل عنه يوما أمام خالقه، ولايوليه حسن بدء ودوام فعل ومسك ختام..! والعجب كل العجب، لمن يرفل بالخير والنعيم في ظل منصب قيادي او وظيفة مرموقة اوجاه يُحسد عليه، ولايصونه بما يرضي الله بتطبيق ماأمره به من العدل والإنصاف والحسنى بالرعية، أعني على وجه التحديد ساستنا وأرباب الكتل والأحزاب والوزراء ووكلاءهم، وكل من تبوأ منصبا في الحكومة او في مؤسسات الدولة، ممن له تأثير مباشر او غير مباشر على حياة الفرد العراقي الآنية والمستقبلية. فهل أنساهم المنصب ومغرياته الدنيوية، النهاية الحتمية لوجودهم؟ وهل أحَلَّ لهم كرسي السلطة، ما حرمه الله والمنطق والعرف والأخلاق والإنسانية.

في أيامنا هذه ونحن نستشف بصيص أمل من كوة ضيقة في ما نعيشه من ظلام حالك، على المسؤولين في مراكز القيادة ومناصب صنع القرار التحلي بالتنزه عن صغائر الأمور الدنيوية، تلك التي عهدناها بالعشرات بل المئات من متبوئي المناصب المرموقة في البلد، وما صغائر الأمور التي قصدتها إلا الجانب المادي والمنافع الشخصية التي سعى اليها السابقون، والتي على اللاحقين تجاوزها وأخذ العبرة والعظة من النتائج التي أفضت اليها مع غيرهم. إذ لو استرجعنا ما آلت اليه سياسات خاطئة انتهجها مسؤولون مروا على دست الدولة في مفاصلها كافة، للمسنا أن الضرر الأكبر كان يقع على كاهل المواطن، وهو الخاسر الأول من تهورات ساسته، لاسيما الذي سبق له أن اشار الى أحدهم ببنانه البنفسجي يوما ما. وفي حقيقة الأمر هناك خاسر ثانٍ في العملية، إلا وهو المسؤول نفسه..! إذ كما يقول مثلنا؛ (مال الماي للماي.. ومال اللبن للبن). ومامن مال مسروق إلا استحال الى جمرة في بطن سارقه، والسارقون قطعا يعلمون “إنما يأكلون في بطونهم نارا”، لكن..! ولسوء طالع العراقيين أن تأنيب الضمير، ومحاسبة النفس ليست عاملا فاعلا لدى أغلب ساسة (هذا الوكت)، الأمر الذي سول لهم بإطلاق العنان لنفوسهم في تنفيذ السرقات تلو السرقات، غير آبهين بالنار التي ستستقر في بطونهم، وهم لايرعوون من ردع المجتمع لهم، بل هم يتمادون في غيهم بكل أنانية، كما يقول ابو فراس الحمداني: “… إذا متّ ظمآنا فلا نزل القطر”.

وهنا يجب أن يكون لسطوة القانون صوت مدوٍّ، يعلو فوق الأصوات الناشزة المتصيدة في عكر المياه، والتي تنخر في مؤسسات الدولة وتدعو وسط دهاليزها المدلهمة رافعة أذانها المعهود؛

“حي على الحرام.. حي على الفساد.. حي على صيد الفرص”.

[email protected]

المنادون.. حي على الفساد
بصرف النظر عن تعدد أجناسنا وأدياننا ومعتقداتنا، هناك حقيقة مطلقة نؤمن بها جميعنا، تلك الحقيقة هي الموت، فكل فرد منا على يقين انه يوما ما سيموت إن عاجلا ام آجلا! وهناك من قال: (عش كل يوم في حياتك وكأنه آخر أيامك، فأحد الأيام سيكون كذلك). ونحن كمسلمين لنا في كتاب الله ورسوله وآل بيته الأطهار، خير واعظ وأعظم مربٍّ ومعلم، بأن الموت ليس نهاية المطاف، بل هو بداية الحياة الأبدية الخالدة، تلك الحياة العليا التي كنا قد وضعنا لبناتها الأولى باختيارنا في حياتنا الدنيا، وقد صور الإمام علي ذلك بقوله:

