هنالك ممثلون مارسوا طقوس فوضى الحياة في افلامهم واحتلوا مساحات شاسعة في قلوب الجماهير العاشقة للسينما في كل اصقاع العالم والسبب يعود الى انهم عاشوا تفاصيل يومياتهم المتشعبة بصفاء ونقاء بعيدا عن التصنع والتقمص لأنهم عاشوا تجربة الحياة الحقيقية من خلال اندماجهم بالشخصية السينمائية …..
هذه المعادلة لا تنطبق على كل الممثلين السينمائين في العالم بل هنالك قلة منهم يمكن وضعهم ضمن خانة هذه المعادلة ويمكن تسميتهم بالممثلين الصادقين في ظهورهم بين سطور السينما والحياة …..
من هؤلاء الذين تنطبق عليهم هذه الصفة الممثلون العالميون ( روبرت دينيرو وكلينيت ستيورات ومارلون براندو والباتشينو ورالف فينس وخواكين فينكس والراحل الاسطور جيمس جاندولفيني وليام نيسون ) كل هؤلاء وغيرهم يعتبرون اساطير صنعت من الكلمة والصورة مشاهد حية لواقع هذه الحياة …..
لذا لو دونت الكلمات والحروف على الورق الابيض برفقة قلمي وفوق القماش الابيض بصحبة الواني لن تكفي لكي احلل شخصيات هؤلاء الاساطير السينمائية لذا سأتوقف بين زوايا سطوري لكي اتحدث عن واحد منهم الا وهو اسطورة الرجولة والثورة الانسانية والفكرية والفلسفية ( ليام نيسون ) هذا الممثل الايرلندي الذي دخل ارض هوليوود من بوابة الثائرين على قيم واعراف واسس السينما العالمية والامريكية …..
فالممثل العالمي ليام نيسون يستحق ان يتصدر لائحة عظماء السينما العالمية لما يمتلكه من ذكاء فني وشخصية ثورية تمتزج فيها قيم واخلاقيات الحب والعشق والكفاح والنضال والصمود في اعماله السينمائية فهو ممثل من العيار الثقيل لا يقدر بثمن نظرا لأمتلاكه طاقات وامكانيات عقلية وفكرية وذهنية وجسدية يمكن قياسها بمعايير علمية فنية تجعله سيد المشاهد والاحداث في شخصياته اضافة الى لكنته المتميزة التي تختلف اختلافا كليا عن باقي اللكنات التي يتحدث بها الممثلون الاخرون …..
فمن المعروف ان اللغة الانكليزية البريطانية رغم شراسة تعابيرها اللغوية اثناء الحديث تقابله في الجهة الاخرى اللغة الانكليزية الامريكية التي تعتبر قواعدها اللغوية اكثر سلاسة ونعومة ونطقا اثناء الحديث هاتين اللغتين تعتبران اللغة الرسمية لمعظم الاعمال السينمائية العالمية لكن المثير في الامر ان احدى الصفات التي يمتلكها الممثل ليام نيسون يمزج ما بين هاتين اللغتين اثناء الحديث والكلام والحوار في اعماله السينمائية ويمزج معانيها ومفرداتها باللكنة الايرلندية هنا يتضح دوره اي ( ليام نيسون ) في استقطاب عشاق اللغة من الجانب الروحي في معظم اعماله وشخصياته ولها الدور الابرز في ظهور شخصياته بلمسة سحرية لا تضاهيها لمسة فنية في كل اصقاع ارض هوليوود اضافة الى ما يميز شخصيته ايضا مظهره الخارجي الملفت للنظر وللعين السينمائية وللمتذوق السينمائي ورغم بساطة نوعية ملابسه وعدم اتخاذه الطابع الرسمي في ارتداء الملابس على طريقة عظماء هوليوود كل هذه الامور ساهمت في ابراز مواهبه كممثل يتقن دوره في السينما والحياة مجتمعين بدقة لا مثيل لها مقارنة مع نظرائه السينمائيين …..
فهو كرجل وكممثل وكعاشق وكمحب لشخصيته الفنية وكمحارب للشر يعطي اثارة لمن يتابع اعماله السينمائية والاهم من كل هذا انه يملك قدرة وطاقة هائلة في جذب خيوط العقل والفلسفة والمشاعر والاحاسيس تجاهه كممثل يتقمص اي دور ايا كان نوعيته …..
اعمال ليام نيسون كثيرة منها (the grey-taken 1- taken 2- third person-non stop-unknown)
والجزء الثالث من taken 3 الذي يتم تصويره حاليا في فرنسا وسيصدر في 2015 …..
كل هذه الافلام وغيرها غيرت مجرى تأريخ هوليوود السينمائي على المستوى العالمي ومن اكثر هذه الافلام ردودا للفعل ووالتي ابهرت جماهير شباك التذاكر فيلمه ( the grey ) الذي اعشقه بجنون ولا يمكن ان تمر عدة شهور دون ان اخرجه من مكتبتي السينمائية لكي اشاهده لن هذا الفيلم يجسد صراع الانسان من اجل البقاء اضافة الى تركيز المخرج على الجانب العاطفي في شخصية ليام نيسون ( صائد الذئاب ) وحنكة المؤلف في تصوير البعد الفكري والفلسفي والثوري في شخصية ليام نيسون وهو يواجه حالة الانهيار الانساني في رحلته من اجل تتويج ثورته كأنسان لكي يحيا بقوة مبادئه وايمانه بقدسية طقوس الحياة …..
لذا فالممثل العالمي ليام نيسون ظاهرة سينمائية قل مثيلها في سينما هذا العصر الغريب الاطوار ولكي اكون واضحا صريحا انا لم اكن محايدا في كتابة هذه السطور لأنني مولع ومهووس ومجنون بشخصيته الرجولية السينمائية الثورية التي بالفعل لطالما ادهشتني واذهلت طموحاتي الفنية كمشاهد للافلام السينمائية وكناقد سينمائي يحاول ان يعطي صورة مشرفة لما تقدمه هذه الشاشة العملاقة من اعمال تستحق ان تؤرخ بسطور لا نهاية لها في دهاليز المتاحف الفنية العالمية بالصورة والصوت والكلمة والقلم …..
فالسينما هي روح ثقافة المثقفين ومن يتقمص ادوارها في الواقع والخيال فهو يستحق ان يلقب بالاسطورة السينمائية …..
وليام نيسون اسطورة بكل المقاييس العلمية الفنية يستحق ان يتوج بكلمات وسطور منا نحن عشاق السينما نحن جيش ثقافة الصوت والصورة ….. فهم يرسمون البهجة والفرح والمتعة والثورة والحرية والنصر على الشاشة ونحن نقف امامهم نشاهد روائعهم ثائرين عاشقين غاضبين …..
نرفع قبضتنا عندما يقاتلون الشر
نذرف الدموع عندما تقتل البسمة والانسانية
نضحك نبتسم نمتزج نندمج بمشاهدهم واحداثهم ويومياتهم لكي نشعر اننا ما زلنا نملك مشاعر واحاسيس وهذا هي نقطة البحث عن الذات الانسانية المفقودة فينا …..