لا شك بأن التنظيمات الإرهابية تعمد الى تدمير البلدان وتهتك الشعوب التي تقف حائلآ دون تحقيق أهدافها وإن إختلفت أسماؤهم وشعاراتهم ووجوههم فهم بالتالي عملة واحدة وآخر المسميات على الساحة العالمية إعلاميآ وسياسيآ وعسكريآ هي داعش أو ما تطلق على نفسها الدولة الإسلامية في العراق والشام . بالتأكيد مثل هكذا تنظيمات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تضع قدمها على أرض مالم تجد لها مسبقآ طريقآ معبدآ وملاذآ آمنآ وأجواءآ مؤاتية وخيانات لقادة وتواطؤ من الداخل لحين الإنطلاق نحو تحقيق مآربها وأهدافها المبتغاة والمرسومة لها والمخطط لتنفيذها من قبل عناصرها الإجرامية في زعزغة إستقرار البلد الذي إستمكنت فيه . دخول تنظيمات داعش الى العراق لم يكن وليد الصدفة بل إضافة الى المخطط الأمريكي الصهيوني العالمي هناك جملة من العوامل المساعدة التي مهدت السبل لتوغل هذا التنظيم السرطاني في جسد الأرض العراقية لتفتيت أوصاله المجتمعية وتغيير جغرافيته بسيناريوهات أبطالها ساسة البلد وقادة الأحزاب الذين جاءت بهم الماكنة الأمريكية وعجلة التحرير ، فهؤلاء شغلتهم أنفسهم وأحزابهم ومناصبهم وإمتيازاتهم فأعمت بصيرتهم قبل أن تعمي أبصارهم عما يجري في البلد وما أحدثوه من كوارث متلاحقة إبتدأت بسياسة المحاصصة الحزبية وتوزيع الغنائم والمناصب التنفيذية وإلحاق المؤسسة القضائية والهيئات المستقلة والمؤسسات الأمنية بالمحاصصة وإصدار إمتيازات بصيغة قوانين ما أنزل الله بها من سلطان مكنتهم من سرقة المال العام دون أي خوف أو وجل ومكتسبات جهادية إعتلوا فيها مناصب عليا وحصانات على مقاسهم ليعبثوا بمقدوات الوطن ويسرقوا أمواله ويهدروا ثرواته ويسلبوا ممتلكاته ويدمروا إقتصاده حتى شاع الفساد في جميع مفاصل الدولة ويتمترسوا بجيوش من الحمايات تحيط بهم في كل زمان ومكان ويحرموا شعبه من أبسط الحقوق ويتركوه لقمة سائغة أمام الإنفلات الأمني على مدار هذه السنين لكي يطال الموت أرواحهم وتزهق نفوسهم وكأن شيئآ لم يحدث ولا من يبالي بهم ، ولم يكتفوا بهذا بل وصلت بهم خيانتهم أن يضع كل طرف منهم يده مع دولة إقليمية ودولية يستند عليها ويستعين بها على طرف آخر حتى أصبحت سياسة الدولة هرج ومرج ولا تجد من يهتم بأحوال الشعب الذي أصبح في مهب الريح . هذه العوامل وغيرها كانت الممهدة لدخول داعش الى العراق وهؤلاء القادة هم إرهابيون وإن لم يعلنوا ويفصحوا عن حقيقتهم وهم الممهدون لداعش في إحتلال جزء من أراضي البلد وإستباحة دماء وأعراض وممتلكات شعبه ، وإذا كان الإجرام والتدمير واضحآ وممنهجآ لدى داعش فبالتأكيد من أعانه ومهد له وغض الطرف عنه وهادنه وسهل أمره ودعمه ومن جبن عن البوح بما يجري بفعل داعش خوفآ على منصبه وموقعه وإمتيازاته وحزبه وكتلته وإئتلافه ، كل هؤلاء مشتركون مع داعش في الإجرام بل بالتأكيد هؤلاء أفتك إجرامآ وأشد خطورة من داعش إذ لولاهم لما وجد تنظيم داعش موضع قدم له في العراق .