لا دار للمرء بعد الموت يسـكنها

إلا التي كان قبل الموت بانيها

فمن بناها بخير طاب مسكنها

ومن بناها بشـر خاب بانيها

وكما قيل:

الموت ما عف عن عبد ولا ملك

كالنهر يجرف الأقذار والذهبا

لكن عجبي على من يوكَل اليه أمر قوم، وهو يعلم علم اليقين أنه سيحاسَب ويُسأل عنه يوما أمام خالقه، ولايوليه حسن بدء ودوام فعل ومسك ختام..! والعجب كل العجب، لمن يرفل بالخير والنعيم في ظل منصب قيادي او وظيفة مرموقة اوجاه يُحسد عليه، ولايصونه بما يرضي الله بتطبيق ماأمره به من العدل والإنصاف والحسنى بالرعية، أعني على وجه التحديد ساستنا وأرباب الكتل والأحزاب والوزراء ووكلاءهم، وكل من تبوأ منصبا في الحكومة او في مؤسسات الدولة، ممن له تأثير مباشر او غير مباشر على حياة الفرد العراقي الآنية والمستقبلية. فهل أنساهم المنصب ومغرياته الدنيوية، النهاية الحتمية لوجودهم؟ وهل أحَلَّ لهم كرسي السلطة، ما حرمه الله والمنطق والعرف والأخلاق والإنسانية.

في أيامنا هذه ونحن نستشف بصيص أمل من كوة ضيقة في ما نعيشه من ظلام حالك، على المسؤولين في مراكز القيادة ومناصب صنع القرار التحلي بالتنزه عن صغائر الأمور الدنيوية، تلك التي عهدناها بالعشرات بل المئات من متبوئي المناصب المرموقة في البلد، وما صغائر الأمور التي قصدتها إلا الجانب المادي والمنافع الشخصية التي سعى اليها السابقون، والتي على اللاحقين تجاوزها وأخذ العبرة والعظة من النتائج التي أفضت اليها مع غيرهم. إذ لو استرجعنا ما آلت اليه سياسات خاطئة انتهجها مسؤولون مروا على دست الدولة في مفاصلها كافة، للمسنا أن الضرر الأكبر كان يقع على كاهل المواطن، وهو الخاسر الأول من تهورات ساسته، لاسيما الذي سبق له أن اشار الى أحدهم ببنانه البنفسجي يوما ما. وفي حقيقة الأمر هناك خاسر ثانٍ في العملية، إلا وهو المسؤول نفسه..! إذ كما يقول مثلنا؛ (مال الماي للماي.. ومال اللبن للبن). ومامن مال مسروق إلا استحال الى جمرة في بطن سارقه، والسارقون قطعا يعلمون “إنما يأكلون في بطونهم نارا”، لكن..! ولسوء طالع العراقيين أن تأنيب الضمير، ومحاسبة النفس ليست عاملا فاعلا لدى أغلب ساسة (هذا الوكت)، الأمر الذي سول لهم بإطلاق العنان لنفوسهم في تنفيذ السرقات تلو السرقات، غير آبهين بالنار التي ستستقر في بطونهم، وهم لايرعوون من ردع المجتمع لهم، بل هم يتمادون في غيهم بكل أنانية، كما يقول ابو فراس الحمداني: “… إذا متّ ظمآنا فلا نزل القطر”.

وهنا يجب أن يكون لسطوة القانون صوت مدوٍّ، يعلو فوق الأصوات الناشزة المتصيدة في عكر المياه، والتي تنخر في مؤسسات الدولة وتدعو وسط دهاليزها المدلهمة رافعة أذانها المعهود؛

“حي على الحرام.. حي على الفساد.. حي على صيد الفرص”.

[email protected]