23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

الذين يعتلون المنابر في عصرنا , ويلقون الخطب المسماة دينية , لا يستشهدون بالآيات القرآنية , ويكاد القرآن أن يكون غائبا في خطبهم , ويركزون على حوادث وأشخاص يؤججون فيها عواطف المستمعين ويثيرون أمّارات السوء التي فيهم.
وهي ظاهرة متكررة , بلا تفسير مقنع , لكنها واضحة للعيان , ولو بحثتم في الخطب المتداولة كل يوم جمعة وفي المناسبات فلن تجدوا آية قرآنية , وتميل إلى العدوانية وتأليب النفوس على بعضها بإسم ما تددعيه دينا.
وترفع رايات ” لساني عليك وقلبي معك” , وبموجب ذلك تدهورت الأحوال , وما تحقق ما ينفع الناس , وتأكد التنويم والتخنيع , والإرتهان بالسمع والطاعة.
الكثيرون يرون ما يرونه في هذا الشأن , ويفسرون كما يتصورون , ولا موجب للدخول في متاهات لا طائل من ورائها , وعلينا أن نتساءل: هل أن القرآن بات مهجورا؟
لوسألت أصحاب المنابر عن آيات القرآن لتعجبت من أميتهم وعدم قدرتهم على فهمها , ويجيدون ترديد بعض الآيات القصار , ولا يمكن القول بأن فيهم مَن يحفظ القرآن , لأن الإناء ينضح بما فيه , ولو أنهم من حفظته , لرأينا ذلك في خطبهم الخالية من آياته.
ويبدو أن الأمية القرآنية مقصودة لتمرير أجندات وتطلعات أنانية وفئوية لا تخدم أحدا , بل تستحضر الإذلال والتبعية والخنوع لإرادات الآخرين الطامعين بالبلاد والعباد.
وهكذا تجد الأحوال من سيئ إلى أسوأ , ومن فسادٍ إلى أفسد , والطالح فالح , والصالح طائح , وتلك لعبة الإستعباد بالدين , والإستحواذ على مصائر وحقوق الآخرين.
فهل جعلوا القرآن عضين؟!!